449
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الظرفيّة للزمان، كرأيته حلب ناقة، أي مقدار حلب ناقة من الزمان، قال: يعني الحمد للَّه مقدار حمد هؤلاء من الزمان.
و«المساق» بفتح الميم: مصدر ميميّ، أو اسم مكان كالمجرى. و(النفس): الروح.
«وافاه»: أتاه قطعاً. في بعض النسخ: «كم» مكان (كما) فخبرية للتكثير.
(كما انتسب) أي به في سورة التوحيد، وهي المسمّاة بنسبة الربّ.
(لاق في فراره) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة الجمعة: «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ»۱.
(اطّردت الأيّام) قرئ على المتكلّم، أي أتيتها وجزتها. وقرأ برهان الفضلاء: على التأنيث الغائب المعلوم، ورفع «الأيّام»، يعني: تعاقبت الأيّام هذا الأمر. قيل: يعني عن تعيين وقت الموت، وقيل: كأنّه إشارة إلى أمر الخلافة، وسرّ عدم استقامتها كما ينبغي. وهو كما ترى.
وقال برهان الفضلاء: «هذا الأمر» أي فساد أهل الزيغ باتّباعهم شبهات أئمّة الضلالة. و«مكنونه» عبارة عن سرّ القضاء والقدر فيه.
(فأبى اللَّه - جلّ ذكره - إلّا إخفائه) عن غيره، فذاك من العلم الخاصّ به تعالى.
(ومحمّداً صلى اللَّه عليه وآله) قيل: أي وأوصيكم محمّداً صلى اللَّه عليه وآله. وقال برهان الفضلاء: عطف على (شيئاً). وقيل: أي شيئاً في أمره تعالى، وفي أمر محمّد صلى اللَّه عليه وآله.
(هذين العمودين) يعني الحسنين عليهما السلام، وهما عمودا دينكم. واحتمال التوحيد والنبوّة - كما ذكره بعض المعاصرين‏۲ - لا بأس به.
(وأوقدوا هذين المصباحين) أي لظلمات الفتن في طريق دينكم. وفي بعض النسخ: «وارفدوا» بالراء والفاء، من الإفعال أيضاً، و«الإرفاد»: الإعطاء والإعانة، أي انصروا.

1.الجمعة (۶۲): ۸ .

2.الوافي، ج ۲، ص ۳۳۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
448

وَ إِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً ، وَ سَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلَاءً ، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ ، وَ كَاظِمَةً بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ هُدُوئِي‏۱ ، وَ خُفُوتُ إِطْرَاقِي ، وَ سُكُونُ أَطْرَافِي ؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ .
وَدَّعْتُكُمْ وَدَاعَ مَرْصِّدٍ لِلتَّلَاقِي ، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، وَ يَكْشِفُ اللَّهُ تَعَالى‏ عَنْ سَرَائِرِي ، وَ تَعْرِفُونِّي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي ، وَ قِيَامِي غَيَرَ۲مَقَامِي .
إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي ، وَ إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ الْعَفْوُ۳ لِي قُرْبَةٌ ، وَ لَكُمْ حَسَنَةٌ ، فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا ، أَ لَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ؟
فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى‏ كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً ، أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى‏ شِقْوَةٍ ؛ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا يَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - رَغْبَةٌ ، أَوْ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ ، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وَ بِهِ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ : «يَا بُنَيَّ ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ ، وَ لَا تَأْثَمْ» .

هديّة:

(حفّ به) كفرّ: أطاف به، وأحاط حوله، واستدار عليه.
(إثنوا لي الوسادة) من الثني: كالعطف لفظاً ومعنى، من باب رمى. في بعض النسخ: «وسادة» بدون التعريف، قيل: يعني ليرتفع فأتكلّم حسناً، وأرى الحاضرين جميعاً. و«الوسادة» مثلّثة الواو: المخدّة.
(قدره) قرئ بالإضافة إلى الضمير، نصب على الخافض، المراد: أي على حسب قدره، وكما هو أهله.
(متّبعين) على اسم الفاعل، من الإفعال أو الافتعال، حالٌ من «نحمده» في الضمن. وقرأ برهان الفضلاء: «قدرة متّبعين أمره» بإضافة «القدرة» إلى «متّبعين» نصباً على

1.في الكافي المطبوع: «هدوّي».

2.في الكافي المطبوع: «قيام غيري» بدل «قيامي غير».

3.في الكافي المطبوع: «وإن أعف، فالعفو» بدل «العفو».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142430
صفحه از 592
پرینت  ارسال به