وَ إِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً ، وَ سَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلَاءً ، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ ، وَ كَاظِمَةً بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ هُدُوئِي۱ ، وَ خُفُوتُ إِطْرَاقِي ، وَ سُكُونُ أَطْرَافِي ؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ .
وَدَّعْتُكُمْ وَدَاعَ مَرْصِّدٍ لِلتَّلَاقِي ، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، وَ يَكْشِفُ اللَّهُ تَعَالى عَنْ سَرَائِرِي ، وَ تَعْرِفُونِّي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي ، وَ قِيَامِي غَيَرَ۲مَقَامِي .
إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي ، وَ إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ الْعَفْوُ۳ لِي قُرْبَةٌ ، وَ لَكُمْ حَسَنَةٌ ، فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا ، أَ لَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ؟
فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً ، أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى شِقْوَةٍ ؛ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا يَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - رَغْبَةٌ ، أَوْ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ ، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وَ بِهِ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ : «يَا بُنَيَّ ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ ، وَ لَا تَأْثَمْ» .
هديّة:
(حفّ به) كفرّ: أطاف به، وأحاط حوله، واستدار عليه.
(إثنوا لي الوسادة) من الثني: كالعطف لفظاً ومعنى، من باب رمى. في بعض النسخ: «وسادة» بدون التعريف، قيل: يعني ليرتفع فأتكلّم حسناً، وأرى الحاضرين جميعاً. و«الوسادة» مثلّثة الواو: المخدّة.
(قدره) قرئ بالإضافة إلى الضمير، نصب على الخافض، المراد: أي على حسب قدره، وكما هو أهله.
(متّبعين) على اسم الفاعل، من الإفعال أو الافتعال، حالٌ من «نحمده» في الضمن. وقرأ برهان الفضلاء: «قدرة متّبعين أمره» بإضافة «القدرة» إلى «متّبعين» نصباً على