(فخرجت مبادرة) مع كونها مأمورة بالقعود في بيتها بقوله عزّ وجلّ في سورة الأحزاب: «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ»۱، ومنهيّة عن ركوب السرج بقوله صلى اللَّه عليه وآله: لعن اللَّه الفروج على السروج.۲ وهو بظاهره مطلق من الركوب على القصد المباح وغيره.
وفي قولها: «ابنكم» تعريضٌ منها بأنّه عليه السلام ليس ابن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
(فإنّه لا يُدفن) نهيٌ على المجهول، وكذا (يهتك) بالعطف.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلٍ۳، عَنْ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام الْوَفَاةُ ، قَالَ : يَا قَنْبَرُ ، انْظُرْ هَلْ تَرى مِنْ وَرَاءِ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ تَعَالى وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، قَالَ : ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : هَلْ حَدَثَ إِلَّا خَيْرٌ ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَعَجَّلَ عَلى شِسْعِ نَعْلِهِ ، فَلَمْ يُسَوِّهِ ، وَ خَرَجَ مَعِي يَعْدُو .
فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، سَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه السلام۴ : اجْلِسْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ يَحْيَا بِهِ الْأَمْوَاتُ ، وَ يَمُوتُ بِهِ الْأَحْيَاءُ ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ وَ مَصَابِيحَ الْهُدى ؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ .
أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَئِمَّةً ، وَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَ آتى دَاوُدَ عليه السلام زَبُوراً ، وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ بِهِ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْحَسَدَ ، وَ إِنَّمَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ الْكَافِرِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ
1.الأحزاب (۳۳): ۳۳.
2.المنقول في كتب الخاصة عن أمير المؤمنين هكذا: «لا تحملوا الفروج على السروج فتهيّجوهن للفجور». الكافي، ج ۵، ص ۵۱۶، باب في تأديب النساء، ح ۴؛ الفقيه، ج ۳، ص ۴۶۸، ح ۴۲۲۶. وماذكره المصنّف عن النبيّ، فهو في كتب العامّة، منها: المبسوط للسرخسي، ج ۶، ص ۸۹؛ وبدائع الصنائع للكاشاني، ج ۳، ص ۱۴۳.
3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد».
4.في الكافي المطبوع: + «بن عليّ».