455
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(فخرجت مبادرة) مع كونها مأمورة بالقعود في بيتها بقوله عزّ وجلّ في سورة الأحزاب: «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ»۱، ومنهيّة عن ركوب السرج بقوله صلى اللَّه عليه وآله: لعن اللَّه الفروج على السروج.۲ وهو بظاهره مطلق من الركوب على القصد المباح وغيره.
وفي قولها: «ابنكم» تعريضٌ منها بأنّه عليه السلام ليس ابن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
(فإنّه لا يُدفن) نهيٌ على المجهول، وكذا (يهتك) بالعطف.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلٍ‏۳، عَنْ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام الْوَفَاةُ ، قَالَ : يَا قَنْبَرُ ، انْظُرْ هَلْ تَرى‏ مِنْ وَرَاءِ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ تَعَالى‏ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، قَالَ : ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : هَلْ حَدَثَ إِلَّا خَيْرٌ ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَعَجَّلَ عَلى‏ شِسْعِ نَعْلِهِ ، فَلَمْ يُسَوِّهِ ، وَ خَرَجَ مَعِي يَعْدُو .
فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، سَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه السلام‏۴ : اجْلِسْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ يَحْيَا بِهِ الْأَمْوَاتُ ، وَ يَمُوتُ بِهِ الْأَحْيَاءُ ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ وَ مَصَابِيحَ الْهُدى‏ ؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ .
أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَئِمَّةً ، وَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ ، وَ آتى‏ دَاوُدَ عليه السلام زَبُوراً ، وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ بِهِ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْحَسَدَ ، وَ إِنَّمَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ الْكَافِرِينَ ، فَقَالَ اللَّهُ

1.الأحزاب (۳۳): ۳۳.

2.المنقول في كتب الخاصة عن أمير المؤمنين هكذا: «لا تحملوا الفروج على السروج فتهيّجوهن للفجور». الكافي، ج ۵، ص ۵۱۶، باب في تأديب النساء، ح ۴؛ الفقيه، ج ۳، ص ۴۶۸، ح ۴۲۲۶. وماذكره المصنّف عن النبيّ، فهو في كتب العامّة، منها: المبسوط للسرخسي، ج ۶، ص ۸۹؛ وبدائع الصنائع للكاشاني، ج ۳، ص ۱۴۳.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد».

4.في الكافي المطبوع: + «بن عليّ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
454

أُوقِفَ عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ذَهَبَ ذُو الْعَيْنَيْنِ إِلى‏ عَائِشَةَ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ‏۱صلى اللَّه عليه وآله ، فَخَرَجَتْ - مُبَادِرَةً - عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً ، فَقَالَتْ : نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يُدْفَنُ فِي بَيْتِي ، وَ يُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حِجَابُهُ .
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه السلام : قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَدْخَلْتِ‏۲ عَلى‏ بَيْتِهِ مَنْ لَا يُحِبُّ قُرْبَهُ ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ سَائِلُكِ عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ» .

هديّة:

«دفنه» كضرب ونصر، «فادّفن» على الافتعال، و«اندفن» بمعنى.
و«الضيم» بالفتح: الظلم والضرر. وفي بعض النسخ: «من بغضها» مكان (من ضيمها)، وفي بعض آخر: «من صنيعها».
(ثمّ انطلقوا). قرأ برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى: «ثمّ» بفتح المثلّثة: اسم إشارة، أي في المكان الذي كان فيه، قال: يعني لمّا تمّ التجهيز.
و«العوينة»: تصغير العين، وكذا «العيينة»، وذو العيينتين أو العوينتين تثنية، ويكنّى بذي العوينة وكذا بذي العوينتين عن الجاسوس.
قال الجوهري: العين: حاسّة الرؤية وفلان وفلان، والجاسوس. والتصغير: عيينة. ومنه قيل: ذو العيينتين للجاسوس. ثمّ قال: ولا تقل ذو العوينتين‏۳.
والأصل ما ضبط في كتب الأخبار، وأين من فضل أهل الأخبار فضل مثل الجوهري.
قال برهان الفضلاء: كون الأصل بالياء لا يمنع صحّة التصغير بالواو والياء؛ لضمّة العين.

1.في الكافي المطبوع: «النبيّ» بدل «رسول اللَّه».

2.في الكافي المطبوع: + «عليه».

3.الصحاح، ج ۶، ص ۲۱۷۲ (عين).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142328
صفحه از 592
پرینت  ارسال به