457
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

يُخْلَقَ ، وَ قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ ، وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي أَحَدٍ غَيْرَ مُحَمَّدٍ۱ خَيْراً ، مَا اصْطَفى‏ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً ، وَ اخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً ، وَ اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ ، سَلَّمْنَا وَ رَضِينَا ؛ مَنْ هَوَ بِغَيْرِهِ يَرْضَى ؟ وَ مَنْ كُنَّا نَسْلَمُ بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا؟» .

هديّة:

هذا الحديث بتمامه دلالة على أنّ منازعة محمّد بن عليّ في الإمامة مع عليّ بن الحسين عليهما السلام ثمّ رضاه بجعلهما الحجر الأسود حكماً بينهما - كما سبق ذكره - إنّما هي لمصلحة، لا لادّعاء منه جهلاً، فلعلّها بأمر أمير المؤمنين عليه السلام ووصيّته بذلك؛ لمصالح وحِكَم شتّى، منها: خلاصه من إصرار الناس بإمامته مع آبائه أيضاً جهاراً.
وفي بعض النسخ: «لمّا حضر» بلا علامة التأنيث، وكلاهما جائز.
(من وراء بابك) تعبير عن مثل «غيرك» تكريماً لقنبر، سواء كان بمعنى أنّ بابنا بابك، أو بمعنى أنّك بوّابنا، يعني لآمره في غرضٍ. والاستفهام إنكاريّ، فالمعنى: لمّا ليس أحد هنا غيرك فآمرك. ومعنى قول قنبر لبّيك، فأمر.
(فأتيته) على تقدير: قال فأتيته.
والفاء في (فلم يسوّه) بيانيّة، يفسّر قوله: (فعجّل على شسع نعله). وفي بعض النسخ: «عن» مكان «على». والمعنى عليهما تأكيدُ التعجيل.
و«الشسع» بكسر المعجمة وسكون المهملة الاُولى: واحد شسوع النعل التي تشدّ إلى زمامها.
(عن سماع كلام). في بعض النسخ: «عن أن يسمع كلاماً».
(يُحيى‏ به الأموات ويموت به الأحياء).
قال برهان الفضلاء: يعني يُحيى‏ به القلوب الميّتة بقبوله، ويموت به القلوب الحيّة بعدم قبوله.

1.في الكافي المطبوع: - «غير محمّد».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
456

تَعَالى‏ : «كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ» وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ تَعَالى‏ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ فِيكَ ؟ قَالَ : بَلى‏ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً وَلَدِي .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ وَ أَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ ، لَأَخْبَرْتُكَ .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام بَعْدَ وَفَاةِ نَفْسِي وَ مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ بَعْدِي ، وَ عِنْدَ اللَّهِ - جَلَّ اسْمُهُ - فِي الْكِتَابِ وِرَاثَةً عَنِ‏۱ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله أَضَافَهَا اللَّهُ تَعَالى‏ لَهُ‏۲ فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ عليها السلام ، فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ ، فَاصْطَفى‏ مِنْكُمْ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عليهما السلام ، وَ اخْتَارَنِي عَلِيٌّ عليه السلام بِالْإِمَامَةِ ، وَ اخْتَرْتُ أَنَا الْحُسَيْنَ عليه السلام ؟
فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام : أَنْتَ إِمَامٌ ، وَ أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ؛ وَ اللَّهِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هذَا الْكَلَامَ ، أَلَا وَ إِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَا تَنْزِفُهُ الدِّلَاءُ ، وَ لَا تُغَيِّرُهُ نَغْمَةُ الرِّيَاحِ ، كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ ، فِي الرَّقِّ الْمُنْهَمِ‏۳ ، أَهُمُّ بِإِبْدَائِهِ ، فَأَجِدُنِي سُبِقْتُ إِلَيْهِ ، سَبَقَ الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ أَوْ مَا خَلَتْ‏۴ بِهِ الرُّسُلُ ، وَ إِنَّهُ لَكَلَامٌ يَكِلُّ بِهِ لِسَانُ النَّاطِقِ وَ يَدُ الْكَاتِبِ حَتّى‏ لَا يَجِدَ قَلَماً ، وَ يُؤْتى‏۵ بِالْقِرْطَاسِ حُمَماً ، فَلَا۶ يَبْلُغُ فَضْلَكَ ، وَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ ، وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ :
الْحُسَيْنُ عليه السلام أَعْلَمُنَا عِلْماً ، وَ أَثْقَلُنَا حِلْماً ، وَ أَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله رَحِماً ، كَانَ فَقِيهاً قَبْلَ أَنْ

1.في الكافي المطبوع: «من».

2.في «الف»: - «له».

3.في الكافي المطبوع: «المنمنم».

4.في الكافي المطبوع: «جاءت».

5.في الكافي المطبوع: «يؤتوا».

6.في الكافي المطبوع: «ولا».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139696
صفحه از 592
پرینت  ارسال به