يُخْلَقَ ، وَ قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ ، وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي أَحَدٍ غَيْرَ مُحَمَّدٍ۱ خَيْراً ، مَا اصْطَفى مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً ، وَ اخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً ، وَ اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ ، سَلَّمْنَا وَ رَضِينَا ؛ مَنْ هَوَ بِغَيْرِهِ يَرْضَى ؟ وَ مَنْ كُنَّا نَسْلَمُ بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا؟» .
هديّة:
هذا الحديث بتمامه دلالة على أنّ منازعة محمّد بن عليّ في الإمامة مع عليّ بن الحسين عليهما السلام ثمّ رضاه بجعلهما الحجر الأسود حكماً بينهما - كما سبق ذكره - إنّما هي لمصلحة، لا لادّعاء منه جهلاً، فلعلّها بأمر أمير المؤمنين عليه السلام ووصيّته بذلك؛ لمصالح وحِكَم شتّى، منها: خلاصه من إصرار الناس بإمامته مع آبائه أيضاً جهاراً.
وفي بعض النسخ: «لمّا حضر» بلا علامة التأنيث، وكلاهما جائز.
(من وراء بابك) تعبير عن مثل «غيرك» تكريماً لقنبر، سواء كان بمعنى أنّ بابنا بابك، أو بمعنى أنّك بوّابنا، يعني لآمره في غرضٍ. والاستفهام إنكاريّ، فالمعنى: لمّا ليس أحد هنا غيرك فآمرك. ومعنى قول قنبر لبّيك، فأمر.
(فأتيته) على تقدير: قال فأتيته.
والفاء في (فلم يسوّه) بيانيّة، يفسّر قوله: (فعجّل على شسع نعله). وفي بعض النسخ: «عن» مكان «على». والمعنى عليهما تأكيدُ التعجيل.
و«الشسع» بكسر المعجمة وسكون المهملة الاُولى: واحد شسوع النعل التي تشدّ إلى زمامها.
(عن سماع كلام). في بعض النسخ: «عن أن يسمع كلاماً».
(يُحيى به الأموات ويموت به الأحياء).
قال برهان الفضلاء: يعني يُحيى به القلوب الميّتة بقبوله، ويموت به القلوب الحيّة بعدم قبوله.