459
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

و(المعجم) من الإفعال والتفعيل، بمعنى أي المنقوط. وقد يراد المعرب؛ لئلّا يشتبه. وهو المراد بقول من قال: «كالكتاب المعجم» من التعجيم، بمعنى إزالةُ العجم بالنقط.
و(المنهم): الممتلي من النهمة، بمعنى بلوغ الهمّة في الشي‏ء؛ كذا قيل. وفي بعض النسخ: «المنمّم»، أي الملتفّ المجتمع. وضبط برهان الفضلاء: «المنمنم» كالمدحرج، أي المذهّب والمزيّن بالذهب.
(سُبقت إليه) على ما لم يسمّ فاعله، والظاهر على المتكلّم، ويحتمل الخطاب. فالمعنى على الظاهر: أنت وأخوك سبقتماني إليه سبق القرآن، وفيه تبيان كلّ شي‏ء.
(أو ما خلت). «أو» هنا بمعنى «بل» أي ما مضت. وفي بعض النسخ: «جاءت» مكان «خلت». أو المعنى عليهما - أي على المتكلّم والخطاب‏۱ - أنّ مناقب الرسول صلى اللَّه عليه وآله ثابتة في جميع الكتب وعند جميع الأنبياء عليهم السلام.
و«الحمم» كصرد: الفحم.۲(نسلم به) كعلم، من السلامة.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلٍ‏۳، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ :«لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام : يَا أَخِي ، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ، ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى‏ أُمِّي فَاطِمَةَ عليها السلام ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ ، وَ اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَ عَدَاوَتِهَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ .

1.في «الف»: - «أي على المتكلّم والخطاب».

2.الحُمَم: الرماد والفحم وكلّ ما احترق النار. لسان العرب، ج ۱۲، ص ۱۵۷ (حمم).

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «وبهذا الإسناد، عن سهل».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
458

وقال بعض المعاصرين: أي أموات الجهل، وأحياء اللذّات الدنيويّة.۱
أقول: يحتمل أن يكون المعنى يُحيى‏ به السُّنَن الحقّة المتروكة، ويموت به البِدَع المتداولة. أو المراد من الأموات الآباء المهتدون المنسيّ ذكرهم، ومن الأحياء الأدعياء الضالّون الدائر كلامهم.
(كونوا) خطابٌ إلى أولاد أمير المؤمنين عليه السلام.
(أضوء من بعض) يعني لا تستنكفوا وإن كنتم علماء، وفوق كلّ ذي علمٍ عليم.
(ولم يجعل اللَّه للشيطان عليك سلطاناً)، جملةٌ دعائية، أو إخبارٌ عن الماضي، وأعطى عليه السلام يوم البصرة العَلَمَ ابنه محمّداً.
قيل: ذكر يوم البصرة هنا إشارة إلى مشاركة سائر المؤمنين مع ابن الحنفيّة في الثبات والحملة؛ لئلّا يتوهّم عصمته وإمامته من قوله عليه السلام: (مَن أحبّ أن يبرّني)، من البرّ بالكسر، بمعنى الامتثال والإطاعة. «برّه» كعلم وضرب: أطاعه.
وقرأ برهان الفضلاء: «أن يُبرّني» من باب الإفعال، من البرّ بالكسر أيضاً، بمعنى الإحسان.
(لو شئت) يحتمل المخاطب والمتكلّم، والمعنى (أن أخبرك) بأحوالك من الأوّل إلى الآخر.
والبارز في (أضافها) للوراثة، والجملة نعتٌ لها، أو استئنافٌ بياني.
(في رأسي كلاماً) أي من فضائلك ومناقبك.
(لا تنزفه) كضرب، أي لا تفنيه بالنزح لكثرته.
(ولا تغيّره) لثباته وعذوبته (نغمة الرياح) بالفتح وسكون المعجمة، أي صوتها.
وضبط برهان الفضلاء بالقاف المكسورة، بمعنى النقيمة، على فعيلة، أي المكروهة. قال: حذفت الياء تخفيفاً.

1.الوافي، ج ۲، ص ۳۳۹، ذيل ح ۷۹۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139655
صفحه از 592
پرینت  ارسال به