رُبَّمَا سَمِعَ الْكَلَامَ، وَ رُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَ لَمْ يَسْمَعْ. وَ الْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ، وَ لَا يَرَى الشَّخْصَ».
هديّة:
(ويَنزِل عليه الوحي) يحتمل المعلوم من التفعيل .
(والنبيّ ربّما سَمِع الكلام) يعني مع عدم رؤيته الشخص ، فهو ربّما يرى الشخص في المنام ، وربّما يسمع الكلام ، وربّما يرى الشخص ولا يسمع. والرسول ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامَه ، وينزل عليه الوحي ويرى الشخص في المنام. والإمام يسمع ولا يرى، فالإمامة في بيان الفرق إنّما هي باعتبار هذه المرتبة، كما أنّ الرسالة باعتبار نزولِ جبرئيل والرؤيةِ والسماعِ في اليقظة ، والنبوّةَ باعتبار الرؤية في المنام، وقد عرفت وجه التوافق في بيان سابقه، وهذا هو المراد بقول من قال: كأنّ المراد أنّه لم يجمع للنبيّ بين الأمرين كما يجمع للرسول ، فلا ينافي سابقه.
وقال برهان الفضلاء:
ليس المراد هنا من بيان الفرق بين النبيّ والرسول الحصر في القسمين المذكورين في بيان النبيّ، فإنّ النبيّ ربّما يوحى إليه في المنام أو في اليقظة بسماع الصوت من دون أن يرى الشخص.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ الْسرّادِ، عَنِ مُؤْمِنٍ الطَّاقِ۱، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِيِّ وَ الْمُحَدَّثِ، قَالَ:«الرَّسُولُ: الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً، فَيَرَاهُ وَ يُكَلِّمُهُ، فَهذَا الرَّسُولُ.
وَ أَمَّا النَّبِيُّ، فَهُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ، وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأى رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ، وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله - حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ، وَ يُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلًا،