461
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ ، وَ لَا تَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ .
قَالَ : «فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ ، هؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ يَتَكَلَّمُونَ ، فَمَا كَلَامُكَ ؟ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه السلام : وَ أَنّى‏ تُبْعِدِينَ مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ ، فَوَ اللَّهِ ، لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ : فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حِجْرِ بْنِ عَبْدِ مُعِيصِ بْنِ عَامِرٍ».
قَالَ : «فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام : نَحُّوا ابْنَكُمْ ، وَ اذْهَبُوا بِهِ ؛ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ».
قَالَ : «فَمَضَى الْحُسَيْنُ عليه السلام إِلى‏ قَبْرِ أُمِّهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ ، فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ» .

هديّة:

بيان طائفةٍ من فقراته كما سبق آنفاً.
و«حميراء» لقب عائشة بنت أبي بكر، تصغير «حمراء» مؤنّث «أحمر». يُقال: وطأةٌ حمراء، أي جديدة، ووطأةٌ دهماء، أي دارسة. وسمّي بالأحمر والحمراء والحميراء وحُمران.
والوطأة بالهمز كصدمة: رسم القدم على الأرض.
(أقرّبه) على المتكلّم، من التفعيل.
(من أبيه) إبطالٌ لقولها (ابنكم).
في بعض النسخ: «واعلمي» على الأمر الحاضرة مكان (وأعلم) على المتكلّم.
(لأنّ اللَّه تعالى يقول)؛ يجوز بفتح اللام للتأكيد، وكسر الهمزة. واجتماع التي للتأكيد قليل في باب «أنّ» وشايع في باب «قد»، كتأخير اللام في باب إنّ، وتسمّى اللام المؤخّرة في باب إنّ. بالمزحلَقة بالزاي والمهملة واللام والقاف، كالمدحرجة على اسم المفعول لفظاً ومعنى.
وفي ذكره عليه السلام آية بيوت النبيّ في سورة الأحزاب إبطال لقولها: (بيتي)، وليس للزوجة التي ليس لها ولد نصيب من الأرض في ميراث زوجها، مع أنّ لها على الفرض تسعاً من الثُّمن مُشاعاً، فلا وجه لتصرّفها بدون إذن سائر الورثة أصلاً.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
460

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه السلام ، وُضِعَ عَلى‏ سَرِيرِهِ ، وَانْطَلَقُوا بِهِ إِلى‏ مُصَلّى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ - فَصَلّى‏ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، فَلَمَّا أَنْ صَلّى‏ عَلَيْهِ ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، بَلَغَ عَائِشَةَ۱ الْخَبَرُ ، وَ قِيلَ لَهَا : إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَخَرَجَتْ - مُبَادِرَةً - عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً ، فَوَقَفَتْ وَ قَالَتْ : نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يُدْفَنُ فِيهِ شَيْ‏ءٌ ، وَ لَا يُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حِجَابُهُ .
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَا يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قُرْبَهُ ، وَ إِنَّ اللَّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ ؛ إِنَّ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِيُحْدِثَ بِهِ عَهْداً .
وَ أَعْلَمُ‏۲ أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ، وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سِتْرَهُ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» وَ قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ» وَ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لِأَبِيكِ وَ فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْمَعَاوِلَ ، وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ : «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏» وَ لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى‏ ، وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ عَلى‏ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً ؛ وَ تَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ - مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عليه السلام عِنْدَ أَبِيهِ صلى اللَّه عليه وآله - جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اللَّهِ ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَ إِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ».
قَالَ : «ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، يَوْماً عَلى‏ بَغْلٍ ، وَ يَوْماً عَلى‏ جَمَلٍ ، فَمَا

1.في «الف»: «العائشة».

2.في الكافي المطبوع: «اعلمي».

تعداد بازدید : 139629
صفحه از 592
پرینت  ارسال به