469
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

عَلِيٍّ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ ، وَ إِنَّ ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلى‏ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ - وَ كَانَ أَكْبَرَهُمْ - فَسَأَلَهُ الصَّدَقَةَ ، فَقَالَ زَيْدٌ : إِنَّ الْوَالِيَ كَانَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنَ ، وَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَيْنَ ، وَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فَابْعَثْ إِلَيْهِ ؛ فَبَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى‏ أَبِي ، فَأَرْسَلَنِي أَبِي بِالْكِتَابِ إِلَيْهِ حَتّى‏ دَفَعْتُهُ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ» .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا : يَعْرِفُ هذَا وُلْدُ الْحَسَنِ عليه السلام ؟ قَالَ : «نَعَمْ ، كَمَا يَعْرِفُونَ أَنَّ هذَا لَيْلٌ ، وَ لكِنْ غَلَبَهُمُ‏۱ الْحَسَدُ ، وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ ، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ، وَ لكِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا» .

هديّة:

لعلّ غرض عمر بن عبد العزيز - وكان من خلفاء بني اُميّة - إحقاق الحقّ على تقدير تصرّف الغير في الموقوفات، وكان ابن حزم - بالمهملة كالجزم بالجيم - واليه على المدينة المنوّرة.
(وكان أكبرهم) أي أكبر أولاد عليّ بن أبي طالب عليه السلام سنّاً.
(فسأله الصّدقة) أي كتابها كما في قوله: (بصدقة عليّ) أي بما وقف وحبس من أمواله.
(إنّ الوالي) أي على الصدقات بالكتاب، أي كتاب الصّدقات.
(فقال له) يعني للصادق عليه السلام أو للباقر عليه السلام، (بعضنا) من الحاضرين عنده بالليل ظاهراً.
(كما يعرفون) يحتمل الغيبة والخطاب.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «يحملهم» مكان (غلبهم)، أي يرفعهم من مكانهم، فيستنكفوا أن يطيعوا المفترض الطاعة، أو المعنى يحثّهم على الإنكار وعدم الطاعة.

الحديث الرابع‏

0. روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو2 ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا

1.في الكافي المطبوع: «ولكنّهم يحملهم» بدل «ولكن غلبهم».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبد الكريم بن عمرو».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
468

كما ليس في لغة العرب «فعليل» بالفتح، ليس «فعلول» بالفتح أيضاً، فمثل «منديل» بالكسر، ومثل «صندوق» بالضمّ.
(فحمل بين أربعة) على ما لم يسمّ فاعله من باب ضرب، أي باتّفاقهم بقبض كلّ واحدٍ منهم بجانب منه. ويحتمل المعلوم، أي في حضور أربعة نفر، قيل: الظاهر «من الصندوق» في الموضعين، أي بعضه في الأوّل، قيل: لا، ولا وجه، والمضبوط «في».

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏۱، عَنْ‏۲عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : الْتَفَتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إِلى‏ وُلْدِهِ - وَ هُوَ فِي الْمَوْتِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ - ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ :«يَا مُحَمَّدُ ، هذَا الصُّنْدُوقُ اذْهَبْ بِهِ إِلى‏ بَيْتِكَ» ، قَالَ : «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دِينَارٌ وَ لَا دِرْهَمٌ ، وَ لكِنَّهُ‏۳ كَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً» .

هديّة:

(في الموت) في حاله.
قيل: «أمّا إنّه» إلى آخره من كلام الإمام عليه السلام. وقال برهان الفضلاء: بل كلام الراوي.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ‏۴، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :«إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِصَدَقَةِ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد اللَّه».

2.هكذا في الكافي المطبوع. وفي «الف» و «د»: «بن» بدل «عن». وهو سهو؛ فإنّ محمّد بن عبد اللَّه، هو محمّد بن عبد اللَّه بن زرارة، توسّط بين محمّد بن الحسين و بين عيسى بن عبد اللَّه. راجع: معجم رجال الحديث، ج ۱۶، ص ۴۳۱.

3.في الكافي المطبوع: «لكن».

4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن الحسن، عن سهل، عن محمّد بن عيسى، عن فضالة بن أيّوب».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145038
صفحه از 592
پرینت  ارسال به