47
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

رُبَّمَا سَمِعَ الْكَلَامَ، وَ رُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَ لَمْ يَسْمَعْ. وَ الْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ، وَ لَا يَرَى الشَّخْصَ».

هديّة:

(ويَنزِل عليه الوحي) يحتمل المعلوم من التفعيل .
(والنبيّ ربّما سَمِع الكلام) يعني مع عدم رؤيته الشخص ، فهو ربّما يرى الشخص في المنام ، وربّما يسمع الكلام ، وربّما يرى الشخص ولا يسمع. والرسول ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامَه ، وينزل عليه الوحي ويرى الشخص في المنام. والإمام يسمع ولا يرى، فالإمامة في بيان الفرق إنّما هي باعتبار هذه المرتبة، كما أنّ الرسالة باعتبار نزولِ جبرئيل والرؤيةِ والسماعِ في اليقظة ، والنبوّةَ باعتبار الرؤية في المنام، وقد عرفت وجه التوافق في بيان سابقه، وهذا هو المراد بقول من قال: كأنّ المراد أنّه لم يجمع للنبيّ بين الأمرين كما يجمع للرسول ، فلا ينافي سابقه.
وقال برهان الفضلاء:
ليس المراد هنا من بيان الفرق بين النبيّ والرسول الحصر في القسمين المذكورين في بيان النبيّ، فإنّ النبيّ ربّما يوحى إليه في المنام أو في اليقظة بسماع الصوت من دون أن يرى الشخص.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ الْسرّادِ، عَنِ مُؤْمِنٍ الطَّاقِ‏۱، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِيِّ وَ الْمُحَدَّثِ، قَالَ:«الرَّسُولُ: الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً، فَيَرَاهُ وَ يُكَلِّمُهُ، فَهذَا الرَّسُولُ.
وَ أَمَّا النَّبِيُّ، فَهُوَ الَّذِي يَرى‏ فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ، وَ نَحْوَ مَا كَانَ رَأى‏ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى‏ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ، وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله - حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ، وَ يُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلًا،

1.في الكافي المطبوع: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
46

شرحيه على الكافي بالعربيّة والفارسيّة : أنّ القرآن محفوظ - ما دامت الدنيا - عن تحريف آيها وكلماتها، قال اللَّه تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»۱. نعم، تحريف المخالفين إنّما هو بحسب الإعراب - كما في «وأرْجُلِكم» و«آل ياسين» - والمعنى تفسيراً وتأويلاً - كما في تفاسيرهم - على خلاف الحقّ ، وأنّ مثل قوله عليه السلام: «ولا محدّث» في القراءة في حديثه، وكذا «في عليّ» بعد قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ»۲ إنّما هو بانضمام المتن بشرحه ، شرحِ جبرئيل عليه السلام لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، ولذا حمل على هذا ، مثلُ قولِهم عليهم السلام: «واللَّه هكذا نزلت» أي بشرحها من جبرئيل عليه السلام . فقرأ برهان الفضلاء : «نزّلت» على ما لم يسمّ فاعله ، من التفعيل والتنزيل المقابل للتأويل؛ بمعنى التفسير، فيعني تنزيل اللفظ على معناه فيعمّ، فقال بعد التصريح بالضبط : يعني هكذا فسّرت له صلى اللَّه عليه وآله . والقول بوقوع التحريف في القرآن في كلماتها وآيها أيضاً كما ذهب إليه شرذمة من العصابة كما ترى.
قال الفاضل الأسترآبادي: يظهر من سياق هذه الأحاديث أنّ لفظة «محدّث» كان في القرآن فأسقطوا، ووجه الإسقاط ظاهر، واللَّه أعلم بالصواب.۳

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَرَّارٍ۴، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا عليه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي: مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَ النَّبِيِّ وَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: فَكَتَبَ أَوْ قَالَ:«الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَ النَّبِيِّ وَ الْإِمَامِ أَنَّ الرَّسُولَ: الَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام‏۵، فَيَرَاهُ، وَ يَسْمَعُ كَلَامَهُ، وَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَ رُبَّمَا رَأى‏ فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام. وَ النَّبِيُّ

1.الحجر (۱۵): ۹.

2.المائدة (۵): ۶۷.

3.راجع الحاشية على اُصول الكافي ص ۱۴۰ .

4.في الكافي المطبوع: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار».

5.في الكافي المطبوع : - «عليه السلام» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 151638
صفحه از 592
پرینت  ارسال به