قَالَ : «لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عليه السلام الْوَفَاةُ ، قَالَ : يَا جَعْفَرُ ، أُوصِيكَ بِأَصْحَابِي خَيْراً ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَ اللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ وَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ فِي الْمِصْرِ ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَداً» .
هديّة:
قيل (جعلت فداك) كلام الراوي.
والواو في (والرجل) للحال.
واللام في (المصر) للجنس، يعني لأتركنّهم على حالٍ يكون الرجل منهم في مصر، فلا يسأل أحداً لغناه علماً. وقال برهان الفضلاء: بل كلام الإمام عليه السلام، يعني واللَّه لأدعنّهم على هذه الحالة لغناه مالاً أو علماً أيضاً.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنّى۱، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ :«إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْوَلَدُ يَعْرِفُ فِيهِ شِبْهَ خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ وَ شَمَائِلِهِ ، وَ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنِ ابْنِي هذَا شِبْهَ خَلْقِي وَ خُلُقِي وَ شَمَائِلِي» يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام .
هديّة:
يعني من زيادة سعادة السعيد، فإنّ ذلك للشقيّ زيادة في شقاوته. والولد سرّ أبيه غالباً.
(يعرف) على المعلوم من باب ضرب.
(خَلقه) أي شكله، (خُلقه) أي مكارمه، و«الشمال» ككتاب: خلاف اليمين والخلق أيضاً، والجمع: «شمائل»، على غير قياس، والقياس: «أشمُل» كأذرُع إلّا أنّه شاذّ مقبول، قال اللَّه تعالى في سورة النحل: «عَنْ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً للَّهِِ»۲.
وقال برهان الفضلاء: «وشمائله» جمع «شمال» ككتاب، بمعنى الخُلُق، والمراد هنا كيفيّة الحركات والسكنات عند النطق والسكوت، وسائر الحركات والسكنات.