وَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ، وَ يَرى فِي مَنَامِهِ، وَ يَأْتِيهِ الرُّوحُ وَ يُكَلِّمُهُ وَ يُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرى فِي الْيَقَظَةِ.
وَ أَمَّا الْمُحَدَّثُ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ، فَيَسْمَعُ، وَ لَا يُعَايِنُ، وَ لَا يَرى فِي مَنَامِهِ».
هديّة:
(قُبُلاً) بفتحتين وبضمّتين وكعِنَب وكصُرَد، يعني عياناً ومقابلةً، وقُبْل الشيء بضمّ القاف وسكون المفردة : أوّل زمانه ، فيناسب هنا (قُبْلَ الوحي)، هكذا كما قرأ برهان الفضلاء.
و(الرَّسالة) بالفتح : شغل الرسول ، وبالكسر : كلامه. وكانت مدّة رؤيا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ستّةَ أشهر قبل الوحي في اليقظة ، وربّما يُقال: إنّ معنى قوله عليه السلام: «إنّ رؤيا المؤمن جزءٌ من ستّة وأربعين جزءاً من أجزاء النبوّة»۱أنّ نسبة زمان نبوّته صلى اللَّه عليه وآله بطريق الرؤيا - وهي ستّة أشهر - إلى مدّة مجموع زمانها - وهي ثلاث۲ وعشرون سنة - نسبةُ الواحد إلى ستّة وأربعين .
وفي طريق العامّة أيضاً أنّ بَدْأَ نبوّته صلى اللَّه عليه وآله إنّما هو بالرؤيا ، أي رؤيته جبرئيل في المنام؛ فقد روى البخاري في صحيحه : أنّ أوّل ما بُدِئَ به رسول اللَّه من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فَلَق الصبح.۳
الحديث الرابع
0.روى في الكافي عَنْ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدٍ4، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ العِجْلِيِ5: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى6: «وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَ لَا نَبِىٍ7 (وَلَا
1.عدّة الداعي، ص ۲۷۸. وعنه في بحار الأنوار، ج ۷۳، ص ۲۲۰، ح ۳۰؛ صحيح مسلم، ج ۷، ص ۵۳؛ سنن الترمذي، ج ۳، ص ۳۶۳، ح ۲۳۷۳.
2.في الأصل : «ثلاثة» .
3.صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۳ ؛ وج ۶ ، ص ۸۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۶۷ .
4.في الكافي المطبوع: «أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى».
5.في الكافي المطبوع : «عن بريد» .
6.في الكافي : «عزّوجلّ» .
7.الحجّ (۲۲): ۵۲.