483
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ فُضَيْلٍ ، عَنْ طَاهِرٍ۱، قَالَ : كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَلُومُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَ يُعَاتِبُهُ ، وَ يَعِظُهُ ، وَ يَقُولُ :«مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ أَخِيكَ ، فَوَ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النُّورَ فِي وَجْهِهِ ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لِمَ ؟ أَ لَيْسَ أَبِي وَ أَبُوهُ وَاحِداً ، وَ أُمِّي وَ أُمُّهُ وَاحِدَةً؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «إِنَّهُ مِنْ نَفْسِي وَ أَنْتَ ابْنِي» .

هديّة:

(ظاهر) هذا كأنّه مولى أبي عبداللَّه عليه السلام، و(عبد اللَّه) هو الملقّب بالأفطح، قالت الفَطَحيّة عمّار الساباطي وأصحابه ومن تبعهم بإمامته. قال برهان الفضلاء: لمّا كان المشهور في الناس أيضاً أنّ الإمامة إنّما هي في بني فاطمة، وكانت اُمّ عبد اللَّه الأفطح غير اُمّ الكاظم عليه السلام، فمراده ب «اُمّي واُمّه» فاطمة عليها السلام.
قال الفاضل الاسترآبادي:
والأولى «وأصلي وأصله» مكان «واُمّي واُمّه» لمغايرة اُمّ موسى‏ عليه السلام واُمّ عبداللَّه. وفي كتاب ربيع الشيعة لابن طاووس رضي اللَّه عنه: «وأصلي وأصله واحداً» مكان «واُمّي واُمّه واحدة».۲
ومعنى (إنّه من نفسي وأنت ابني) أنّه ولدي الروحاني، وأنت ولدي الجسماني.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ‏۳، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلى‏ رَأْسِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام وَهُوَ فِي الْمَهْدِ ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ طَوِيلًا ، فَجَلَسْتُ حَتّى‏ فَرَغَ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي :«ادْنُ مِنْ مَوْلَاكَ ، فَسَلِّمْ» ، فَدَنَوْتُ ،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام».

2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۵۸.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن محمّد بن سنان».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
482

يُؤْذَنْ لَنَا فِي أَوَّلَ مِنْكَ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً ؟ قَالَ‏۱ : «نَعَمْ ، أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ» . وَ كَانَ مَعِي أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ رُفَقَائِي ، وَ كَانَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي ؛ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ حَمِدُوا اللَّهَ تَعَالى‏ .
وَ قَالَ يُونُسُ : لَا وَ اللَّهِ حَتّى‏ أَسْمَعَ ذلِكَ مِنْهُ ، وَ كَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ ، فَخَرَجَ فَأتْبَعْتُهُ ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لَهُ - وَ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ - : «يَا يُونُسُ ، الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ». قَالَ : فَقَالَ : سَمِعْتُ وَ أَطَعْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «خُذْهُ إِلَيْكَ يَا فَيْضُ» .

هديّة:

في بعض النسخ المعتبرة: «حتّى قال له» مكان (حين قال له).
(فقمت) بتقدير القول، يعني: قال: فقمت.
(في أوّل منك) على معنى أفعل التفضيل، أي أسبق منك، فأنت أوّل من أخبرناه بذلك.
(وكان معي) أي في سفر مكّة. «حمدتُ اللَّه» كعلم، والتحميد للكثرة والمبالغة.
(لا واللَّه) أي لا أكتفي واللَّه. و«العجلة» بالتحريك: خلاف البطؤ، يعني كان يونس ممّن يعجّل في الاُمور أو في تحقيق هذا الأمر.
(فأتبعته) من الإفعال.
(خذه) يعني اذهبا معاً، أو لأنّه ثقة دون يونس، قال الغضائري: «يونس بن ظبيان» كوفيّ، كذّاب،۲ وضّاع للحديث.۳وقال النجاشي: مولى، ضعيفٌ جدّاً، لا يُلتفت إلى روايته، كلّ كتبه تخليط.۴ وقال الكشّي: متّهمٌ غالٍ.۵وروي أنّ الكاظم عليه السلام لعنه ألفَ لعنةٍ يتبعها ألف لعنة كلّ لعنة منها، يبلغ قعر جهنّم.۶

1.في الكافي المطبوع: «فقال».

2.في المصدر: «غال».

3.رجال الغضائري، ص ۴۴۸، الرقم ۱۲۱۰.

4.رجال النجاشي، ص ۴۴۸، الرقم ۱۲۱۰.

5.رجال الكشّي، ص ۳۶۳، الرقم ۶۷۲.

6.رجال الكشّي، ص ۳۶۴، الرقم ۶۷۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121260
صفحه از 592
پرینت  ارسال به