497
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ : وَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَ إِنَّهُ لَيَقْعُدُ مِنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام بِالْمَجْلِسِ الَّذِي لَا أَجْلِسُ فِيهِ أَنَا .

هديّة:

(يزيد بن سليط) بضمّ السين المهملة، وقيل: بفتحتها: من أصحاب الكاظم عليه السلام ذكره جماعة منهم: ابن داود في الموثّقين‏۱، والعلّامة في خلاصته في المجروحين‏۲، يكنّى أبا عمارة، وأبوه سليط أبا عبداللَّه، وكان من أولاد زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام.
و(عمارة) بالفتح والتخفيف: التاج، وبالضمّ: آلات العمارة بالكسر، و«جرم» بفتح الجيم وسكون المهملة: بطنان، أحدهما في قضاعة، والآخر في طيّ.
(لا يعرى) كعلم: لا يخلوا.
(يخلفني) كنصر.
(وقد علّم الحكم) أي فيما اختلف فيه الناس، أو لحكمة.
(اُخرى) أي خصلة اُخرى.
(هل تثبت) من الإفعال والتفعيل بمعنى، يعني هل تعرفه حقّ المعرفة؟
وأثبته وثبّته تثبيتاً: ضبطه وحفظه.
«الغوث» بالفتح، و«الغياث» بالكسر، الأوّل اسم من الاستغاثة، والثاني اسم من الإغاثة. والمراد منهما المستغاث والمغيث، استغاثني فلان فأغثته. صارت الواو في الغياث ياء لكسرة ما قبلها. أو المراد المستغيث والمغيث مبالغة، كأنّه يستغيث عن المظلوم ويغيثه أيضاً، كما صرّح به برهان الفضلاء.
و«الناشي» يقرأ بالهمز وبدونها: من تجاوز عن حدّ الصبا.
(ذات البين) لعلّها مطلق، وقيل: عبارة عن الخصومة بين العلويّين وبني العبّاس.
«لمّه» كمدّ: جمعه. و«الشعث» بالتحريك ويسكّن: تفرّق الحال.

1.رجال ابن داود، ص ۳۷۸، رقم ۱۶۹۲.

2.خلاصة الأقوال، ص ۲۶۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
496

قَالَ : مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ! فَإِذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ ، فَأَوْصِ ، وَ أَصْلِحْ أَمْرَكَ ، وَ افْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ ؛ فَإِنَّكَ مُنْتَقِلٌ عَنْهُمْ ، وَ مُجَاوِرٌ غَيْرَهُمْ ، فَإِذَا أَرَدْتَ فَادْعُ عَلِيّاً فَلْيُغَسِّلْكَ وَ لْيُكَفِّنْكَ ؛ فَإِنَّهُ طُهْرٌ لَكَ ، وَ لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا ذلِكَ ، وَ ذلِكَ سُنَّةٌ قَدْ مَضَتْ ؛ فَاضْطَجِعْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَ صُفَّ إِخْوَتَهُ خَلْفَهُ وَ عُمُومَتَهُ ، وَ مُرْهُ فَلْيُكَبِّرْ عَلَيْكَ تِسْعاً ؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَقَامَتْ وَصِيَّتُهُ ، وَ وَلِيَكَ وَ أَنْتَ حَيٌّ ، ثُمَّ اجْمَعْ لَهُ وُلْدَكَ مَنْ تَعُدُّهُمْ‏۱ ، فَأَشْهِدْ عَلَيْهِمْ ، وَ أَشْهِدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً».
قَالَ يَزِيدُ : ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام : «إِنِّي أُؤْخَذُ فِي هذِهِ السَّنَةِ ، وَ الْأَمْرُ هُوَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ ، سَمِيِّ عَلِيٍّ وَ عَلِيٍّ : فَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَوَّلُ ، فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، وَ أَمَّا الْآخِرُ ، فَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، أُعْطِيَ فَهْمَ الْأَوَّلِ وَ حِلْمَهُ وَ نَصْرَهُ وَ وُدَّهُ وَ دِينَهُ وَ مِحْنَتَهُ وَ مِحْنَةَ الْآخِرِ ، وَ صَبْرَهُ عَلى‏ مَا أَنْكَرَهُ‏۲ ، وَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ».
ثُمَّ قَالَ لِي : «يَا يَزِيدُ ، وَ إِذَا مَرَرْتَ بِهذَا الْمَوْضِعِ ، وَ لَقِيتَهُ - وَ سَتَلْقَاهُ - فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ غُلَامٌ أَمِينٌ مَأْمُونٌ مُبَارَكٌ ، وَ سَيُعْلِمُكَ أَنَّكَ قَدْ لَقِيتَنِي ، فَأَخْبِرْهُ عِنْدَ ذلِكَ أَنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا هذَا الْغُلَامُ جَارِيَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَارِيَةَ جَارِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا مِنِّي السَّلَامَ ، فَافْعَلْ».
قَالَ يَزِيدُ : فَلَقِيتُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام عَلِيّاً عليه السلام ، فَبَدَأَنِي ، فَقَالَ لِي : «يَا يَزِيدُ ، مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَةِ؟» فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، ذلِكَ إِلَيْكَ ، وَ مَا عِنْدِي نَفَقَةٌ ، فَقَالَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كُنَّا نُكَلِّفُكَ وَ لَا نَكْفِيكَ» فَخَرَجْنَا حَتّى‏ انْتَهَيْنَا إِلى‏ ذلِكَ الْمَوْضِعِ ، فَابْتَدَأَنِي ، فَقَالَ : «يَا يَزِيدُ ، إِنَّ هذَا الْمَوْضِعَ كَثِيراً مَا لَقِيتَ فِيهِ جِيرَتَكَ وَ عُمُومَتَكَ» قُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ ، فَقَالَ لِي : «أَمَّا الْجَارِيَةُ ، فَلَمْ تَجِئْ بَعْدُ ، فَإِذَا جَاءَتْ بَلَّغْتُهَا مِنْهُ السَّلَامَ» فَانْطَلَقْنَا إِلى‏ مَكَّةَ ، فَاشْتَرَاهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ ، فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ حَمَلَتْ ، فَوَلَدَتْ ذلِكَ الْغُلَامَ .
قَالَ يَزِيدُ : وَ كَانَ إِخْوَةُ عَلِيٍّ يَرْجُونَ أَنْ يَرِثُوهُ ، فَعَادُونِي إِخْوَتُهُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ، فَقَالَ لَهُمْ

1.في الكافي المطبوع: «من بعدهم».

2.في الكافي المطبوع: «يكره».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 152033
صفحه از 592
پرینت  ارسال به