515
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وفي حديث يزيد الكناسي أنّ عيسى عليه السلام كان حجّة صامتاً حتّى بلغ سبع سنين، وحجّة على الخصوص قبل ذلك، وناطقاً على العموم بعد ذلك.۱

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ۲، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِلرِّضَا عليه السلام : إِنَّ ابْنِي فِي لِسَانِهِ ثِقْلٌ ، فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ غَداً تَمْسَحُ عَلى‏ رَأْسِهِ وَ تَدْعُو لَهُ ؛ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ ، فَقَالَ عليه السلام :«هُوَ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ ؛ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَيْهِ» .

هديّة:

نصّ في المقصود وإخبار ببقاء الابن، وكونه مسطوراً باسمه في صحيفة أسماء الشيعة، وأنّ الحجّة الصامت لا يخلو عن دلائل الإمامة.

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ۳، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ ، وَ كُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سِنِيِنَ‏۴أَكْتُبُ عَنْهُ مَا يَسْمَعُ مِنْ أَخِيهِ - يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام - إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عليهما السلام الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَوَثَبَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَ رِدَاءٍ۵، فَقَبَّلَ يَدَهُ ، وَ عَظَّمَهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«يَا عَمِّ ، اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ» . فَقَالَ : يَا سَيِّدِي ، كَيْفَ أَجْلِسُ وَ أَنْتَ قَائِمٌ ؟!
فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلى‏ مَجْلِسِهِ ، جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُوَبِّخُونَهُ ، وَ يَقُولُونَ : أَنْتَ عَمُّ أَبِيهِ وَ أَنْتَ تَفْعَلُ بِهِ هذَا الْفِعْلَ ؟ فَقَالَ : اسْكُتُوا ، إِذَا كَانَ اللَّهُ تَعَالى‏ - وَ قَبَضَ عَلى‏ لِحْيَتِهِ - لَمْ يُؤَهِّلْ هذِهِ

1.الكافي، ج ۱، ص ۳۸۲، باب حالات الأئمّة في السنّ، ح ۱.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن خلّاد الصيقل، عن محمّد بن الحسن بن عمّار».

4.في الكافي المطبوع: «سنتين».

5.في الكافي المطبوع: «ولا رداء».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
514

من خصال صاحبه، وكان ذلك وأنا ابن عشرين إلى الآن وعمري داخل في العشر السادس، ويتجاوز إن شاء اللَّه تعالى - كما دعوت في المستجار والمشاهد المقدّسة واستُجيب حقّاً - عن المائة ببركتهم عليهم السلام.

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابن عيسى‏، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏۱، قَالَ : قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام : قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَكُنْتَ تَقُولُ :«يَهَبُ اللَّهُ لِي غُلَاماً» فَقَدْ وَهَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، فَأَقَرَّ عُيُونَنَا ، فَلَا أَرَانَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَكَ ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ ، فَإِلى‏ مَنْ ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ ؟ فَقَالَ : «وَ مَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ ، فَقَدْ قَامَ عِيسى‏ عليه السلام بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ» .

هديّة:

أي لا يضرّ سِنُّه حجّيتَه مع الصمت، وأمّا الحجّة الناطق فلا يكون بعد الحسنين عليهما السلام في أقلّ من خمس سنين، كما في حديث زياد بن أبي الحلال، وفي آخره: «ولا يكون لسواهما في أقلّ من خمس سنين»۲ فلا إشكال.
وكان الجواد عليه السلام حجّةً ناطقاً بعد الخمس، وهو ابن ستّ سنين في قولٍ، وابن سبع سنين بزيادة خمسة أشهر على الأصحّ، كما يستفاد من الأخبار في أبواب التاريخ، وهو المشهور. وقيل: بعد الستّ، وهو ابن سبع سنين.
والمراد من التمثيل بعيسى عليه السلام أنّ اللَّه تعالى حكى عنه في سورة مريم أنّه قال: «إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ»۳، يعني علم التوراة وجميع الأحكام، فإذا كان كذلك في أوائل الولادة، ففي ثلاث سنين بطريق أولى.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيى».

2.الفقيه، ج ۴، ص ۲۳۷، ح ۵۵۶۶؛ وعنه في وسائل الشيعة، ج ۱۹، ص ۳۷۶، ح ۲۴۷۹۶.

3.مريم (۱۹): ۳۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145289
صفحه از 592
پرینت  ارسال به