519
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فانتسب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله القائم عليه السلام إلى جدّته اُمّ أبي جعفر الثاني عليه السلام. وقرأ برهان الفضلاء: «بأبي» على التفدية مكان «يأتي»، وأحسن. وهو لما ضبط في إرشاد المفيد۱ مطابق.
(منتجبة) على اسم المفعول من الافتعال، ويُقال: امرأة منتجبة على اسم الفاعل من الإفعال. ومنجاب كمحراب: تلد النجباء.
والضمير في (ويلهم) لبني العبّاس. وقرأ برهان الفضلاء: «ويُلْهَمُ لعن اللَّه الأعبس وذرّيّته صاحب الفتنة ويقتلهم على المضارع المجهول من الإلهام، والواو للابتداء، وذكر نسخة: «الأعيبس» على التصغير، ونسخة: «يقتلهم» بدون الواو الابتدائيّة. وقال:
والمراد إمّا العبّاس أو عبداللَّه ابنه - وزنادقة العبّاسيّة من نسله - أو المعتمد من بني العبّاس، والغيبة الصغرى في زمانه، ثمّ: «قال صاحب الفتنة» على الرفع مفعول «يلهم» مقام الفاعل، قال: يعني يلهم صاحب الفتنة البيّنة مثل هلاكو بتعليم علماء زمانه كالمحقّق الطوسي نصير الملّة والدِّين قدّس سرّه أنّ الأعبس وذرّيته ملعونون، وكان استيصال بني العبّاس وانقراض دولتهم في دولة هلاكو وطغيانه، ثمّ قال: «ويقتلهم» عطف على «يلهم»، أي ويقتل ذلك المفتّن ذرّية الأعبس حتّى يستأصلهم ويلزمهم الخسف والذلّة، ويسقيهم كأس الهلاك مملوّة «مصبرة» على اسم المفعول من الإصبار، أصبر فلان الكأس: ملأها إلى رأسها، وأصبار الجام على الجمع: جوانبها. وقتل المستعصم بأمر هلاكو بعد شدّ حبلٍ على خصيته وجرّه على الأرض في تحت أقدام الأتراك ذليلاً مدحوراً جدّاً، وهو أخير خلفاء العبّاسيّة، قال: والواو في «وهو الطريد» - أي ابن خيرة الإماء - حاليّة، وعاملها «يسومهم» و«يسقيهم». و«الموتور» أي المظلوم جدّاً بسبب حقدهم مع أبيه وجدّه.
وقال بعض المعاصرين:
و«الأعيبس» تصغير الأعبس، يعني المهدي العبّاسي، قال: وقيل: كناية عن العبّاس لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس، والمستتر والبارز في تقتلهم بالفوقانيّة للذرّية

1.الإرشاد، ج ۲، ص ۲۷۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
518

قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ : فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَبَكَى الرِّضَا عليه السلام ، ثُمَّ قَالَ : «يَا عَمِّ ، أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي عليه السلام وَ هُوَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يَأَتِي‏۱ ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ الطَّيِّبَةِ الْفَمِ ، الْمُنْتَجَبَةِ الرَّحِمِ ، وَيْلَهُمْ لَعَنَ اللَّهُ الْأُعَيْبِسَ وَ ذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ ، وَ يَقْتُلُهُمْ سِنِينَ وَ شُهُوراً وَ أَيَّاماً ، يَسُومُهُمْ خَسْفاً ، وَ يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصْبَرَةً ، وَ هُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ ، الْمَوْتُورُ بِأَبِيهِ وَ جَدِّهِ ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ ، يُقَالُ : مَاتَ أَوْ هَلَكَ ، أَيَّ وَادٍ سَلَكَ ، أَ فَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلَّا مِنِّي ؟» . فَقُلْتُ : صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ .

هديّة:

(بغى عليه) كرمى: ظَلَمَه.
«الحائل»: المتغيّر اللون، وللذي لونه يميل إلى الخضرة، ويعني هنا أنّ لونه غير لون آبائه عليهم السلام، قيل: فكأنّ لون أبي جعفر عليه السلام كان شديد الخضرة؛ لمكان اُمّه وهي نوبيّة من الحبش، بضمّ النون وكسر المفردة.
و«القافة»: جمع القائف، وهو الذي يحكم بالنسب من الآثار والأشباه. قال ابن الأثير: القائف الذي يتبع ويعرف شبه الرّجل بأخيه وأبيه، والجمع: القافة، فلان يقوف الأثر، ويقتافه قيافة، مثل قفا الأثر واقتفاه.۲
والحكم بعلم القيافة حجّة عند الشافعيّة، وسيذكر وجه قضائه صلى اللَّه عليه وآله بذلك في إلحاق اُسامة بن زيد بأبيه.
قرأ برهان الفضلاء: «فإنّ قدمته»، و«قدمته» واحدة على المصدر كالجلسة بالكسر للنوع، يعني نوعاً من القدوم والتخطّي.
(يأتي ابن خيرة الإماء) يعني المهدي صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وكانت اُمّه بنت قيصر بلا واسطة واُمّ أبي جعفر عليه السلام نوبيّة من نسل مارية القطبيّة جارية رسول

1.في الكافي المطبوع: «بأبي».

2.النهاية، ج ۴، ص ۱۲۱ (قوف).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145178
صفحه از 592
پرینت  ارسال به