531
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام بَعْدَ مَا مَضَى ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَ إِنِّي لَأُفَكِّرُ فِي نَفْسِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ : كَأَنَّهُمَا - أَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا مُحَمَّدٍ - فِي هذَا الْوَقْتِ كَأَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام وَ إِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام ، وَ إِنَّ قِصَّتَهُمَا كَقِصَّتِهِمَا ؛ إِذْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْجَا بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ .
فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ ، فَقَالَ : «نَعَمْ يَا بَا1هَاشِمٍ ، بَدَا لِلَّهِ فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ لَهُ ، كَمَا بَدَا لِلَّهِ فِي مُوسى‏ عليه السلام بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كَشَفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ ، وَ هُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وَ إِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ ، وَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِي ، عِنْدَهُ عِلْمُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَ مَعَهُ آلَةُ الْإِمَامَةِ» .

هديّة:

فكر كنصر، وأفكر، وفكّر تفكيراً، وتفكّر: كلّه بمعنى.
و(المرجا) على اسم المفعول من الإرجاء بمعنى التأخير، يقرأ بالهمزة وبدونها.
قال برهان الفضلاء: يعني إذ كان أبو محمّد عليه السلام هو المؤخّر للإمامة ليكون أكبر الأولاد بعد مضيّ أكبرهم.
وقال بعض المعاصرين: «المرجا»، أي المرجوّ للإمامة.۲أخذه من الترجية.
الجوهري: والرجاء من الأمل ممدود، يُقال: رجوت فلاناً رجواً ورجاءً ورجاوةً وترجّيته ورجّيته كلّه بمعنى، انتهى.۳ يعني رجوته مثلاً متعدّ، ورجوت منه مثلاً لازم.
وهنا إشكال واضح، وهو: أنّ المستفاد من النصوص كحديث لوح جابر وغيره أنّ كلّ واحدٍ من الاثنى عشر عليهم السلام كان عالِماً بكلّ واحدٍ منهم باسمه وخصوصه ووصفه، وقد ثبت - كما سبق - أنّ البداء يشمل معلوم المعصوم أيضاً، مع أنّه لا يكون إلّا عاقلاً عن اللَّه عزّ وجلّ.
والجواب بما رضى به برهان الفضلاء، بأنّ المجهول إنّما هو خصوصيّة وقت

1.في الكافي المطبوع: «أبا».

2.الوافي، ج ۲، ص ۳۸۸، ذيل ح ۸۷۴.

3.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۵۲ (رجا).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
530

و«الفطس» محرّكة: انبساط قصبة الأنف، والرجل أفطس.
(فقالوا) معترضة.
(إذ نظر) ظرف ل (حضروا).
(واسترجع) قال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، (وقال: الحمد للَّه ربّ العالمين) ليس عطف تفسير، بل استرجع مرّتين وحمد كذلك لأجل أخيه وأبيه بالوقوع والنعي وإمامته بعد.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «وأنا أسأل اللَّه تمام نعمه لنا فيك» مكان (وأنا أسأل اللَّه تمام النعمة علينا). وضبط المفيد رحمة اللَّه عليه في إرشاده: «وإيّاه أسأل تمام النعمة علينا وإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون».۱

الحديث التاسع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ‏۲، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ ، فَعَزَّيْتُهُ عَنْهُ - وَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام جَالِسٌ - فَبَكى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ :«إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - قَدْ جَعَلَ فِيكَ خَلَفاً مِنْهُ ؛ فَاحْمَدِ اللَّهَ تَعَالى‏» .

هديّة:

في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء وشرح - : «فأقبل عليه» مكان (فأقبل إليه) أي خلفاً وهو القائم عليه السلام من أجل مضيّ أخيك أبي جعفر. وقيل: المراد بالخلف عدم اشتباه القوم في إمامته من أجل مضيّ أكبر أولاد أبيه عليه السلام.

الحديث العاشر

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِ‏3 ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ

1.الإرشاد، ج ۲، ص ۳۱۷.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد، عن محمّد بن يحيى بن درياب».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد، عن أبي هاشم الجعفري».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142437
صفحه از 592
پرینت  ارسال به