533
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

لِذلِكَ ، فَلَا تَغْتَمَّ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - لَا يُضِلُّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتّى‏ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ، وَ صَاحِبُكَ بَعْدِي أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي ، وَ عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، يُقَدِّمُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ۱ ، وَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ۲«ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها» قَدْ۳ كَتَبْتُ بِمَا فِيهِ بَيَانٌ وَ قِنَاعٌ لِذِي عَقْلٍ يَقْظَانَ» .

هديّة:

(قلقت) كضرب: اضطربت.
(فإنّ اللَّه عزّ وجلّ لا يضلّ قوماً بعد إذ هداهم) ناظر إلى آية سورة التوبة. فسّر «بعد إذ هداهم» بإمام مضى، لكن يبيّن لهم إماماً آخر ليتّقون بمعرفته أيضاً من النار ومن ولاية الأعداء والطواغيت. و«النسخ»: النقل والتغييب أيضاً، ومن الأوّل مناسخات المواريث. و«الإنساء»: الترك والإماتة أيضاً. وفي التفسير: «ما ننسخ من آية»: ما نغيّب من إمام نأتِ بزمان خير من زمان ظهوره، فدلالة على أفضليّة الإيمان زمن الغيبة، أو ننسها أو نمتها نأت بمثلها، فالنشر على ترتيب اللّف و«ما» جزائيّة كما في «ما تفعل أفعل»، وتفسير «أو ننسها» بتركها - كما في بعض كتب التفاسير - لا يضرّ بما ذكر.
والباء في (بما فيه) للتقوية.
و«القناع» بالفتح: كالقناعة، وبالكسر: طبق الهديّة والسلاح الذي يدفع به الخصم، وجمع القنع بالكسر وهو الطبق الذي فيه الرطب، ورجّح برهان الفضلاء «القناع» هنا بالكسر.
و«اليقظان»: الخبير.

الحديث الثالث عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ‏۴، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَقُولُ :«الْخَلَفُ

1.في الكافي المطبوع: «ما يشاء اللَّه» بدل «اللَّه ما يشاء».

2.في الكافي المطبوع: + «اللَّه».

3.في «د»: - «قد».

4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عمّن ذكره، عن محمّد بن أحمد العلوي، عن داود بن القاسم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
532

الحدوث لآلة الإمامة وأسبابها، كما ترى؛ بل الأولى أن يُقال: إنّما البداء هنا بالنظر إلى علم غير المعصوم من أصل ثابت كأكبريّة السنّ، وعلم المعصوم حيناً بما فيه البداء لا ينافي ثبوت البداء شاملاً لمعلوم المعصوم أيضاً.
وقد سبق ذكر آلة الإمامة وأسبابها من العلامات والسلاح والكتب‏۱وسائر الأمارات. وقال برهان الفضلاء: المراد بآلة الإمامة هنا كونه عليه السلام أكبر الأولاد بلا عاهة.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ‏۲، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْفَهْفَكِيِّ ، قَالَ :
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام :
«أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي أَنْصَحُ آلِ مُحَمَّدٍ غَرِيزَةً ، وَ أَوْثَقُهُمْ حُجَّةً ، وَ هُوَ الْأَكْبَرُ مِنْ وَلَدَيَّ ، وَ هُوَ الْخَلَفُ ، وَ إِلَيْهِ يَنْتَهِي عُرَى الْإِمَامَةِ وَ أَحْكَامُهَا ، فَمَا كُنْتَ سَائِلِي ، فَسَلْهُ عَنْهُ ؛ فَعِنْدَهُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ» .

هديّة:

«الغريزة»: الطبيعة.
(من ولدي) يحتمل الجمع والتثنية، كما فيما سبق.
(وإليه ينتهي) قيل: أي إلى صلبه، وقال برهان الفضلاء: أي عرى إمامتي، يعني معتمدات أماراتها وأسبابها.
(وأحكامها) يحتمل الجمع والمصدر.

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ۳، عَنْ شَاهَوَيْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّابِ ، قَالَ :
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام فِي كِتَابٍ :
«أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَ قَلِقْتَ

1.في «د»: - «والكتب».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد، عن محمّد بن يحيى بن درياب».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 120178
صفحه از 592
پرینت  ارسال به