وَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام عَنْ مِثْلِ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ : «الْعَمْرِيُّ وَ ابْنُهُ ثِقَتَانِ ؛ فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي ، فَعَنِّي يُؤَدِّيَانِ ، وَ مَا قَالَا لَكَ ، فَعَنِّي يَقُولَانِ ؛ فَاسْمَعْ لَهُمَا وَ أَطِعْهُمَا ؛ فَإِنَّهُمَا الثِّقَتَانِ الْمَأْمُونَانِ».
فَهذَا قَوْلُ إِمَامَيْنِ قَدْ مَضَيَا۱ فِيكَ ؛ قَالَ : فَخَرَّ أَبُو عَمْرٍو سَاجِداً وَ بَكى ، ثُمَّ قَالَ : سَلْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَنْتَ رَأَيْتَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ؟ فَقَالَ : إِي وَ اللَّهِ، وَ رَقَبَتُهُ مِثْلُ ذَا ، وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ .
فَقُلْتُ لَهُ : فَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ ، فَقَالَ لِي : هَاتِ ، قُلْتُ : فَالِاسْمُ ؟ قَالَ : مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذلِكَ ، وَ لَا أَقُولُ هذَا مِنْ عِنْدِي ؛ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ وَ لَا أُحَرِّمَ ، وَ لكِنَّهُ۲ عَنْهُ عليه السلام ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ مَضى وَ لَمْ يُخَلِّفْ وَلَداً ، وَ قَسَّمَ مِيرَاثَهُ ، وَ أَخَذَهُ مَنْ لَا حَقَّ لَهُ فِيهِ ، وَ هُوَ ذَا عِيَالُهُ يَجُولُونَ لَيْسَ أَحَدٌ يَجْسُرُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ ، أَوْ يُنِيلَهُمْ شَيْئاً ، وَ إِذَا وَقَعَ الِاسْمُ وَقَعَ الطَّلَبُ ؛ فَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَ أَمْسِكُوا عَنْ ذلِكَ .
قَالَ۳ الْكُلَيْنِيُّ : وَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا - ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ - أَنَّ أَبَا عَمْرٍو سُئِلَ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مِثْلِ هذَا ، فَأَجَابَ بِمِثْلِ هذَا .
هديّة:
كان أوّل سفراء الأربعة الممتازين في القدر والمنزلة عن سائر سفرائه عليه السلام أبا عمرو عثمان بن سعيد العمري، ثمّ ابنه أبا جعفر محمّد بن عثمان، ثمّ أبا القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، ثمّ أبا الحسن عليّ بن محمّد السمري.
«الحسين بن روح» بضمّ الراء وقيل بالفتح، و«نوبخت» بضمّ النون وفتح المفردة وسكون المعجمة ثمّ المثنّاة من فوق، وقيل: بضمّ المفردة أيضاً، معرّب.
و«السمري» بفتح المهملة وضمّ الميم، نسبة إلى أحد الأجداد، و«سمرة»: شجر