555
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

قوله عليه السلام: «على اليأس» يعني على الإشراف على اليأس، ولعلّ كونهم أصبر لأنّهم أطول عمراً.
وفي كشف الغمّة عن عليّ بن الحسين عليهما السلام: «من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه اللَّه أجر ألف شهيد من شهداء بدرٍ واُحد».۱
وعنه عليه السلام: «طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، اُولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمّةً ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثمّ طوبى لهم، هم واللَّه معنا في درجتنا يوم القيامة».۲

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِ‏۳، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَيُّمَا أَفْضَلُ : الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، أَوِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِ‏۴وَ دَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ ؟
فَقَالَ :
«يَا عَمَّارُ ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ ، وَ كَذلِكَ وَ اللَّهِ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، وَ تَخَوُّفُكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَ حَالِ الْهُدْنَةِ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللَّهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ الإِمَامِ‏۵ الْحَقِّ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ وَ الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ .
وَ اعْلَمُوا : أَنَّ مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَلَاةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي

1.كشف الغمّة، ج ۲، ص ۵۲۲.

2.كشف الغمّة، ج ۲، ص ۵۲۴.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن مرداس، عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي».

4.في «الف»: «ظهوره» بدل «ظهور الحقّ».

5.في الكافي المطبوع: «إمام».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
554

في بعض النسخ: «فعندها» بدل «فعند ذلك».۱
قال برهان الفضلاء:
والمراد بالعلم في «يعلمون» العمل بما علم من أنّ الحكم بالظنّ في زمن الغيبة في المختلف فيه خطأ، قال: «ولا ميثاقه» ناظر إلى قوله تعالى في سورة الأعراف: «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ»۲.
وقد عرفت مراراً أنّ حمل الظنّ الممنوع في كلامه - سلّمه اللَّه - على الرأي والقياس - الممنوعين عندنا وفاقاً - أولى.
والفاء في «فعندها»۳ للتفريع، وفي (فإنّ) بيانيّة، فإنّ شدّة الكفر من كفّار زمان دلالة على قوّة الإيمان من مؤمنيه.
(فإنّ أشدّ ما يكون) ك «أقرب ما يكون»، في بعض النسخ: «وإنّ أشدّ ما يكون» بالواو.
(طرفة عين) قيد لنفي الارتياب، ولا خلاف في فضل الإيمان في غيبة الإمام عليه السلام، وقوله تعالى: «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ»۴ مفسّر بذلك.
والأخبار المناسبة لأخبار الباب كثيرة في كتاب كمال الدِّين وتمام النِّعمة، منها: ما رواه الصدوق رحمة اللَّه عليه بإسناده عن أبي الحسن عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قال: «أفضل أعمال اُمّتي انتظار فرج اللَّه»۵. وبإسناده عن الرضا عليه السلام قال: «ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول اللَّه عزّ وجلّ: «فَانتَظِرُوا إِنِّى مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ»۶ فعليكم بالصبر، فإنّه إنّما يجي‏ء الفرج على اليأس، فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم».۷

1.في «د»: - «في بعض النسخ: فعندها بدل فعند ذلك».

2.الأعراف (۷): ۱۶۹.

3.ضبطه المصنّف سابقاً: «فعند ذلك».

4.البقرة (۲): ۳.

5.كمال الدين، ج ۲، ص ۶۴۴، ح ۳.

6.الأعراف (۷): ۷۱.

7.كمال الدين، ج ۲، ص ۶۴۵، ح ۵.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142562
صفحه از 592
پرینت  ارسال به