557
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

اللَّهُ الْكَلِمَةَ ، وَ يُؤَلِّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ فِي أَرْضِهِ ، وَ يُقَامَ‏۱ حُدُودُهُ فِي خَلْقِهِ ، وَ يَرُدَّ اللَّهُ الْحَقَّ إِلى‏ أَهْلِهِ ، فَيَظْهَرَ حَتّى‏ لَا يُسْتَخْفى‏ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ ، مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ؟ أَمَا وَ اللَّهِ يَا عَمَّارُ ، لَا يَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ كَثِيرٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ ؛ فَأَبْشِرُوا» .

هديّة:

(الهدنة) بالضمّ: المصالحة مع الأعداء، والمراد هنا بحال الهدنة زمان ترك أهل الحقّ طلب حقّهم من غاصبيه تقيّةً.
«الوحداني» بفتح الواو: نسبة إلى الوحدة بمعنى الانفراد، ويزاد الألف والنون للمبالغة، والتاء في (الوحدانيّة) مصدريّة ليفيد معنى المصدر.
قال برهان الفضلاء: المراد بالسبق في قوله: «إنّكم سبقتموهم»، السبق باعتبار المرتبة دون الزمان، قال: «فهنيئاً» نصب بفعل محذوف، والتقدير: فاغتنموا هنيئاً، أي عيشاً هنيئاً.
أقول: بل المراد السبق باعتبار الزمان، و«هنيئاً» نصب على أنّه مفعول مطلق لفعل محذوف في جملة دعائيّة، هنؤ الطعام كحسن يهنؤ هناءة بالفتح والمدّ، أي صار هنيئاً.
و«ما» في (فما نرى) قيل: نافية وقيل استفهاميّة. وقرأ برهان الفضلاء «ترى» على الخطاب من الإفعال، قال: والمراد هنا الإراءة شيئاً عين القلب، كما في حالة مدح شي‏ء عند أحد.

الحديث الثالث‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‏2 ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ فِي خُطْبَةٍ

1.في الكافي المطبوع: «تقام».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي أسامة، عن هشام و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
556

وَقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا۱ ، كَتَبَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ خَمْسِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ ؛ وَ مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِيضَةً وَحْدَهُ مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وَقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا ، كَتَبَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - لَهُ بِهَا خَمْساً وَ عِشْرِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً وَحْدَانِيَّةً ؛ وَ مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً لِوَقْتِهَا ، فَأَتَمَّهَا ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ نَوَافِلَ ؛ وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً ، وَ يُضَاعِفُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ - إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ ، وَ دَانَ بِالتَّقِيَّةِ عَلى‏ دِينِهِ وَ إِمَامِهِ وَ نَفْسِهِ ، وَ أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ - أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً ؛ إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - كَرِيمٌ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ وَ اللَّهِ ، رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ ، وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ ، وَ لكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ نَحْنُ عَلى‏ دِينٍ وَاحِدٍ؟
فَقَالَ : «إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللَّهِ ، وَ إِلَى الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ ، وَ إِلى‏ كُلِّ خَيْرٍ وَ فِقْهٍ ، وَ إِلى‏ عِبَادَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ ، المُطِيعِينَ‏۲ لَهُ ، صَابِرِينَ مَعَهُ ، مُنْتَظِرِينَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ ، خَائِفِينَ عَلى‏ إِمَامِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ الظَّلَمَةِ ، تَنْظُرُونَ إِلى‏ حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حُقُوقِكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذلِكَ ، وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلى‏ حَرْثِ الدُّنْيَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلى‏ دِينِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ إِمَامِكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ ، فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - لَكُمُ الْأَعْمَالَ ؛ فَهَنِيئاً لَكُمْ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا نَرى‏ إِذاً أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ عليه السلام ، وَ يَظْهَرَ۳الْحَقُّ ، وَ نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ وَ الْعَدْلِ .
فَقَالَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ! أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللَّهُ - تَعَالَى - الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ ، وَ يَجْمَعَ

1.في «د»: «و أتمّها».

2.في الكافي المطبوع: «مطيعين».

3.في «ألف»: «تظهر».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121294
صفحه از 592
پرینت  ارسال به