63
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

«الحسن أبو عليّ بن راشد» من أصحاب الهادي أبي الحسن الثالث عليه السلام، بغداديّ ثقة.
(مِن حجّة) أي في زمان ذلك الحجّة، أي في هذا الزمان.

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي وقال: وبهذا الإسناد، عن أبي حمزة۱، قال: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ:«لَوْ بَقِيَتِ الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ، لَسَاخَتْ».

هديّة:

(تَبقَى الأرض) بتقدير حرف الاستفهام.
(لَسَاخَت) بالخاء المعجمة ، أي انخسفت بأهلها و غارت غور المنخسف من المكان في الأرض. وقيل: أي خربت كخرابها بانخسافها؛ لأنّ وجود الإمام قوام وجود السماء والأرض وما بينهما.
واحتمل برهان الفضلاء «لساحت» بالحاء المهملة، من السياحة، أي لجرت من الأطراف بزلزلة الساعة؛ ساح الماء يسيح سيحاً : جرى على وجه الأرض.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍ‏۲، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ:«لَا» . قُلْتُ لَهُ‏۳: فَإِنَّا نُرْوى‏ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام‏أَنَّهَا لَا تَبْقى‏ بِغَيْرِ إِمَامٍ إِلَّا أَنْ يَسْخَطَ اللَّهُ‏۴عَلى‏ أَهْلِ الْأَرْضِ، أَوْ عَلَى الْعِبَادِ؟ فَقَالَ: «لَا، لَا تَبْقى‏ ، إِذاً لَسَاخَتْ».

1.السند في الكافي هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة».

2.في الكافي المطبوع: «عليّ بن إبراهيم».

3.في الكافي المطبوع : - «له».

4.في الكافي المطبوع : + «تعالى».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
62

ثمّ أنت خبير بأنّ أفضل المخلوقات نوع البشر، وأفضله زمرة الأنبياء والأوصياء، وأفضلهم خاتَم النبيّين وآله صلى اللَّه عليه وآله، فكتابه أفضل الكتب، وأوصياؤه أفضل الأوصياء، ودينه أفضل الأديان، والامتحان في اُمّته أعظم الامتحانات في سائر الاُمم، وكذا جُلّ الأشياء المنتمية إليه وآله صلى اللَّه عليه وآله، ألا ترى فتنة ارتداد اُمّته يوم قبضه بأجمعهم إلّا فريقاً من المؤمنين، قال اللَّه تعالى في سورة السبأ: «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِى شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَىْ‏ءٍ حَفِيظٌ»۱ فهل امتحان أعظم من هذا؟ حيث تفرّقت الاُمّة بعد الارتداد ورجوع طائفة منهم على بضع وسبعين فرقة ، إحداها ناجية، والباقية باغية هالكة.
فلم يبق للشيطان هَمّ إلّا في إضلال الفرقة الحقّة . وأنّه قطع بالتجربة أنّ من وراء معاصيهم الزيارات الماحية للكبائر ، والتوبة المقبولة في الأوّل والآخر، والشفاعة المضمونة بالنصّ الباهر. وفكّر۲ في أواخر عمره ذلك العمر، ثمّ فكّر ، فوضع التصوّف المبتني على وحدة الوجود في بدوه وعوده وتشكّلاته فيما بينهما ، محفوفاً بالصلاة والصوم وكثرة الذِّكر وحرارة الشوق والوجد والسماع والمكاء والتصدية وتأويل القرآن والحديث والسَّهَر والبكاء والخصاصة والاستكانة والأنين والتأوّه والعزلة والأمانة والدِّيانة والأمثال والأشعار ، وغير ذلك من المحاسن في الأسماع والأنظار ، كالخزف المموّه المرصّع بالدرر واليواقيت وأمثالهما من الجواهر النفيسة والشبيهة بها؛ فنعوذ باللَّه وحججه من الشيطان الرجيم ومكائده، وصلّى اللَّه على حجج اللَّه وملائكته.

الحديث التاسع‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏۳، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام:«إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ، وَ أَنَا وَ اللَّهِ ذلِكَ الْحُجَّةُ».

1.سبأ (۳۴): ۱۹ - ۲۱.

2.في نسخة «الف» : «ففكّر» .

3.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147969
صفحه از 592
پرینت  ارسال به