77
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي عنه، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ السرّاد۱، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ:«إِنَّمَا يَعْرِفُ اللَّهَ وَ يَعْبُدُهُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَ عَرَفَ إِمَامَهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ؛ وَ مَنْ لَا يَعْرِفِ اللَّهَ تَعَالى وَ يَعْرِفِ‏۲ الْإِمَامَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّمَا يَعْرِفُ وَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ، هكَذَا - وَ اللَّهِ - ضَلَالاً».

هديّة:

(أهلَ البيت) في الموضعين بنصب المضاف على الاختصاص ، وهو أولى من الجرّ على البدل.
و(يَعرِف الإمام) عطف على (يعرف اللَّه) والمنفي مجموع الفعلين من حيث المجموع كما هو التحقيق، وما قيل من احتمال أن يكون «الواو» للحال عن فاعل يعرف بعيدٌ، وعليه فدخول الواو للحال على المضارع المثبت إمّا باعتبار أنّه منفيّ في الحقيقة، أو من قبيل إدخال الواو في قوله تعالى في سورة الصفّ: «لِمَ تُؤْذُونَنِى وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ»۳ عند مَن قال إنّه : «بتقدير وأنتم قد تعلمون» .
(هكذا واللَّه ضلالاً) قد سبق بيانه في بيان الحديث الأوّل.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏۴، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ ذَرِيحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ الْأَئِمَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله، فَقَالَ:«كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام‏إِمَاماً، ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ عليه السلام إِمَاماً، ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلام إِمَاماً، ثُمَّ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِمَاماً، ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام إِمَاماً، مَنْ أَنْكَرَ ذلِكَ، كَانَ كَمَنْ أَنْكَرَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةَ رَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله ».

1.في الكافي المطبوع: «عنه، أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب».

2.في الكافي المطبوع : «لايعرف» .

3.الصفّ (۶۱): ۵.

4.أي «الحسن بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
76

وشرائطه في الدنيا من دون تحقّقه في الميثاق، فإسلام ما لم يتغيّر يحلّ به المناكح والمواريث ويحقن الدّم ، ونوره يحيط القلب من خارجه من غير أن يدخل داخله ، لا إيمان يمتنع تغيّره لأزليّته ودخوله داخل القلب، قال اللَّه تعالى: «قَالَتْ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ»۱. وقد مرّ هذا البيان في بيان الحديث الرابع من الباب الأوّل.
وقال برهان الفضلاء:
حاصل السؤال الثاني استعلام حال المخالفين في تبعيّتهم رؤساءهم المجتهدين الحاكمين بظنّهم، مع التصديق بتعليمهم بجميع ما أنزل اللَّه باعتقادهم. وحاصل الجواب: أنّ تبعيّتهم للحاكمين بالظنّ إنّما هو من الشيطان ، كتبعيّة الحاكمين بالظنّ للشيطان.
وقال السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا:
السؤال الثاني سؤال عن أنّه إذا كان المؤمن مصدّقاً للرسول في جميع ما أنزل اللَّه مفصّلاً ، فأيّ حاجة له إلى الإمام؟ والجواب: إشارة إلى جهة احتياجهم إلى الإمام بعد تصديق الجميع مفصّلاً، وهو أنّ هؤلاء العارفين من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أضلّهم الشيطان حتّى أطاعوا فلاناً وفلاناً واتّخذوهم إماماً، فانجرّ إلى ما انجرّ إليه من الظلم والطغيان والضلال والعصيان، فالمصدّق للنبيّ في جميع ما أنزل اللَّه ليس يأمن من الشيطان وإضلاله ، فيحتاج إلى الإمام لرفع الأوهام والشُّبه الفاسدة التي يلقيها الشيطان في أذهانهم ويستحسنها نفوسهم على وفق أهويتها الباطلة وأمانيها الفاسدة. انتهى.۲
أقول: محملٌ جيّد نفيس لو لم يكن بناؤه على عدم دخول الإمامة في جميع ما أنزل اللَّه، فلعلّ بناء كلامه على حمله «الجميع» بجميع ما أنزل اللَّه في معرفة الرسول ومعرفة الإمام بعد معرفة الرسول على ما في كلامه المنقول آنفاً. وأنت خبير بما في المبنى عليه أيضاً ، فإنّ بَعديّة معرفة الإمام لا يستلزم عدم دخولها في جميع ما أنزل اللَّه ، وأنّ دخولها فيه ثابت بالإجماع.

1.الحجرات (۴۹): ۱۴.

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۵۲ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 152218
صفحه از 592
پرینت  ارسال به