ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لي : «إِنَّمَا۱ حَدَّثْتُكَ لِتَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ».
هديّة:
تأنيث الضمير في «أَعَدْتُها» للمقالة أو الكلمة يُعني .
(ثمّ أنت جُعِلتُ فداك) على الاستفهام أو التصديق، فالسكوت عن التصريح رضى أو تقرير. قيل: يمكن أن لا يكون الاُولى من الثلاث، فأربع .
في بعض النسخ بزيادة «انّي» قبل «إنّما» لتكون على الخطاب ، ناظر إلى قوله تعالى في سورة المائدة: «فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ»۲؛ وعلى احتمال التكلّم مع الغير ، إلى قوله عزّ وجلّ في سورة الحديد: «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ»۳، إذا كان الشهداء هنا عبارة عن الأئمّة عليهم السلام كالصدِّيقين، دون الشيعة.
الحديث السادس
۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة، عَنْ البرقي، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«إِنَّكُمْ لَا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى تَعْرِفُوا ، وَ لَا تَعْرِفُوا حَتّى تُصَدِّقُوا، وَ لَا تُصَدِّقُوا حَتّى تُسَلِّمُوا، أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لَا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلَّا بِآخِرِهَا، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ، وَ تَاهُوا تَيْهاً عَظِيْماً۴؛ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ الصَّالِحَ، وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَ الْعُهُودِ، فَمَنْ وَفى لِلَّهِ بِشَرْطِهِ، وَ اسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ، نَالَ مَا۵ عِنْدَهُ، وَ اسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ؛ إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدى، وَ شَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ، وَ أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ: «وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَى»۶ وَ قَالَ: