79
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

«إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ»۱ فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُ، لَقِيَ اللَّهَ مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، فَاتَ قَوْمٌ، وَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا، وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ آمَنُوا ، وَ أَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ؛ إِنَّهُ مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا اهْتَدى‏؛ وَ مَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا سَلَكَ طَرِيقَ الرَّدى‏؛ وَصَلَ اللَّهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ، وَ طَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ، فَمَنْ تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ وَ لَا رَسُولَهُ، وَ هُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا نُزِلَ‏۲ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏۳ : «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ»، وَ الْتَمِسُوا الْبُيُوتَ الَّتِي أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ؛ فَإِنَّهُ أَخْبَرَكُمْ أَنَّهُمْ «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ» إِنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ لِأَمْرِهِ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ لذلِكَ‏۴ فِي نُذُرِهِ، فَقَالَ: «وَ إِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»تَاهَ مَنْ جَهِلَ، وَ اهْتَدى‏ مَنْ أَبْصَرَ وَ عَقَلَ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَرُ وَ لَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ» وَ كَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ؟! وَ كَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يَتَدَبَّرْ؟! اتَّبِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ أَهْلَ بَيْتِهِ، وَ أَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَ اتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدى‏؛ فَإِنَّهُمْ عَلَامَاتُ الْأَمَانَةِ وَ التُّقى‏.
وَ اعْلَمُوا: أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه السلام، وَ أَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ لَمْ يُؤْمِنْ؛ اقْتَصُّوا الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ، وَ الْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الْآثَارَ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ، وَ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ».

هديّة:

«الصالح» : ضدّ الفاسد ؛ من صلح ، كمنع وحسن. والمراد هنا: القابل لدخول الجنّة بالشفاعة وغيرها، كما في قوله تعالى في سورة الرعد وسورة المؤمن: «وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ»۵.

1.المائدة (۵): ۲۷.

2.في الكافي المطبوع : «اُنزل» .

3.في «د» : - «تعالى» .

4.في «د» والكافي المطبوع : «بذلك» .

5.الرعد (۱۳): ۲۳؛ غافر (۴۰): ۸.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
78

ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لي : «إِنَّمَا۱ حَدَّثْتُكَ لِتَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ».

هديّة:

تأنيث الضمير في «أَعَدْتُها» للمقالة أو الكلمة يُعني .
(ثمّ أنت جُعِلتُ فداك) على الاستفهام أو التصديق، فالسكوت عن التصريح رضى أو تقرير. قيل: يمكن أن لا يكون الاُولى من الثلاث، فأربع .
في بعض النسخ بزيادة «انّي» قبل «إنّما» لتكون على الخطاب ، ناظر إلى قوله تعالى في سورة المائدة: «فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ»۲؛ وعلى احتمال التكلّم مع الغير ، إلى قوله عزّ وجلّ في سورة الحديد: «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ»۳، إذا كان الشهداء هنا عبارة عن الأئمّة عليهم السلام كالصدِّيقين، دون الشيعة.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة، عَنْ البرقي، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى‏، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«إِنَّكُمْ لَا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى‏ تَعْرِفُوا ، وَ لَا تَعْرِفُوا حَتّى‏ تُصَدِّقُوا، وَ لَا تُصَدِّقُوا حَتّى‏ تُسَلِّمُوا، أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لَا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلَّا بِآخِرِهَا، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ، وَ تَاهُوا تَيْهاً عَظِيْماً۴؛ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ الصَّالِحَ، وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَ الْعُهُودِ، فَمَنْ وَفى‏ لِلَّهِ بِشَرْطِهِ، وَ اسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ، نَالَ مَا۵ عِنْدَهُ، وَ اسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ؛ إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدى‏، وَ شَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ، وَ أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ: «وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَى‏»۶ وَ قَالَ:

1.في «الف» والكافي المطبوع : «إنّي إنّما» .

2.المائدة (۵): ۵۳.

3.الحديد (۵۷): ۱۹.

4.في الكافي المطبوع : «بعيداً» .

5.في «الف» : + «وظّف» .

6.طه (۲۰): ۸۲.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 152181
صفحه از 592
پرینت  ارسال به