85
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(سبباً) أي حكمة محكمة، ومصلحة متقنة.
(شرحاً) أي من التنزيل .
(علماً) أي معاني معيّنة من التفسير والتأويل ، لا يتجاوز غيرها منهما .
(ناطقاً): حجّة معصوماً. وفي آخر الحديث دلالة على أنّهم عليهم السلام سببٌ في إفاضة العلوم من اللَّه تعالى على سائر المعصومين عليهم السلام.
وقال الفاضل الاسترآبادي: «الشي‏ء»: دخول الجنّة ، و«السبب» : الطاعة ، و«الشرح» : الشريعة ، و«العلم» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، و«الباب» أئمّة الهدى عليهم السلام.۱
وقال برهان الفضلاء:
يعني : «أبى اللَّه أن يُجْري» الأحكام؛ أي أحكام الحلال والحرام إلّا بآيات من القرآن، لتكون كلُّ آية وسيلةً لحكم منها؛ فردٌّ على المخالفين ، لقولهم بأنّه ليس بعض الأحكام في القرآن. «شرحاً» أي من القرآن بمعنى أنّ بعض القرآن يفسّر بعضه؛ فردٌّ على المصوّبة ، لقولهم بأنّ المختَلَف فيه إنّما هو مجمل في القرآن أو شبيه بالمجمل. «علماً» أي جعل ذلك الشرح على نهجٍ يفيد العلم للمؤمن بولاية المعصوم بتعليم المعصوم، فلا يحكم في شي‏ء أصلاً بمجرّد الظنّ الحاصل له بالاجتهاد؛ فردٌّ على المخطّئة ، لقولهم بامتناع تحصيل العلم في المختلف فيه، وعلى من يحكم بظنّه الحاصل بالاجتهاد.
أقول: قد مرَّ الكلام في معنى العمل بالظنّ في أوّل الباب، وأنت خبير بأنّ الحكم في المختلف فيه موافقاً لتعليم الإمام عليه السلام وإن كان حكماً بالعلم - لو لم نَقُلْ إنّه ظنّ متَآخم - لكن العلمَ بثبوت الاختلاف في وجوه التعليم باختلاف مآخذها ومستنداتها ثابتٌ في زمن الغيبة البتّة، فليس بدٌّ للمؤمن الممتاز في فضله من العمل بظنّه ، كما هو دأب الفضلاء الإماميّة.
وإنّما قلنا: «لو لم نقل إنّه ظنّ متآخم» لأنّه من المعلوم أنّ العلم القسيم للظنّ لا يختلف بالشدّة والضعف، والفرق بين المسموع في الحضور وفي زمن الغيبة ظاهر،

1.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۴۱ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
84

ذكر داود وسليمان وأيّوب: «وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الْأَيْدِى وَالْأَبْصَارِ* إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ»۱ إلى قوله: «وَكُلٌّ مِنْ الْأَخْيَارِ»۲.
(ثمّ استخلصهم) يعني : ثمّ اصطفاهم؛ هكذا هو المضبوط ، فلا يذهب عليك أنّ الظاهر ثمّ استخصّهم.
(مصدِّقين لذلك في نذره). في بعض النسخ : «بذلك» بالمفردة، يعني : حال كون كلّ منهم مصدّقاً بالجميع في سائر منذريه أو في إنذاراته .
(لو أنكر رجلٌ عيسى بن مريم) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة البقرة: «لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ»۳.
(اقتصّوا): اقتفوا .
(والتمسوا من وراء الحجبِ الآثارَ) أي مع امتناع رؤية المدبّر تعالى آثار تدبيره، أو في زمن الغيبة أخبار الإمام وأحاديثه عليه السلام، وتنبيه على وجوب الإيمان بولاية الاثنى عشر ، وبعدم خلوّ الدنيا من الحجّة المعصوم من أوّلها إلى آخرها.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة، عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏۴، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، أَنَّهُ قَالَ:«أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَابٍ؛ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ سَبَباً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً ، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَنَحْنُ».

هديّة:

(أن يُجري) على المعلوم من الإفعال، ويحتمل خلافه منه، والمعلوم من المجرّد .

1.ص (۳۸): ۴۵ و ۴۶.

2.ص (۳۸): ۴۸.

3.البقرة (۲): ۲۸۵.

4.في الكافي المطبوع: «عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 122702
صفحه از 592
پرینت  ارسال به