89
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ»1؛ فسّر هكذا: أي بين أهل الجنّة وأهل النار حجابٌ، أي واسطة وهم الذين لم يحكم اللَّه بَعْدُ بأنّهم من أهل الجنّة أو من أهل النار، وهم سبعة أصناف:
الأوّل: أهل خلط العمل الصالح بالعمل السيّئ.
والثاني: المُرجون لأمر اللَّه.
والثالث: المستضعفون لا يستطيعون حيلة إلى الكفر ، ولا يهتدون سبيلاً إلى الإيمان.
والرابع: أصحاب الأعراف ، وهم طائفة من الإماميّة أدركوا صحبة إمام زمانهم ، وهم مبتلون بالمعاصي، فلكثرة ذنوبهم صاروا حجاباً، أي واسطة بذلك المعنى.
والخامس: المؤلّفة قلوبهم.
والسادس: من يعبد اللَّه على حرف.
والسابع: المُعارون .
«وأهل خلط العمل الصالح بالعمل السيّئ» فسّر بالذين أكثروا المعصية إلّا أنّ طاعتهم أكثر من معصيتهم، و«المُرجَون لأمر اللَّه» بالمؤخّرين لحكم اللَّه فيهم يوم القيامة من غير تصريح في القرآن بنجاتهم أو عذابهم، و«المستضعفون» بالنساء والولدان على الوصف، و«أصحاب الأعراف» بما ذكر، و«المؤلّفة قلوبهم» بما سيذكر في كتاب الإيمان والكفر مفصّلاً - كتفسير سائر الأصناف - إن شاء اللَّه تعالى، و«من يعبد اللَّه على حرف» بالشاكّين الذين ينتظرون‏2 الفرج بأنّه إن حصل آمنوا وإلّا رجعوا، و«المعارون» بالذين استودع اللَّه فيهم الإيمان ، فإن شاء أن يتمّ لهم أتمَّه ، وإن شاء أن يسلبهم إيّاه سلَبهم.

1.الأعراف (۷): ۴۶.

2.في «د» : «ينظرون» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
88

(ضَيْعتَها) بالفتح ، كضياعها ، بمعنى ضاع يضيع ضيعةً وضياعاً : تلف .
(ظاهرٌ) أي حَسَبه ونسبه، وقرئ : «طاهراً» أي من الرجس. وضبط برهان الفضلاء : «ظاهرٌ عادلٌ» بالرفع ، صفةٌ بعد الصفة لاسم «لا» لنفي الجنس ، والخبر : «له» ، والاسم : «الإمام»، والصفة الاُولى : «من اللَّه».
(ميتة) بالكسر للنوع ، مفعول مطلق للنوع ومضاف وناظر إلى الحديث المشهور .
«يوم عاصف اشتدّت فيه الرّيح» ، فالوصف على المجاز العقلي للمبالغة ، كأنّ تمامه ريحٌ عاصفة.

الحديث التاسع‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏۱، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُقَرِّنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ «وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلَّا بِسِيمَاهُمْ»؟ فَقَالَ: نَحْنُ عَلَى الْأَعْرَافِ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ؛ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا؛ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ يُعَرِّفُنَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ؛ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ؛ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ؛ إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاء لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ، وَ لكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِي يُؤْتى‏ مِنْهُ، فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا، أَوْ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ، فَلَا سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ، وَ لَا سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلى‏ عُيُونٍ كَدِرَةٍ يَفْرَغُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلى‏ عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّهَا، لَا نَفَادَ لَهَا وَ لَا انْقِطَاعَ».

هديّة:

«عبداللَّه بن الكَوّاء» بالفتح والتشديد والمدّ ، كان رئيساً لجماعة من خوارج النهروان.
والآية في سورة الأعراف ، قال اللَّه تبارك و تعالى: «وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ

1.أي «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 122692
صفحه از 592
پرینت  ارسال به