«طرق السماء» عبارة عن طرق الأحكام الدينيّة النازلة بالوحي من السماء ، أو طرق الجنان ، وهي في السماء .
(دليلاً) أي هادياً يكون عندك ثقة قطعاً. والدليل الذي يؤمن معه المستدلّ من دون شكّ منه فيه أصلاً إنّما هو المعصوم، فكما أنّ الغرض هنا التعجّب من حال المستدلّ لسفر الدنيا مع قعوده عن طلب الدليل لسفر الآخرة ، كذلك فيه الإيماء إلى أنّ الدليل الذي تجب إطاعته والمقبول منه - سيّما إذا كان مخبراً عن طرق السماء هادياً إليها - تجب أن تكون ثقته قطعيّة، ولا تجب على أحد إطاعةُ من ليس كذلك ، لا عقلاً ولا سمعاً، حاشا أن يكون المدبّر الحكيم لمثل هذا النظام العظيم قادراً على خلق المعصوم ، فيهمل ويفوّض أمره إلى حكم غيره بالاجتهادات التي ترى۱والآراء المضادّة لتضادّها في الهوى.
الحديث الحادي عشر
  ۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ العبيدي۲، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالىَ :«وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خيراً كَثِيرًا»فَقَالَ:«طَاعَةُ اللَّهِ، وَمَعْرِفَةُ الْإِمَامِ».
هديّة:
سيأتي نظير هذا الحديث ببيانه في باب تفسير الكبائر من كتاب الإيمان والكفر.
والآية في سورة البقرة۳، والعطف في تفسيرها من قبيل عطف الجزء الأعظم على كلّه.
و(الحكمة) شأن العقل، وشأن العقل الإيمان، وشأن الإيمان معرفة الإمام، فظهر وجه التفسير ، وأنّ مسائل الحكمة في الحقيقة إنّما هي الاُصول الثابتة عند الشيعة ببراهينها القاطعة.