91
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

«طرق السماء» عبارة عن طرق الأحكام الدينيّة النازلة بالوحي من السماء ، أو طرق الجنان ، وهي في السماء .
(دليلاً) أي هادياً يكون عندك ثقة قطعاً. والدليل الذي يؤمن معه المستدلّ من دون شكّ منه فيه أصلاً إنّما هو المعصوم، فكما أنّ الغرض هنا التعجّب من حال المستدلّ لسفر الدنيا مع قعوده عن طلب الدليل لسفر الآخرة ، كذلك فيه الإيماء إلى أنّ الدليل الذي تجب إطاعته والمقبول منه - سيّما إذا كان مخبراً عن طرق السماء هادياً إليها - تجب أن تكون ثقته قطعيّة، ولا تجب على أحد إطاعةُ من ليس كذلك ، لا عقلاً ولا سمعاً، حاشا أن يكون المدبّر الحكيم لمثل هذا النظام العظيم قادراً على خلق المعصوم ، فيهمل ويفوّض أمره إلى حكم غيره بالاجتهادات التي ترى‏۱والآراء المضادّة لتضادّها في الهوى.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ العبيدي‏۲، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالىَ :«وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خيراً كَثِيرًا»فَقَالَ:«طَاعَةُ اللَّهِ، وَمَعْرِفَةُ الْإِمَامِ».

هديّة:

سيأتي نظير هذا الحديث ببيانه في باب تفسير الكبائر من كتاب الإيمان والكفر.
والآية في سورة البقرة۳، والعطف في تفسيرها من قبيل عطف الجزء الأعظم على كلّه.
و(الحكمة) شأن العقل، وشأن العقل الإيمان، وشأن الإيمان معرفة الإمام، فظهر وجه التفسير ، وأنّ مسائل الحكمة في الحقيقة إنّما هي الاُصول الثابتة عند الشيعة ببراهينها القاطعة.

1.في «الف» : «نرى» .

2.في الكافي المطبوع: «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى».

3.البقرة (۲) : ۲۶۹ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
90

و(الأعراف) جمع عارف ، كناصر وأنصار، وكما يُطلق في عرفهم عليهم السلام على الشيعة ؛ لمعرفتهم بالإيمان بالولاية، يُطلق على الأئمّة عليهم السلام ؛ لمعرفتهم بالربّ تعالى بما لا مزيد عليه في الخلق، فالأعراف أعمّ مطلقاً من أصحاب الأعراف.
والمراد ب «الرجال» في الآية الأئمّة عليهم السلام.
(يُعرِّفُنا اللَّهُ) على المعلوم من التفعيل ، دون المجرّد؛ لبُعد الاحتمال .
(لعرّف العبادَ نفسَه) أي من دون توسّط المعصوم - كما جرت العادة - لحِكَم ومصالح شتّى‏.
«نكب» عن الطريق كنصر : عَدَل .
(فلا سواء من اعتصم) على الاقتصار في الكلام لظهور المراد ؛ أي لا يساوي متمسّك الناس متمسّككم .
(ولا سواء) تكرار بالعطف والاقتصار للتأكيد .
(يُفرَغ) على المجهول ، أي يصبّ حتّى يفرغ ويفني، فكما فيه إشارةٌ إلى اتّصال شعوب الكفر والضلال بعضها ببعض كنسج العنكبوت ، إشارةٌ إلى انتهاء أمرهم إلى الفناء والهلاك، والجامع لجميع تلك الشعوب طريقةُ القدريّة لعنهم اللَّه.

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْخَرَّازِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام:«يَا أَبَا حَمْزَةَ، يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ فَرَاسِخَ، فَيَطْلُبُ لِنَفْسِهِ دَلِيلاً، وَ أَنْتَ بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَجْهَلُ مِنْكَ بِطُرُقِ الْأَرْضِ، فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ دَلِيلاً».

هديّة:

(الرَّيَّان بن شَبيب) كأمير : خال المعتصم ، ثقةٌ ، سكن قم، ورَوى عنه أهلُها.

1.أي «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 122689
صفحه از 592
پرینت  ارسال به