93
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الفرقان: «لِنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً»۱.
(لا يَعرِف شيئاً) أي إماماً. وفي التعبير في التفسير إشارةٌ إلى أنّ الجاهل بإمامه كأنّه لا يعرف شيئاً أصلاً كالجماد ، بعد الإشارة إلى أنّ المرادَ الميّتُ بموت الجهل، وهو الموت حقيقةً، قال اللَّه تعالى في سورة البقرة: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ»۲، وفي سورة آل عمران: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»۳، وعليه قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ليس من مات فاستراح بميّت، إنّما الميّت ميّت الأحياء».۴(كمن مَثَلُه) أي شأنه وحاله أنّه في الظلمات.

الحديث الرابع عشر

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏۵، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:«قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام، فَقَالَ عليه السلام: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَ لَا أُخْبِرُكَ، بِقَوْلِ اللَّهِ : «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَ هُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئذٍ ءَامِنُونَ * وَ مَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»۶؟ قَالَ: بَلى‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: الْحَسَنَةُ: مَعْرِفَةُ الْوَلَايَةِ وَحُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَالسَّيِّئَةُ: إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ»۷.

1.الفرقان (۲۵): ۴۹.

2.البقرة (۲): ۱۵۴.

3.آل عمران (۳): ۱۶۹ - ۱۷۰.

4.الأمالي للطوسى ، ص ۳۱۰ ، المجلس ۱۱ ، ح ۶۲۵ ؛ وعنه البحار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۵ ، ح ۱۳ ، وفيهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله .

5.أي «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».

6.النمل (۲۷): ۸۹ - ۹۰.

7.في الكافي المطبوع : «هذه الآية» .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
92

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام:«هَلْ عَرَفْتَ إِمَامَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِي وَ اللَّهِ، قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: «حَسْبُكَ إِذاً».

هديّة:

يعني هل عرفت أنّ هذا الدِّينَ المنهيَّ عنه التفرّق فيه ، لابدّ له من إمام معصوم مفترض الطاعة قطعاً لقطعيّة ثقته.
وقوله: (قبل أَنْ أَخْرُجَ) إشارة إلى أنّ سبب خروجه للزيارة وعرض المطلب - من المختَلَف فيه وغيره - إنّما هو المعرفة.

الحديث الثالث عشر

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُزُرْجَ ، عَنْ العِجْلِيِ‏۱، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ»فَقَالَ:«مَيْتٌ‏۲لَا يَعْرِفُ شَيْئاً» ، وَ«نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ» : «إِمَاماً يُؤْتَمُّ بِهِ»، «كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا»قَالَ: «الَّذِي لَا يَعْرِفُ الْإِمَامَ».

هديّة:

الآية في سورة الأنعام.۳
و(المَيْت) بالفتح وسكون الخاتمة : مخفّف «ميّت» بالتشديد ، والأصل «مَيْوِت» على فيعل ، فاُدغم ثمّ يخفّف ، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث، قال اللَّه تعالى في سورة

1.في الكافي المطبوع: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن بُريد».

2.في «الف» : «ميتاً» .

3.الأنعام (۶) : ۱۲۲ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 122682
صفحه از 592
پرینت  ارسال به