المقدّمة
إنّ الدراسة الجامعة والشاملة لحياة قادة الدين (النبي صلى اللَّه عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام) أمر ضروريّ ؛ لما لها من الدور في الفهم الصحيح لأقوالهم وسلوكهم ومواقفهم في الظروف المختلفة ، وأمّا دراسة جانب دون لحاظ الجوانب الاُخرى فلا تسلم من آفة سوء الفهم . ويمكن من خلال النظرة الشاملة التوصّل إلى الترابط بين الحلقات غير المترابطة ظاهراً ، كما أنّ بالإمكان من خلال هذه النظرة رفع التعارض الظاهري في بعض أقوالهم وسلوكهم .
ولا تتحقّق هذه النظرة الشاملة إلّا من خلال أبحاث علمية مبرمجة حول كلّ قائد من هؤلاء القادة، وهذا ما يستدعي حضور الباحثين ذوي الاختصاصات المتنوّعة في مراحل البحث المختلفة .
ولقد كان إنجاز مثل هذا البحث قد شغل فكري وأفكار زملائي في مركز دراسات علوم و معارف الحديث منذ سنوات عديدة .
وتعدّ موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ - التي تم إصدارها في سنة 1421 ه 2001 م - أوّل نموذج لهذه الأبحاث ظهر بعد مدّة طويلة من الجهود العلميّة ، وكان له الكثير من ردود الفعل الإيجابيّة في الأوساط العلميّة في داخل البلد وخارجه .
النتاج الثاني في هذا المجال ، هو موسوعة الإمام الحسين عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ ، والذي تم إصداره في عام 1431 ه . ق۱بعد سنوات متتالية من البحث والتحقيق