101
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

( 8 )

أهمّ عوامل فشل ثورة الكوفة

يمكن القول استناداً إلى ما ذكرناه بشأن التحليل الاجتماعي والنفسي لأهل الكوفة : إنّ أهم عوامل فشل ثورة الكوفة وإعراض أهلها عن التعاون مع الإمام الحسين عليه السلام هي كالتالي :

1 . انعدام التنظيم وضعف الإمكانيّات الاقتصادية لأنصار الإمام عليه السلام‏

أوضحنا فيما سبق أنّ من خصوصيّات أهل الكوفة عدم تقبّلهم للنظام ، ولذلك فإنّ أنصار الإمام الحسين عليه السلام كانوا هم أيضاً يفتقرون إلى تنظيمات خاصّة ، بل كان أكثرهم تابعاً لزعيم القبيلة بسبب سيادة النظام القبلي في الكوفة ، ولذلك فإنّ الأهالي لم يكن بإمكانهم اتّخاذ القرارات في حالة اعتزال رئيس القبيلة أو اعتقاله أو خيانته . وبالإضافة إلى افتقار أنصار الإمام للتنظيم ، فإنّ ضعف الإمكانيات المالية والتجهيزات العسكرية كان له دور أيضاً في فشل ثورة الكوفة .

2 . التنظيم الإداري والقوّة الاقتصادية لأعداء الإمام عليه السلام‏

في مقابل أنصار الإمام عليه السلام كان أعداؤه وأنصار الحكم الاُموي منظّمين في قالب النظام الإداري للكوفة ، وكانوا يستحوذون على الإمكانيات الاقتصادية والتجهيزات العسكرية لهذه المدينة ، ولكنّهم كانوا يواجهون مشكلتين أساسيّتين لمواجهة مسلم عليه السلام : إحداهما : ضعف إدارة النعمان بن بشير ، والاُخرى : الجوّ العامّ المتمثّل في تأييد الأهالي للإمام الحسين عليه السلام ، ولكنّ هاتين المشكلتين حُلّتا بمجي‏ء ابن زياد .

3 . الترغيب والترهيب‏

بدأ ابن زياد عمله بترغيب الناس وترهيبهم من أجل قلب جوّ الكوفة السياسي والاجتماعي ، والذي كان يخضع بشدّة لتأثير أنصار الإمام عليه السلام ، فقال في اُولى خطبه بعد قدومه إلى الكوفة مخاطباً الأهالي :


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
100

دارِهِ ، واُلقِيَت تِلكَ العَرافَةُ مِنَ العَطاءِ ، وسُيِّرَ إلى‏ مَوضِعٍ بِعُمانَ الزّارَةِ .۱
كما أنّ مسلم بن عقيل عليه السلام عندما حاصر بجيشه قصر ابن زياد ومارس الضغوط عليه ، فقد كان من أساليب ابن زياد الناجحة أنّه أبلغ جنود مسلم عن طريق وجهاء الكوفة وزعماء القبائل أنّه سيزيد من عطائهم إن هم كفّوا عن دعمه وانضمّوا إلى صفوف المطيعين ، وإلّا فإنّ عطاءهم سينقطع إن استمرّت الثورة .۲
واستناداً إلى بعض الروايات فعندما كان الإمام الحسين عليه السلام ينوي إتمام الحجّة على أهل الكوفة في يوم عاشوراء ، وكانوا يسعون من خلال إثارة الفوضى أن يمنعوه من إلقاء خطبته ، فقد أشار الإمام إلى موضوع «العطاء» وأكلهم الحرام من خلال ذلك ، باعتباره أحد أسباب انحراف أهل الكوفة وتمرّدهم فقال عليه السلام :
وَكُلُّكُم عاصٍ لِأَمري غَيرُ مُستَمِعٍ لِقَولي ، قَدِ انخَزَلَت عَطِيّاتُكُم مِنَ الحَرامِ ، وَمُلِئَت بُطونُكُم مِنَ الحَرامِ ، فَطُبِعَ عَلى قُلوبِكُم .۳

1.راجع : ص ۳۳۹ ح ۳۲۶ .

2.راجع : ص ۳۷۵ (الفصل الرابع / سياسة ابن زياد في تخذيل الناس عن مسلم) .

3.راجع : ص ۶۶۷ ح ۸۵۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970193
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به