1013
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عامِلُهُ عَلَى المَدينَةِ - .
فَقالَ عَمرٌو : وَدِدتُ أنَّهُ لَم يَبعَث بِهِ إلَيَّ ، ثُمَّ أمَرَ عَمرٌو بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكُفِّنَ ودُفِنَ فِي البَقيعِ عِندَ قَبرِ اُمِّهِ فاطِمَةَ عليها السلام .۱

۱۴۶۵.أنساب الأشراف‏۲: لَمّا بَلَغَ أهلَ المَدينَةِ مَقتَلُ الحُسَينِ عليه السلام ، كَثُرَ النَّوائِحُ وَالصَّوارِخُ عَلَيهِ ، وَاشتَدَّتِ الواعِيَةُ في دورِ بَني هاشِمٍ ، فَقالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ الأَشدَقُ : واعِيَةٌ بِواعِيَةِ عُثمانَ ، وقالَ مَروانُ حينَ سَمِعَ ذلِكَ :


عَجَّت نِساءُ بَني زُبَيدٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَزيَبِ‏
وقالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ : وَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ لَم يَبعَث إلَينا بِرَأسِهِ . فَقالَ مَروانُ : بِئسَ ما قُلتَ هاتِهِ :


يا حَبَّذا بَرْدُكَ فِي اليَدَينِ‏ولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ‏
وحَدَّثَنا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ ، حَدَّثَني أبوبَكرٍ عيسَى بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، عَن أبيهِ : رَعَفَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ عَلى‏ مِنبَرِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : فَقالَ بَيّارٌ الأَسلَمِيُّ - وكانَ زاجِراً - : إنَّهُ لَيَومُ دَمٍ ، قالَ : فَجي‏ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ، فَنُصِبَ ، فَصَرَخَ نِساءُ أبي طالِبٍ ، فَقالَ مَروانُ :


عَجَّت نِساءُ بَني زُبَيدٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَزيَبِ‏
ثُمَّ صِحنَ أيضاً ، فَقالَ مَروانُ :


ضَرَبَت دَو سَرُ۳فيهِم ضَربَةًأثبَتَت أركانَ‏۴مُلكٍ فَاستَقَرّ

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۵ .

2.تتحدّث النصوص من هنا فما بعد عن بعث الرأس إلى المدينة فقط ، لا دفنه فيها . وإن كان أصل مسألة البعث برأسه عليه السلام أيضاً يبدو أمراً بعيداً جدّاً إذا لاحظنا ما للإمام من مكانة في المدينة ، وما يتمتّع به من احترام بين أهلها .

3.في المصدر : «ذو شر» والظاهر أنّه تصحيف صوابه ما أثبتناه كما سيأتي في النقل اللّاحق . ودَوسَر : اسم كتيبة للنعمان بن المنذر ملك العرب [وكانت أشدّ كتائبه بطشاً ، حتّى قيل في المثل : أبطش من دَوسر] . يقال : كتيبةٌ دَوسَرَةٌ ودَوسَرٌ إذا كانت مجتمعة . والدَّوسَر : الأسدُ الصُّلبُ الموَثَّق الخَلق (راجع : تاج العروس : ج ۶ ص ۴۰۲ «دسر») .

4.في المصدر : «أن كان» ، والصواب ما أثبتناه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1012

وَاللَّهِ ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلى‏ أيّامِ عُثمانَ . وسَمِعَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ الصَّيحَةَ مِن دورِ بَني هاشِمٍ ، فَقالً :


عَجَّت نِساءُ بَني زِيادٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَرنَبِ‏۱
وَالشِّعرُ لِعمَرِو بنِ مَعدي كَرَبَ في وَقعَةٍ كانَت بَينَ بَني زُبَيدٍ وبَينَ بَنِي الحارِثِ بنِ كَعبٍ .
ثُمَّ خَرَجَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ إلَى المِنبَرِ ، فَخَطَبَ النّاسَ ، ثُمَّ ذَكَرَ حُسَيناً وما كانَ مِن أمرِهِ ، وقالَ : وَاللَّهِ ، لَوَدِدتُ أنَّ رَأسَهُ في جَسَدِهِ وروحَهُ في بَدَنِهِ يَسُبُّنا ونَمدَحُهُ ، ويَقطَعُنا ونَصِلُهُ كَعادَتِنا وعادَتِهِ !
فَقامَ ابنُ أبي حُبَيشٍ - أحَدُ بَني أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ - فَقالَ : أما لَو كانَت فاطِمَةُ عليها السلام حَيَّةً لَأَحزَنَها ما تَرى‏ !
فَقال عَمرٌو : اُسكُت لا سَكَتَّ ، أتُنازِعُني فاطِمَةُ وأنَا مَن عَفَّرَ ظِبابَها ،۲وَاللَّهِ ، إنَّهُ لَابنُنا ، وإنَّ اُمَّهُ لَابنَتُنا، أجَل وَاللَّهِ ، لَو كانَت فاطِمَةُ حَيَّةً لَأَحزَنَها قَتلُهُ ، ثُمَّ لَم تَلُم مَن قَتَلَهُ يَدفَعُ عَن نَفسِهِ ! فَقالَ ابنُ أبي حُبَيشٍ : إنَّهُ ابنُ فاطِمَةَ عليها السلام ، وفاطِمَةُ بِنتُ خَديجَةَ بِنتِ خُوَيلِدِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزّى‏ .
ثُمَّ أمَرَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكُفِّنَ ودُفِنَ بِالبَقيعِ عِندَ قَبرِ اُمِّهِ .۳

۱۴۶۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : إنَّ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حينَ قُدِمَ عَلَيهِ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام وعِيالِهِ ، بَعَثَ إلَى المَدينَةِ ، فَأَقدَمَ عَلَيهِ عِدَّةً مِن مَوالي بَني هاشِمٍ ، وضَمَّ إلَيهِم عِدَّةً مِن مَوالي آلِ أبي سُفيانَ ، ثُمَّ بَعَثَ بِثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام ومَن بَقِيَ مِن أهلِهِ مَعَهُم ، وجَهَّزَهُم بِكُلِّ شَي‏ءٍ ، ولَم يَدَع لَهُم حاجَةً بِالمَدينَةِ إلّا أمَرَ لَهُم بِها ، وبَعَثَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ - وهُوَ إذ ذاكَ

1.الأرنب : وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب ، وهذا البيت لعمرو بن معديكرب (تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۹) . وسيأتي في بعض النقول : «الأزيب» و«الأذيب» بدل «الأرنب» ، والظاهر أنّه تصحيف .

2.عفّر ظبابها : أي سلّ سيفه وضرب به عدوّه حتّى مرّغه ودسّه في التراب (راجع : لسان العرب : ج ۴ ص ۵۸۳ «عفر» و ج ۱ ص ۵۶۸ «ظبب») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۹۰ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۲۰ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977323
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به