1015
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وَلكِن ذُحولُ‏۱ بَني اُمَيَّةَ بِدِماءِ الجاهِلِيَّةِ الَّتي طَلَبوا بِها رَسُولَ اللَّهِ في عِترَتِهِ وَأهلِ بَيتِهِ . ولَمّا قالَ ذلِكَ مَروانُ اللَّعينُ ، قالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ - عامِلُ المَدينَةِ يَومَئِذٍ - : لَوَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ لَم يَكُن يَبعَثُ إلَينا بِرَأسِ الحُسَينِ . فَقالَ لَهُ مَروانُ : اُسكُت لا اُمَّ لَكَ ، وقُل كَما قالَ الأَوَّلُ :


ضَرَبوا رَأسَ شَريزٍ ضَربَةًاشتت أوتادَ مُلكٍ فاستتر۲
ثُمَّ اُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ عَمرِو بنِ سَعيدٍ ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنهُ ، وَاستَعظَمَ أمرَهُ . فَقالَ مَروانُ اللَّعينُ لِحامِلِ الرَّأسِ : هاتِهِ ، فَدَفَعَهُ إلَيهِ ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ، وقالَ :


يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِ‏ولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ‏۳

۱۴۶۸.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد- في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذمّ عليّ عليه السلام -: وأمّا مَروانُ ابنُهُ [أيِ ابنُ الحَكَمِ ]فَأَخبَثُ عَقيدَةً ، وأعظَمُ إلحاداً وكُفراً ، وهُوَ الَّذي خَطَبَ يَومَ وَصَلَ إلَيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ أميرُها ، وقَد حَمَلَ الرَّأسَ عَلى‏ يَدَيهِ ، فَقالَ :


يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِ‏وحُمرَةً تَجري عَلَى الخَدَّينِ‏
كَأَنَّما بِتَّ بِمسجدينِ‏۴

ثُمَّ رَمى‏ بِالرَّأسِ نَحوَ قَبرِ النَّبِيِّ ، وقالَ : يا مُحَمَّدُ ، يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ . وهذَا القَولُ مُشتَقٌّ مِنَ الشِّعرِ الَّذي تَمَثَّلَ بِهِ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ، وهُوَ شِعرُ ابنِ الزِّبَعرى‏ يَومَ وَصَلَ الرَّأسُ إلَيهِ ... .
قُلتُ : هكَذا قالَ شَيخُنا أبو جَعفَرٍ ، وَالصَّحيحُ أنَّ مَروانَ لَم يَكُن أميرَ المَدينَةِ يَومَئِذٍ ، بَل كانَ أميرَها عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ، ولَم يُحمَل إلَيهِ الرَّأسُ ، وإنَّما كَتَبَ إلَيهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ يُبَشِّرُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقَرَأَ كِتابَهُ عَلَى المِنبَرِ ، وأنشَدَ الرَّجَزَ المَذكورَ ، وأومَأَ إلَى القَبرِ قائِلاً :

1.في المصدر : «دحول» ، وهو مصحّف . والذحل : الحقد والعداوة . يقال : طلب بذحلِهِ ، أي بثأره ، والجمع : ذحول (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۰ «ذحل») .

2.الظاهر أنّ الصواب : «أثبَتَت أوتادَ مُلكٍ فاستَقَرّ» كما مَرّ في النقول السابقة .

3.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۹ الرقم ۱۰۸۹ .

4.الظاهر أنّ «مسجدين» تصحيف «مجسدين» كما في النقول التي مرّت في هذا الباب عن الطبقات الكبرى ومثير الأحزان وغيرهما .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1014

وقامَ ابنُ أبي حُبَيشٍ وعَمرٌو يَخطُبُ ، فَقالَ : رَحِمَ اللَّهُ فاطِمَةَ ، فَمَضى‏ في خُطبَتِهِ شَيئاً ، ثُمَّ قالَ : واعَجَباً لِهذَا الأَلثَغِ ،۱ وما أنتَ وفاطِمَةُ ؟ قالَ : اُمُّها خَديجَةُ ، يُريدُ أنَّها مِن بَني أسَدِ بنِ عَبدِ العُزّى‏ . قالَ : نَعَم وَاللَّهِ ، وَابنَةُ مُحَمَّدٍ ، أخَذتُها يَميناً ، وأخَذتَها شِمالاً ، وَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ كانَ نَحّاهُ عَنّي ، ولَم يُرسِل بِهِ إلَيَّ ، ووَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ رَأسَ الحُسَينِ كانَ عَلى‏ عُنُقِهِ ، وروحَهُ كانَت في جَسَدِهِ .۲

۱۴۶۶.مثير الأحزان : لَمّا وافى‏ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام المَدينَةَ ، سُمِعَتِ الواعِيَةُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ :


ضَرَبَت دَوسَرُ فيهِم ضَربَةًأثبَتَت أوتادَ حُكمٍ فَاستَقَرَّ
ثُمَّ أخَذَ يَنكُتُ وَجهَهُ بِقَضيبٍ ، ويَقولُ :


يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِ‏ولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ‏
كَأَنَّهُ باتَ بِمُجسَدَينِ‏شَفَيتُ مِنكَ النَّفسَ يا حُسَينُ‏۳

۱۴۶۷.شرح الأخبار : لَمّا أمَرَ اللَّعينُ بِأَن يُطافَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام فِي البُلدانِ اُتِيَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، وعامِلُهُ عَلَيها يَومَئِذٍ عَمرُو بنُ سَعيدٍ الأَشدَقُ ، فَسَمِعَ صِياحَ النِّساءِ ، فَقالَ : ما هذا ؟ قيلَ : نِساءُ بَني هاشِمٍ يَبكينَ لَمّا رَأَينَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ عِندَهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، فَقالَ مَروانُ اللَّعينُ مُتَمَثِّلاً :


عَجَّت نِساءُ بَني زِيادٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَذيَبِ‏
عَنَى اللَّعينُ عَجيجَ نِساءِ بَني عَبدِ الشَّمسِ لِمَن قُتِلَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ .
فَأَمّا ما أقاموهُ ظاهِراً مِن أمرِ عُثمانَ ، فَمَروانُ اللَّعينُ فيمَن ألَّبَ عَلَيهِ وشَمَتَ بِمُصابِهِ ، وهُوَ القائِلُ :


لَمّا أتاهُ نَعيُهُ ذينَهُ‏مَن كَسَرَ ضِلعاً كَسَرَ جَنبَهُ‏

1.اللثغة في اللسان : هو أن يُصيّر الراء غيناً أو لاماً والسين ثاءً ، لَثِغَ يَلثَغُ فهو ألثغ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۲۵ «لثغ») .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۷ .

3.مثير الأحزان : ص ۹۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۴ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977460
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به