103
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

6 . العنف والقتل‏

كانت سياسة العنف والقتل من الأدوات الاُخرى التي استخدمها ابن زياد لقمع ثورة الكوفة ، وقد روي في هذا المجال :
لَمّا دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] قَصرَ الإِمارَةِ وأصبَحَ ، جَمَعَ النّاسَ وقالَ وأرعَدَ وأبرَقَ ، وقَتَلَ وفَتَكَ ، وسَفَكَ وَانتَهَكَ .۱
ونقرأ في رواية اُخرى :
. . .ومَسَكَ جَماعَةً مِن أهلِ الكوفَةِ فَقَتَلَهُم فِي السّاعَةِ .۲
وقد كان هاني بن عروة أحد زعماء أنصار الإمام عليه السلام ، وقد اعتقله ابن زياد وقتله بعد ممارسة أشدّ أنواع التعذيب بحقّه .۳

7 . استغلال الشخصيّات الدينية والاجتماعية ذات التأثير الكبير

إلى جانب العوامل الاُخرى لقمع أهل الكوفة ، فقد كان استغلال ابن زياد للشخصيّات الدينية التي تثق بها الأهالي - مثل شريح القاضي - من أخطر سياسات ابن زياد ، فعندما أحاط رجال قبيلة مذحج بقصر الإمارة لإطلاق سراح هاني بن عروة ، وأحسّ ابن زياد بالخطر ، أمر شريحاً القاضي بأن يخرج ويرى هانياً ، وأن يخبر الناس بأنّه حيّ!
وقدم شريح إلى معتقل هاني ، وعندما رأى هاني شريحاً صرخ قائلاً والدماء تجري على لحيته :
يا لَلَّهِ ، يا لَلمُسلِمينَ ! أهَلَكَت عَشيرَتي ؟! فَأَينَ أهلُ الدّينِ ؟ وأينَ أهلُ المِصرِ ؟
وعندما سمع ضجّة أفراد قبيلته الذين كانوا قد تجمعوا خارج دار الإمارة لإطلاق سراحه ، قال : لو أنّ عشرة رجال دخلوا عليّ لأنقذوني .
وأمّا شريح القاضي ، فقد جاء نحو الأهالي الذين حاصروا جوانب القصر دون أن يعير

1.راجع : ص ۳۳۹ ح ۳۲۷ .

2.راجع : ص ۳۳۹ ح ۳۲۸ .

3.راجع : ص ۳۶۱ (الفصل الرابع / اعتقال هاني وما جرى فيه) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
102

إِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ - أصلَحَهُ اللَّهُ - وَلّاني مِصرَكُم وثَغرَكُم ، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم ، وإعطاءِ مَحرومِكُم ، وبِالإِحسانِ إلى‏ سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وبِالشِّدَّةِ عَلى‏ مُريبِكُم وعاصيكُم ، وأنَا مُتَّبِعٌ فيكُم أمرَهُ ، ومُنَفِّذٌ فيكُم عَهدَهُ ، فَأَنَا لِمُحسِنِكُم ومُطيعِكُم كَالوالِدِ البَرِّ ، وسَوطي وسَيفي عَلى‏ مَن تَرَكَ أمري ، وخالَفَ عَهدي ، فَليُبقِ امرُؤٌ عَلى‏ نَفسِهِ .۱

4 . تقديم الرشاوي إلى رؤساء القبائل‏

تمثّل خطوة ابن زياد الاُخرى لقمع ثورة الكوفة في تقديم الرشاوي الضخمة إلى رؤساء القبائل ووجهاء الكوفة ، وقد كان هذا التصرّف مؤثّراً للغاية في إخماد نار الثورة ؛ نظراً إلى النظام القبلي للكوفة ، وفي هذا المجال قال مجمع بن عبد اللَّه العائذي ، أحد الذين أخبروا الإمام عليه السلام في الطريق بأحداث الكوفة :
أمّا أشرافُ النّاسِ فَقَد اُعظِمَت رِشوَتُهُم ، ومُلِئَت غَرائِرُهُم ، يُستَمالُ وُدُّهُم ، ويُستَخلَصُ بِهِ نَصيحَتُهُم ، فَهُم إلبٌ واحِدٌ عَلَيكَ ، وأمّا سائِرُ النّاسِ بَعدُ ، فَإِنَّ أفئِدَتَهُم تَهوي إلَيكَ ، وسُيوفَهُم غَداً مَشهورَةٌ عَلَيكَ .۲

5 . اعتقال عدد من كبار أنصار الإمام عليه السلام‏

من إقدامات ابن زياد الاُخرى ، الاعتقال المؤقّت لجماعة من كبار أنصار الإمام عليه السلام ، وقد ذكر الطبري في هذا المجال قائلاً :
وحَبَسَ سائِرَ وُجوهِ النّاسِ عِندَهُ استيحاشاً إلَيهِم ؛ لِقِلَّةِ عَدَدِ مَن مَعَهُ مِنَ النّاسِ .۳
وكان من جملة الذين اعتقلهم ابن زياد المختار بن أبي عبيدة الثقفي، والذي بقي في السجن حتّى شهادة الإمام الحسين عليه السلام .۴
وممّا يجدر ذكره أنّ اعتقال عنصر مؤثّر مثل المختار إلى جانب انسحاب سليمان بن صرد ، كانا وحدهما كافيين لأن يسبّبا مشكلة أكيدة للثورة ، بل وأن يوقعاها في الفشل .

1.راجع : ص ۳۳۷ ح ۳۲۲ .

2.راجع ص ۳۴۰ ح ۳۳۳ .

3.راجع : ص ۳۷۵ ح ۳۹۱ .

4.راجع : ص ۴۴۳ (الفصل الخامس / اعتقال المختار) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970060
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به