1033
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وفي بَعضِ الرِّواياتِ : وا مُحَمَّداه ، بَناتُكَ سَبايا ، وذُرِّيَّتُكَ مُقَتَّلَةٌ تَسفي عَلَيهِم ريحُ الصَّبا ، وهذا حُسَينٌ مَحزوزُ الرَّأسِ مِنَ القَفا ، مَسلوبُ العِمامَةِ وَالرِّداءِ .
بِأَبي مَن أضحى‏ عَسكَرُهُ في يَومِ الإِثنَينِ نَهباً ، بِأَبي مَن فُسطاطُهُ مُقَطَّعُ العُرى‏ ، بِأَبي مَن لا غائِبٌ فَيُرتَجى‏ ، ولا جَريحٌ فَيُداوى‏ ، بِأَبي مَن نَفسي لَهُ الفِداءُ ، بِأَبي المَهمومُ حَتّى‏ قَضى‏ ، بِأَبي العَطشانُ حَتّى‏ مَضى‏ ، بِأَبي مَن يَقطُرُ شَيبُهُ بِالدِّماءِ ، بِأَبي مَن جَدُّهُ رَسولُ إلهِ السَّماءِ ، بِأَبي مَن هُوَ سِبطُ نَبِيِّ الهُدى‏ ... .
قالَ الرّاوي : فَأَبكَت وَاللَّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ .
ثُمَّ إنَّ سُكَينَةَ اعتَنَقَت جَسَدَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاجتَمَعَ عِدَّةٌ مِنَ الأَعرابِ حَتّى‏ جَرّوها عَنهُ .۱

۱۴۹۶.مثير الأحزان : خَرَجَ بَناتُ سَيِّدِ الأَنبِياءِ وقُرَّةِ عَينِ الزَّهراءِ ، حاسِراتٍ مُبدِياتٍ لِلنِّياحَةِ وَالعَويلِ ، يَندُبنَ عَلَى الشَّبابِ وَالكُهولِ ، واُضرِمَتِ النّارُ فِي الفُسطاطِ۲ فَخَرَجنَ هارِباتٍ ، وهُنَّ كَما قالَ الشّاعِرُ :


فَتَرَى اليَتامى‏ صارِخينَ بِعَولَةٍتَحثُو التُّرابَ لِفَقدِ خَيرِ إمامٍ‏
وتَقُمنَ رَبّاتِ‏۳الخُدورِ حَواسِراًيَمسَحنَ عُرضَ ذَوائِبِ‏۴الأَيتامِ‏
وتَرَى النِّساءَ أرامِلاً وثَواكِلاًتَبكينَ كُلَّ مُهَذَّبٍ وهَمامِ‏
ومَرَرنَ عَلى‏ جَسَدِ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ مُعَفَّرٌ بِدِمائِهِ مَفقودٌ مِن أحِبّائِهِ ، فَنَدَبَت عَلَيهِ زَينَبُ بِصَوتٍ مُشجٍ وقَلبٍ مَقروحٍ : يا مُحَمَّداه صَلّى‏ عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ مُرَمَّلٌ بِالدِّماءِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، وبَناتُكَ سَبايا . إلَى اللَّهِ المُشتَكى‏ وإلى‏ عَلِيٍّ المُرتَضى‏ وإلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ وإلى‏ حَمزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ . هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ تَسفي عَلَيهِ الصَّبا ، قَتيلُ أولادِ الأَدعِياءِ ، وا حُزناه وا كَرباه ، اليَومَ ماتَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ . يا أصحابَ مُحَمَّداه ، هذا ذُرِّيَّةُ المُصطَفى‏ يُساقونَ سَوقَ السَّبايا .
فَأَذابَتِ القُلوبَ القاسِيَةَ وهَدَّتِ الجِبالَ الرّاسِيَةَ .۵

1.الملهوف : ص ۱۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۸ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۱۳ .

2.الفسطاط : بيت من الشَّعر (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۵ «فسط») .

3.في المصدر : «رباب» ، والصواب ما أثبتناه .

4.الذوائب جمع ذؤابة وهي الشعر المضفور من شَعر الرأس (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۱ «ذأب») .

5.مثير الأحزان : ص ۷۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1032

قالَ : فَأَبكَت وَاللَّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ .۱

۱۴۹۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن حميد بن مسلم : أذَّنَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِالنّاسِ فِي الرَّحيلِ إلَى الكوفَةِ ، وحَمَلَ بَناتِ الحُسَينِ عليه السلام وأخَواتِهِ وعَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام وذَرارِيَّهُم ، فَلَمّا مَرّوا بِجُثَّةِ الحُسَينِ عليه السلام وجُثَثِ أصحابِهِ ، صاحَتِ النِّساءُ ولَطَمنَ وُجوهَهُنَّ ، وصاحَت زَينَبُ عليها السلام : يا مُحَمّداه ، صَلّى‏ عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، مُزَمَّلٌ‏۲بِالدِّماءِ ، مُعَفَّرٌ بِالتُّرابِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، يا مُحَمَّداه ! بَناتُكَ فِي العَسكَرِ سَبايا ، وذُرِّيَّتُكَ قَتلى‏ تَسفي عَلَيهِمُ الصَّبا ، هذَا ابنُكَ مَحزُوزُ الرَّأسِ مِنَ القَفا ، لا هُوَ غائِبٌ فَيُرجى‏ ولا جَريحٌ فَيُداوى‏ .
وما زالَت تَقولُ هذَا القَولَ ، حَتّى‏ أبكَت وَاللَّهِ كُلَّ صَديقٍ وعَدُوٍّ ، وحَتّى‏ رَأَينا دُموعَ الخَيلِ تَنحَدِرُ عَلى‏ حَوافِرِها .۳

۱۴۹۵.الملهوف- في ذِكرِ مَقتَلِ الإِمامِ عليه السلام وأهلِ بَيتِهِ -: أخرَجُوا النِّساءَ مِنَ الخَيمَةِ وأشعَلوا فيهَا النّارَ ، فَخَرَجنَ حَواسِرَ مُسَلَّباتٍ حافِياتٍ باكِياتٍ ، يَمشينَ سَبايا في أسرِ الذِّلَّةِ ، وقُلنَ : بِحَقِّ اللَّهِ إلّا ما مَرَرتُم بِنا عَلى‏ مَصرَعِ الحُسَينِ . فَلَمّا نَظَرَتِ النِّسوَةُ إلَى القَتلى‏ صِحنَ وضَرَبنَ وُجوهَهُنَّ .
قالَ [الرّاوي‏] : فَوَاللَّهِ لا أنسى‏ زَينَبَ ابنَةَ عَلِيٍّ وهِيَ تَندُبُ الحُسَينَ عليه السلام ، وتُنادي بِصَوتٍ حَزينٍ وقَلبٍ كَئيبٍ : وا مُحَمَّداه ، صَلّى‏ عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، مُرَمَّلٌ بِالدِّماءِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، وا ثُكلاه ، وبَناتُكَ سَبابا ، إلَى اللَّهِ المُشتَكى‏ ، وإلى‏ مُحَمَّدٍ المُصطَفى‏ ، وإلى‏ عَلِيٍّ المُرتَضى‏ ، وإلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وإلى‏ حَمزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ .
وا مُحَمَّداه ، وهذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، تَسفي عَلَيهِ ريحُ الصَّبا ، قَتيلُ أولادِ البَغايا . وا حُزناه ، وا كَرباه عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، اليَومَ ماتَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله . يا أصحابَ مُحَمَّدٍ ، هؤُلاءِ ذُرِّيَّةُ المُصطَفى‏ يُساقونَ سَوقَ السَّبايا .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۳ كلّها نحوه ؛ مثير الأحزان : ص ۸۳ و ۸۴ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۱ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۶ .

2.زمِّلوهُم بثيابهم وَدِمائِهم : أي لُفُّوهم فيها (النهاية : ج ۲ ص ۳۱۳ «زمل») .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976263
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به