1037
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وفِي العَذابِ أنتُم خالِدونَ .
أتبكونَ ! إي وَاللَّهِ فَابكوا كَثيراً وَاضحَكوا قَليلاً ، فَلَقَد فُزتُم بِعارِها وشَنارِها۱ ، ولَن تَغسِلوا دَنَسَها عَنكُم أبَداً . فَسَليلَ خاتَمِ الرِّسالَةِ ، وسَيِّدَ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، ومَلاذَ خِيَرَتِكُم ، ومَفزَعَ نازِلَتِكُم ، وأمارَةَ مَحَجَّتِكُم ، ومَدرَجَةَ حُجَّتِكُم خَذَلتُم ، ولَهُ قَتَلتُم !
ألا ساءَ ما تَزِرونَ ، فَتَعساً ونُكساً ، فَلَقَد خابَ السَّعيُ ، وتَرِبَتِ الأَيدي‏۲ ، وخَسِرَتِ الصَّفقَةُ ، وبُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ، وضُرِبَت عَلَيكُمُ الذِّلَّةُ وَالمَسكَنَةُ .
وَيلَكُم، أتَدرونَ أيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ فَرَيتُم‏۳؟ وأيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم ؟ وأيَّ كَريمَةٍ لَهُ أصَبتُم ؟ «لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا »۴ ، ولَقَد أتَيتُم بِها خَرقاءَ۵ شَوهاءَ ، طِلاعَ‏۶الأَرضِ وَالسَّماءِ .
أفَعَجِبتُم أن قَطَرَتِ السَّماءُ دَماً ! « وَ لَعَذَابُ الْأَخِرَةِ أَخْزَى‏ » ، فَلا يَستَخِفَّنَّكُمُ المَهَلُ ، فَإِنَّهُ لا يُحَفِّزُهُ‏۷ البِدار۸ ، ولا يُخافُ عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ ، كَلّا «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ » .۹
قالَ : ثُمَّ سَكَتَت ، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى‏ ، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم ، ورَأَيتُ شَيخاً قَد بَكى‏ حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ ، وهُوَ يَقولُ :


كُهولُهُم خَيرُ الكُهولِ ونَسلُهُم‏إذا عُدَّ نَسلٌ لا يَخيبُ ولا يَخزى‏۱۰

1.الشَّنَارُ : العيب والعار (الصحاح : ج ۲ ص ۷۰۴ «شنر») .

2.تَرِبَ : خَسِرَ وافتقر . وتَرِبَت يَداه : لا أصابَ خيراً (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۹ «ترب») .

3.الفري : القطع (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۵۳ «فرا») .

4.مريم : ۸۹ و۹۰ .

5.خرقاء : أي حمقاء جاهلة (النهاية : ج ۲ ص ۲۶ «خرق») .

6.طلاع الأرض : ملؤها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۵۴ «طلع») .

7.الحفز : الحثّ والإعجال (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۷ «حَفز») .

8.بَدَرْتُ إلى الشي‏ء : أسرعت إليه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۶ «بدر») .

9.الفجر : ۱۴ .

10.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۲ الرقم ۱۴۲ ، الملهوف : ص ۱۹۲ عن بشير بن خزيم الأسدي ، مثير الأحزان : ص ۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶۵ الرقم ۸ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱ عن خزيمة الأسدي ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ عن بشير بن حذيم الأسدي وكلّها نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1036

فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتَنوحونَ وتَبكونَ مِن أجِلنا ؟ فَمَن ذَا الَّذي قَتَلَنا ؟ !۱

۱۵۰۳.مثير الأحزان : لَمّا قارَبوا [أي حَمَلَةُ رُؤوسِ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ‏] الكوفَةَ ، كانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِالنُّخَيلَةِ وهِيَ العَبّاسِيَّةُ ، ودَخَلَ لَيلاً ... وَاجتَمَعَ النّاسُ لِلنَّظَرِ إلى‏ سَبيِ آلِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ ، فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكوفَةِ .
وقالَت : مِن أيِّ الاُسارى‏ أنتُنَّ ؟ فَقُلنَ : نَحنُ اُسارى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَنَزَلَت وجَمَعَت مُلاءً وإزاراً ومَقانِعَ ، وأعطَتهُنَّ فَتَغَطَّينَ .۲

6 / 4

خُطبَةُ زَينَبَ عليها السلام في أهلِ الكوفَةِ

۱۵۰۴.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير : رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيٍّ عليه السلام ولَم أرَ خَفِرَةً۳قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تُفرِغُ عَن لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَ : وقَد أومَأَت إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ ، وسَكَتَتِ الأَصواتُ ، فَقالَت : الحَمدُ للَّهِ‏ِ وَالصَّلاةُ عَلى‏ أبي رَسولِ اللَّهِ ، أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، ويا أهلَ الخَتلِ‏۴ وَالخَذلِ ، فَلا رَقَأَتِ‏۵ العَبرَةُ ، ولا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ ، فَما مَثَلُكُم إلّا «كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَنَكُمْ دَخَلَا بَيْنَكُمْ »۶ .
ألا وهَل فيكُم إلَّا الصَّلَفُ‏۷النَّطَفُ‏۸ ، وَالصَّدَرُ الشَّنَفُ‏۹ ، خَوّارونَ فِي اللِّقاءِ ، عاجِزونَ عَنِ الأَعداءِ ، ناكِثونَ لِلبَيعَةِ ، مُضَيِّعونَ لِلذِّمَّةِ ، فَبِئسَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسُكُم أن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيكُم ،

1.الملهوف : ص ۱۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .

2.مثير الأحزان : ص ۸۵ .

3.الخَفَرُ : شِدَّةُ الحياء (الصحاح : ج ۲ ص ۶۴۹ «خفر») .

4.خَتَلَهُ : خَدَعَهُ وَرَاوَغَهُ (النهاية : ج ۲ ص ۹ «ختل») .

5.رقأت الدمعة : جفّت وانقطعت (لسان العرب : ج ۱ ص ۸۸ «رقأ») .

6.النحل : ۹۲ .

7.الصلف : التمدّح بما ليس عندك (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۲۷ «صلف») .

8.النَطَفُ : التَلَطُّخ بالعيب ، وقد نَطِفَ الرجل : إذا اتُّهم بريبة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۳۴ «نطف») .

9.الشَّنَفُ : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970569
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به