فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتَنوحونَ وتَبكونَ مِن أجِلنا ؟ فَمَن ذَا الَّذي قَتَلَنا ؟ !۱
۱۵۰۳.مثير الأحزان : لَمّا قارَبوا [أي حَمَلَةُ رُؤوسِ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ] الكوفَةَ ، كانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِالنُّخَيلَةِ وهِيَ العَبّاسِيَّةُ ، ودَخَلَ لَيلاً ... وَاجتَمَعَ النّاسُ لِلنَّظَرِ إلى سَبيِ آلِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ ، فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكوفَةِ .
وقالَت : مِن أيِّ الاُسارى أنتُنَّ ؟ فَقُلنَ : نَحنُ اُسارى مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَنَزَلَت وجَمَعَت مُلاءً وإزاراً ومَقانِعَ ، وأعطَتهُنَّ فَتَغَطَّينَ .۲
6 / 4
خُطبَةُ زَينَبَ عليها السلام في أهلِ الكوفَةِ
۱۵۰۴.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير : رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيٍّ عليه السلام ولَم أرَ خَفِرَةً۳قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تُفرِغُ عَن لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَ : وقَد أومَأَت إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ ، وسَكَتَتِ الأَصواتُ ، فَقالَت : الحَمدُ للَّهِِ وَالصَّلاةُ عَلى أبي رَسولِ اللَّهِ ، أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، ويا أهلَ الخَتلِ۴ وَالخَذلِ ، فَلا رَقَأَتِ۵ العَبرَةُ ، ولا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ ، فَما مَثَلُكُم إلّا «كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَنَكُمْ دَخَلَا بَيْنَكُمْ »۶ .
ألا وهَل فيكُم إلَّا الصَّلَفُ۷النَّطَفُ۸ ، وَالصَّدَرُ الشَّنَفُ۹ ، خَوّارونَ فِي اللِّقاءِ ، عاجِزونَ عَنِ الأَعداءِ ، ناكِثونَ لِلبَيعَةِ ، مُضَيِّعونَ لِلذِّمَّةِ ، فَبِئسَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسُكُم أن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيكُم ،
1.الملهوف : ص ۱۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .
2.مثير الأحزان : ص ۸۵ .
3.الخَفَرُ : شِدَّةُ الحياء (الصحاح : ج ۲ ص ۶۴۹ «خفر») .
4.خَتَلَهُ : خَدَعَهُ وَرَاوَغَهُ (النهاية : ج ۲ ص ۹ «ختل») .
5.رقأت الدمعة : جفّت وانقطعت (لسان العرب : ج ۱ ص ۸۸ «رقأ») .
6.النحل : ۹۲ .
7.الصلف : التمدّح بما ليس عندك (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۲۷ «صلف») .
8.النَطَفُ : التَلَطُّخ بالعيب ، وقد نَطِفَ الرجل : إذا اتُّهم بريبة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۳۴ «نطف») .
9.الشَّنَفُ : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .