1053
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

مَرجانَةَ .
قالَ الرّاوي : فَغَضِبَ وكَأَنَّهُ هَمَّ بِها .
فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ : أيُّهَا الأَميرُ إنَّهَا امرَأَةٌ ، وَالمَرأَةُ لا تُؤاخَذُ بِشَي‏ءٍ مِن مَنطِقِها .
فَقالَ لَهَا ابنُ زِيادٍ : لَقَد شَفَى اللَّهُ قَلبي مِن طاغِيَتِكِ الحُسَينِ وَالعُصاةِ المَرَدَةِ مِن أهلِ بَيتِكِ !
فَقالَت : لَعَمري لَقَد قَتَلتَ كَهلي ، وقَطَعتَ فَرعي ، وَاجتَثَثتَ أصلي ، فَإِن كانَ هذا شِفاؤَكَ فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ : هذِهِ سَجّاعَةٌ ، ولَعَمري لَقَد كانَ أبوكَ شاعِراً (سَجّاعاً)۱ ، فَقالَت : يَابنَ زِيادٍ ما لِلمَرأَةِ وَالسَّجاعَةَ .۲

۱۵۲۴.الأمالي للصدوق عن حاجب عبيد اللَّه بن زياد : إنَّ ابنَ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ دَعا بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وَالنِّسوَةِ ، وأحضَرَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام فيهِم .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي فَضَحَكُم وقَتَلَكُم ، وأكذَبَ أحاديثَكُم .
فَقالَت زَينَبُ عليها السلام : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أكرَمَنا بِمُحَمَّدٍ وطَهَّرَنا تَطهيراً ، إنَّما يَفضَحُ اللَّهُ الفاسِقَ ويُكذِبُ الفاجِرَ .
قالَ : كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللَّهِ بِكُم أهلَ البَيتِ ؟
قالَت : كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ ، فَبَرَزوا إلى‏ مَضاجِعِهِم ، وسَيَجمَعُ اللَّهُ بَينَكَ وبَينَهُم فَتَتَحاكَمونَ عِندَهُ . فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلَيها ، وهَمَّ بِها ، فَسَكَّنَ مِنهُ عَمرُو بنُ حَُريثٍ .
فَقالَت زَينَبُ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مَا ارتَكَبتَ مِنّا ، فَلَقَد قَتَلتَ رِجالَنا ، وقَطَعتَ أصلَنا ، وأبَحتَ حَريمَنا ، وسَبَيتَ نِساءَنا وذَرارِيَّنا ، فَإِن كانَ ذلِكَ لِلاِشتِفاءِ فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَأَمَرَ ابنُ زِيادٍ بِرَدِّهِم إلَى السِّجنِ وبَعَثَ البَشائِرَ إلَى النّواحي بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ أمَرَ بِالسَّبايا ورَأس الحُسَينِ عليه السلام فَحُمِلوا إلَى الشّامِ .۳

1.ما بين القوسين أثبتناه من بعض نسخ المصدر .

2.الملهوف : ص ۲۰۰ ، مثير الأحزان : ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۵ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۲ كلّها نحوه وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۴ .

3.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۹ الرقم ۲۴۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۴ الرقم ۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1052

هِيَ امرَأَةٌ ، وهَل تُؤاخَذُ المَرأَةُ بِشَي‏ءٍ مِن مَنطِقِها ؟ إنَّها لا تُؤاخَذُ بِقَولٍ ، ولا تُلامُ عَلى‏ خَطَلٍ .۱
فَقالَ لَهَا ابنُ زِيادٍ : قَد أشفَى اللَّهُ نَفسي مِن طاغِيَتِكِ ، وَالعُصاةِ المَرَدَةِ مِن أهلِ بَيتِكِ .
قالَ : فَبَكَت ، ثُمَّ قالَت : لَعَمري لَقَد قَتَلتَ كَهلي ، وأبَرتَ‏۲ أهلي ، وقَطَّعتَ فَرعي ، وَاجتَثَثتَ أصلي ، فَإِن يَشفِكَ هذا فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَقالَ لَها عُبَيدُ اللَّهِ : هذِهِ شَجاعَةٌ۳ ، قَد لَعَمري كانَ أبوكَ شاعِراً شُجاعاً .
قالَت : ما لِلمَرأَةِ وَالشَّجاعَةَ ! إنَّ لي عَنِ الشَّجاعَةِ لَشُغُلاً ، ولكِنَّ نَفثي‏۴ ما أقولُ .۵

۱۵۲۳.الملهوف : إنَّ ابنَ زِيادٍ جَلَسَ فِي القَصرِ ، وأذِنَ إذناً عامّاً ، وجي‏ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام فَوُضِعَ بَينَ يَدَيهِ ، واُدخِلَ نِساءُ الحُسَينِ عليه السلام وصِبيانُهُ إلَيهِ .
فَجَلَسَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليها السلام مُتَنَكِّرَةً ، فَسَأَلَ عَنها ، فَقيلَ : هذِهِ زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليها السلام .
فَأَقبَلَ عَلَيها وقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي فَضَحَكُم وأكذَبَ اُحدوثَتَكُم !
فَقالَت : إنَّما يَفتَضِحُ الفاسِقُ ويُكَذَّبُ الفاجِرُ ، وهُوَ غَيرُنا .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللَّهِ بِأَخيكِ وأهلِ بَيتِكِ ؟
فَقالَت : ما رَأَيتُ إلّا جَميلاً ، هؤُلاءِ قَومٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيهِمُ القَتلَ ، فَبَرَزوا إلى‏ مَضاجِعِهِم ، وسَيَجمَعُ اللَّهُ بَينَكَ وبَينَهُم ، فَتُحاجُّ وتُخاصَمُ ، فَانظُر لِمَنِ الفَلجُ‏۶يَومَئِذٍ ، هَبِلَتكَ‏۷ اُمُّكَ يَابنَ

1.الخَطَلُ : المنطق الفاسد (النهاية : ج ۲ ص ۵۰ «خطل») .

2.أبَرَ القَومَ : أهْلَكَهُم (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر») .

3.في الإرشاد وإعلام الورى‏ وكشف الغمّة : «سجاعة» بدل «شجاعة» في هذا المورد وما بعده ، والظاهر أنّه الصواب، ويؤيّده السّياق والنقل التالي له . قال الفيّومي : سَجَعَ الرجل كلامه : نظمه إذ جعل لكلامه فواصل كقوافي الشعر ولم يكن موزوناً (المصباح المنير : ص ۲۶۷ «سجع») .

4.نَفَثَ في رُوْعي : أي أوحى وألقى (النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نفث») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۵ كلّها نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۸ .

6.الفَلَجُ : الظَفَرُ والفَوزُ (الصحاح : ج ۱ ص ۳۳۵ «فلج») .

7.هَبِلَتْهُ اُمُّهُ : أي ثَكِلَتْهُ ... والثَّكولُ : من النساء التي لا يبقى لها ولد (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۰ «ثكل») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971331
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به