۱۵۲۸.الملهوف : التَفَتَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : مَن هذا ؟ فَقيلَ : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ . فَقالَ : ألَيسَ قَد قَتَلَ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : قَد كانَ لي أخٌ يُسَمّى عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ قَتَلَهُ النّاسُ . فَقالَ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» . فَقالَ ابنُ زِيادٍ : وبِكَ جُرأَةٌ عَلى جَوابي ؟ اِذهَبوا بِهِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ .
فَسَمِعَت بِهِ عَمَّتُهُ زَينَبُ عليها السلام ، فَقالَت : يَابنَ زِيادٍ ، إنَّكَ لَم تُبقِ مِنّا أحَداً ، فَإِن كُنتَ عَزَمتَ عَلى قَتلِهِ فَاقتُلني مَعَهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ لِعَمَّتِهِ : اُسكُتي يا عَمَّةُ حَتّى اُكَلِّمَهُ . ثُمَّ أقبَلَ إلَيهِ فَقالَ : أبِالقَتلِ تُهَدِّدُني يَابنَ زِيادٍ ، أما عَلِمتَ أنَّ القَتلَ لَنا عادَةٌ وكَرامَتَنَا الشَّهادَةُ۱ ؟
۱۵۲۹.تذكرة الخواصّ عن هشام : لَمّا حَضَرَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ الأَصغَرُ عليه السلام مَعَ النِّساءِ عِندَ ابنِ زِيادٍ وكانَ مَريضاً ، قالَ ابنُ زِيادٍ : كَيفَ سَلِمَ هذا ؟! اُقتُلوهُ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، إن قَتَلتَهُ ، فَاقتُلني مَعَهُ ، وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يَابنَ زِيادٍ إن كُنتَ قاتِلي فَانظُر إلى هذِهِ النِّسوَةِ ، مَن بَينَهُ وبَينَهُنَّ قَرابَةٌ يَكونُ مَعَهُنَّ ؟! فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أنتَ وذاكَ .۲
۱۵۳۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن عليّ بن حسين [زين العابدين] عليه السلام : فَغَيَّبَني رَجُلٌ مِنهُم وأكرَمَ نُزُلي وَاحتَضَنَني ، وجَعَلَ يَبكي كُلَّما خَرَجَ ودَخَلَ ، حَتّى كُنتُ أقولُ : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ وَفاءٌ فَعِندَ هذا . إلى أن نادى مُنادِي۳ ابنِ زِيادٍ : ألا مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ حُسَينٍ فَليَأتِ بِهِ ، فَقَد جَعَلنا فيهِ ثَلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ .
قالَ : فَدَخَلَ - وَاللَّهِ - عَلَيَّ وهُوَ يَبكي ، وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى عُنُقي ! وهُوَ يَقولُ : أخافُ ! فَأَخرَجَني وَاللَّهِ إلَيهِم مَربوطاً حَتّى دَفَعَني إلَيهِم ، وأخَذَ ثَلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ وأنَا أنظُرُ إلَيها .