1057
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قُلتُ : كانَ أخي ، وقَد قَتَلَهُ النّاسُ .
قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : بَل قَتَلَهُ اللَّهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا» .۱
فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ اللَّعينُ بِقَتلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، اُناشِدُكَ اللَّهَ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ .۲

كلام حول الروايات المتعلّقة باختفاء الإمام زين العابدين عليه السلام‏

جاء في عدد من الروايات السالفة أنّه بعد واقعة كربلاء أخذ أحدُ أفراد العدوّ الإمامَ عليّ بن الحسين عليه السلام إلى بيته بشكل سرّي ومنفصل عن الأسرى الآخرين ، واستضافه أيّاماً حتّى عيّن ابن زياد جائزة للعثور عليه، فسلّم الإمام إلى ابن زياد وهو موثّق بالحبال خوفاً من أن يقتل .۳
ولكنّ هذا القسم من الروايات لا يبدو صحيحاً ؛ لأنّه يتعارض مع جميع الروايات الدالّة على حضور عليّ بن الحسين عليه السلام مع سائر الأسرى،۴ لا سيّما الرواية المتعلّقة بإسكات عمّته الفاضلة ،۵ ورواية خطبته في الكوفة ،۶المتقدّمتين .
مضافاً إلى ذلك ، فإنّ من المستبعد أن يغفل عن غياب شخصيّة مثل عليّ بن الحسين عليه السلام من بين الأسرى، والأبعد من ذلك موافقة الإمام عليه السلام على الاختفاء منفصلاً عن سائر أهل البيت !

1.الزمر : ۴۲ .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۶ و ص ۲۵۰ نحوه .

3.راجع : ص ۱۰۵۵ ح ۱۵۳۰ وص ۱۰۵۶ ح ۱۵۳۱ .

4.راجع : ص ۱۰۳۰ (إشخاص أهل البيت إلى الكوفة) وص ۱۰۳۱ (وداع أهل البيت مع الشهداء).

5.راجع: ص ۱۰۳۶ (خطبة زينب عليها السلام في أهل الكوفة).

6.راجع : ص ۱۰۴۵ (خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في أهل الكوفة).


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1056

فَاُخِذتُ فَاُدخِلتُ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : مَا اسمُكَ ؟ فَقُلتُ : عَلِيُّ بنُ حُسَينٍ ، قالَ : أوَ لَم يَقتُلِ اللَّهُ عَلِيّاً ؟ قالَ : قُلتُ كانَ لي أخٌ يُقالُ لَهُ عَلِيٌّ أكبَرُ مِنّي قَتَلَهُ النّاسُ ، قالَ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ ، قُلتُ : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» .۱ فَأَمَرَ بِقَتلِهِ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ يَابنَ زِيادٍ : حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، أسأَلُكَ بِاللَّهِ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ ، فَتَرَكَهُ .۲

۱۵۳۱.شرح الأخبار- في بَيانِ الوَقائِعِ ما بَعدَ الشَّهادَةِ -: ... ومَضَوا بِعَليِّ بنِ الحُسَينِ الأَكبَرِ الباقي مِن وُلدِهِ وهُوَ شَديدُ العلّة ... وقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : فَما فَهِمتُهُ وعَقَلتُهُ مَعَ عِلَّتي وشِدَّتِها أنَّهُ اُتِيَ بي إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا رَأى‏ ما بي أعرَضَ عَنّي ، فَبَقيتُ مَطروحاً لِما بي .
فَأَتاني رَجَلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، فَاحتَمَلَني ، فَمَضى‏ بي وهُوَ يَبكي ، وقالَ لي :
يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنّي أخافُ عَلَيكَ فَكُن عِندي .
ومَضى‏ بي إلى‏ رَحلِهِ وأكرَمَ نُزُلي ، وكانَ كُلَّما نَظَرَ إلَيَّ يَبكي .
فَكُنتُ أقولُ في نَفسي : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِن هؤُلاءِ خَيرٌ فَعِندَ هذَا الرَّجُلِ .
فَلَمّا صِرنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ سَأَلَ عَنّي .
فَقيلَ : قَد تُرِكَ . وطُلبِتُ فَلَم اُوجَد ، فَنادى‏ مُنادٍ : مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، فَليَأتِ بِهِ ولَهُ ثَلاثُمِئَةِ دِرهَمٍ .
فَدَخَلَ عَلَيَّ الرَّجُلُ الَّذي كُنتُ عِندَهُ - وهُوَ يَبكي - وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى‏ عُنُقي ، ويَقولُ : أخافُ عَلى‏ نَفسي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إن سَتَرتُكَ عَنهُم أن يَقتُلوني .
فَدَفَعَني إلَيهِم مَربوطاً ، وأخَذَ الثَّلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ وأنَا أنظُرُ إلَيهِ .
ومُضِيَ بي إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ اللَّعينِ ، فَلَمّا صِرتُ بَينَ يَدَيهِ قالَ : مَن أنتَ ؟ قُلتُ : أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ .
قالَ : أوَ لَم يَقتُلِ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟

1.الزمر : ۴۲ .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۶۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970580
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به