قُلتُ : كانَ أخي ، وقَد قَتَلَهُ النّاسُ .
قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : بَل قَتَلَهُ اللَّهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا» .۱
فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ اللَّعينُ بِقَتلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، اُناشِدُكَ اللَّهَ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ .۲
كلام حول الروايات المتعلّقة باختفاء الإمام زين العابدين عليه السلام
جاء في عدد من الروايات السالفة أنّه بعد واقعة كربلاء أخذ أحدُ أفراد العدوّ الإمامَ عليّ بن الحسين عليه السلام إلى بيته بشكل سرّي ومنفصل عن الأسرى الآخرين ، واستضافه أيّاماً حتّى عيّن ابن زياد جائزة للعثور عليه، فسلّم الإمام إلى ابن زياد وهو موثّق بالحبال خوفاً من أن يقتل .۳
ولكنّ هذا القسم من الروايات لا يبدو صحيحاً ؛ لأنّه يتعارض مع جميع الروايات الدالّة على حضور عليّ بن الحسين عليه السلام مع سائر الأسرى،۴ لا سيّما الرواية المتعلّقة بإسكات عمّته الفاضلة ،۵ ورواية خطبته في الكوفة ،۶المتقدّمتين .
مضافاً إلى ذلك ، فإنّ من المستبعد أن يغفل عن غياب شخصيّة مثل عليّ بن الحسين عليه السلام من بين الأسرى، والأبعد من ذلك موافقة الإمام عليه السلام على الاختفاء منفصلاً عن سائر أهل البيت !
1.الزمر : ۴۲ .
2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۶ و ص ۲۵۰ نحوه .
3.راجع : ص ۱۰۵۵ ح ۱۵۳۰ وص ۱۰۵۶ ح ۱۵۳۱ .
4.راجع : ص ۱۰۳۰ (إشخاص أهل البيت إلى الكوفة) وص ۱۰۳۱ (وداع أهل البيت مع الشهداء).
5.راجع: ص ۱۰۳۶ (خطبة زينب عليها السلام في أهل الكوفة).
6.راجع : ص ۱۰۴۵ (خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في أهل الكوفة).