1059
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

إنَّ الكَذّابَ أنتَ وأبوكَ ، وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ، تَقتُلُ أولادَ النَّبِيّينَ وتَقومُ عَلَى المِنبَرِ مَقامَ الصِّدّيقينَ !
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، فَأَخَذَتهُ الجَلاوِزَةُ ، فَنادى‏ بِشِعارِ الأَزدِ ، فَاجتَمَعَ مِنهُم سَبعُمِئَةِ رَجُلٍ فَانتَزَعوهُ مِنَ الجَلاوِزَةِ ، فَلَمّا كانَ اللَّيلُ أرسَلَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ مَن أخرَجَهُ مِن بَيتِهِ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ وصَلَبَهُ فِي السَّبَخَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ .۱

۱۵۳۴.أنساب الأشراف : خَطَبَ ابنُ زِيادٍ فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ وشيعَتَهُ . فَوَثَبَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأزَدِيُّ ثُمَّ الغامِدِيُّ ، وكانَ شيعِيّاً ، وكانَت عَينُهُ اليُسرى‏ ذَهَبَت يَومَ الجَمَلِ وَاليُمنى‏ يَومَ صِفّينَ ، وكانَ لا يُفارِقُ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَلَمّا سَمِعَ مَقالَةَ ابنِ زِيادٍ ، قالَ لَهُ : يَابنَ مَرجانَةَ ! إنَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ أنتَ وأبوكَ وَالَّذي وَلّاهُ وأبوهُ ! يَابنَ مَرجانَةَ ! أتَقتُلونَ أبناءَ النَّبِيّينَ وتَتَكَلَّمونَ بِكَلامِ الصِّدّيقينَ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، فَنادى‏ بِشِعارِ الأَزدِ : مَبرورُ يا مَبرورُ ! وحاضِرُوا الكوفَةِ مِنَ الأَزدِ يَومَئِذٍ سَبعُمِئَةٍ فَوَثَبوا فَتَخَلَّصوهُ حَتّى‏ أتَوا بِهِ أهلَهُ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ لِلأَشرافِ : أما رَأَيتُم ما صَنَعَ هؤُلاءِ ؟ قالوا : بَلى‏ . قالَ : فَسيروا أنتُم - يا أهلَ اليَمَنِ - حَتّى‏ تَأتوني بِصاحِبِكُم ، وَامتَثَلَ صَنيعَ أبيهِ في حُجرٍ حينَ بَعَثَ أهلَ اليَمَنِ .
وأشارَ عَلَيهِ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بِأَن يُحبَسَ كُلُّ مَن كانَ فِي المَسجِدِ مِنَ الأَزدِ ، فَحُبِسَوا وفيهِم عَبدُ الرَّحمنِ بنُ مِخنَفٍ وغَيرُهُ ، فَاقتَتَلَتِ الأَزدُ وأهلُ اليَمَنِ قِتالاً شَديداً .
وَاستَبطَأَ ابنُ زِيادٍ أهلَ اليَمَنِ ، فَقالَ لِرَسولٍ بَعَثَهُ إلَيهِم : اُنظُر ما بَينَهُم ؟ [فَأَتاهُم‏] فَرَأى‏ أشَدَّ قَتلٍ ، فَقالوا : قُل لِلأَميرِ إنَّكَ لَم تَبعَثنا إلى‏ نَبَطِ۲ الجَزيرَةِ ولا جَرامِقَةِ۳ المَوصِلِ ، إنَّما بَعَثتَنا إلَى الأَزدِ ، إلى‏ اُسودِ الأَجَمِ‏۴ ، لَيسوا بِبَيضَةٍ تُحسى‏ ولا حَرمَلَةٍ۵توطَأُ .

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۷ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۱ .

2.النَّبَطُ : جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ، ثمّ استعمل في أخلاط الناس وعوامّهم (المصباح المنير : ص ۵۹۰ «نبط») .

3.الجرامقة : قوم بالموصل أصلهم من العجم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۵۴ «جرمق») .

4.الاُجَمَةُ : من القصب ، والجمع أجمات وأجَم واُجُم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۸ «أجم») .

5.حرملة : اسم نبات (راجع : تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۴۷ «حرمل») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1058

6 / 12

وُقوفُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَفيفٍ أمامَ ابنِ زِيادٍ وفَوزُهُ بِالشَّهادَةِ ۱

۱۵۳۲.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَمّا دَخَلَ عُبَيدُ اللَّهِ القَصرَ ودَخَلَ النّاسُ ، نودِيَ الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وشيعَتَهُ .
فَلَم يَفرُغِ ابنُ زِيادٍ مِن مَقالَتِهِ ، حَتّى‏ وَثَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ ثُمَّ الغامِدِيُّ ثُمَّ أحَدُ بَني والِبَةَ ، وكانَ مِن شيعَةِ عَلِىٍّ عليه السلام ، وكانَت عَينُهُ اليُسرى‏ ذَهَبَت يَومَ الجَمَلِ مَعَ عَلِيِّ عليه السلام، فَلَمّا كانَ يَومَ صِفّينَ ضُرِبَ عَلى‏ رَأسِهِ ضَربَةٌ واُخرى‏ عَلى‏ حاجِبِهِ فَذَهَبَت عَينُهُ الاُخرى‏ ، فَكانَ لا يَكادُ يُفارِقُ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، يُصَلّي فيهِ إلَى اللَّيلِ ثُمَّ يَنصَرِفُ .
قالَ : فَلَمّا سَمِعَ مَقالَةَ ابنِ زِيادٍ ، قالَ : يَابنَ مَرجانَةَ ! إنَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ أنتَ وأبوكَ وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ! أتَقتُلونَ أبناءَ النَّبِيّينَ وتَكَلَّمونَ بِكَلامِ الصِّدّيقينَ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، قالَ : فَوَثَبَت عَلَيهِ الجَلاوِزَةُ۲فَأَخَذوهُ .
قالَ : فَنادى‏ بِشِعارِ الأَزدِ : يا مَبرورُ ، قالَ : وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ مِخنَفٍ الأَزدِيُّ جالِسٌ ، فَقالَ : وَيحَ غَيرِكَ ! أهلَكتَ نَفسَكَ وأهلَكتَ قَومَكَ ! قالَ : وحاضِرُ الكوفَةِ يَومَئِذٍ مِنَ الأَزدِ سَبعُمِئَةِ مُقاتِلٍ ، قالَ : فَوَثَبَ إلَيهِ فِتيَةٌ مِنَ الأَزدِ فَانتَزَعوهُ ، فَأَتَوا بِهِ أهلَهُ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ مَن أتاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ ، وأمَرَ بِصَلبِهِ فِي السَّبَخَةِ ، فَصُلِبَ هُنالِكَ .۳

۱۵۳۳.الإرشاد : دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] المَسجِدَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ وشيعَتَهُ .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ - وكانَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام - فَقالَ : يا عَدُوَّ اللَّهِ ،

1.وقعت هذه الحادثة بعد صدامات ابن زياد مع أهل البيت في دار الإمارة كما في الإرشاد .

2.الجِلواز : الشرطي ، والجمع الجلاوزة (الصحاح : ج ۳ ص ۸۶۹ «جلز») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۵ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۲ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۴ كلّها نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۹ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977903
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به