107
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

كما أشار عيسى عليه السلام إلى مصيبةالحسين عليه السلام عند مروره بكربلاء وبكى‏لمصائبه مع حوارييّه.۱
وأشار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام مراراً إلى أحداث كربلاء الدامية ، وأراقا الدموع مع فاطمة الزهراء عليها السلام على فلذة أكبادهم .۲

2. أوّل من رثى‏ سيّد الشهداء عليه السلام بعد واقعة كربلاء

أوّل من رثى‏ سيّد الشهداء وأصحابه بعد حادثة عاشوراء هو ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام ، واُخته الفاضلة زينب الكبرى، وبنتا الإمام (اُمّ كلثوم وفاطمة الصغرى) ، وزوجته الرباب ، حيث واصلوا طريق سيّد الشهداء بمراثيهم الهادفة في كربلاء والكوفة والشام .۳
وأمّا في المدينة ، فقد كانت اُمّ سلمة زوجة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، أوّل من رثى الإمام الحسين عليه السلام بعد شهادته . يقول اليعقوبي في هذا المجال :
كانَ أوَّلُ صارِخَةٍ صَرَخَت فِي المَدينَةِ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسولِ اللَّهِ .۴

3. لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه السلام‏

أوّل من لبس السواد في عزاء الإمام الحسين عليه السلام هو اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ونساء بني هاشم.۵
وهذا السلوك له دلالة على أنّ لبس السواد كان له جذور في السنّة النبويّة۶ ، وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضاً، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة، بحيث عُرِفوا في‏التارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون:
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى‏ .۷

1.راجع : ص ۱۳۵۹ (الفصل الرابع / بكاء عيسى عليه السلام) .

2.راجع : ص ۱۳۶۱ (الفصل الرابع / بكاء النبي صلى اللَّه عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام) وص ۱۳۶۳ (بكاء أبيه الإمام علي عليه السلام) وص ۱۳۶۵ (بكاء اُمّه فاطمةعليها السلام بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله) .

3.راجع : ص ۱۳۱۵ (الفصل الأوّل / أوّل من أقام المأتم) وموسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۶ ص ۳۲۱ (القسم الثاني عشر / الفصل الأوّل : نماذج من المراثي التي اُنشدت في القرن الأوّل) .

4.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ .

5.راجع : ص ۱۳۲۸ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام) .

6.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى اللَّه عليه و آله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثاً» أي البسي السواد ثلاثة أيّام (راجع : فتح الباري : ج‏۹ ص‏۴۲۹ ، لسان العرب : ج‏۱ ص‏۴۷۲ «سلب») .

7.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
106

( 1 )

مكانة إقامة العزاء في كلام الأئمّة عليهم السلام وسيرتهم‏

استناداً إلى مجموعة من الروايات ، فإنّ أهل بيت الرسالة دعَوا إلى إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه، وقراءة المراثي والبكاء لما حلّ بهم، وخاصّة في العشرة الاُولى من المحرّم ، وبالأخصّ في يوم عاشوراء .
وفي الحقيقة فإنّ إقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن حبّ أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله الذين أوجب القرآن مودّتهم :
«قُل لَّا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏» .۱
وإقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن المواساة في أكبر المصائب التي حلّت بأهل البيت عليهم السلام ، بل حلّت على الإسلام في الحقيقة .
وقد أكّد أئمّة أهل البيت عليهم السلام على أهمّية إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام ، وإحياء هذه المراسم بأنحاءٍ مختلفة ، فبالإضافة إلى التأكيدات القولية المباشرة، أكّدوا عليها بأشكالٍ اُخرى أيضاً ، وفيما يلي نشير إلى بعضها :

1 . من رثى سيّد الشهداء عليه السلام قبل حادثة كربلاء

حسب ما ورد في الأخبار المأثورة ، فإنّ اللَّه تعالى هو أوّل من رثى‏ سيّد الشهداء قبل حادثة كربلاء ، حيث أنبأ آدمَ أبا البشر وإبراهيمَ الخليل‏۲ وخاتمَ الأنبياء۳بالمصائب التي ستحلّ على سيّد الشهداء عليه السلام ؛ فبكوا لها .

1.الشورى : ۲۳ .

2.راجع : ص ۱۳۵۸ (الفصل الرابع / بكاء إبراهيم عليه السلام) .

3.راجع : ص ۱۳۶۱ (الفصل الرابع / بكاء النبي صلى اللَّه عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام) وعبرات المصطفين في مقتل الحسين عليه السلام : ج ۱ ص ۳۱ - ۴۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976486
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به