1065
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : فَكَيفَ لا أعرِفُ مُحَمَّداً وهُوَ نَبِيّي!
قالَ : أفَتَعرِفُ جَعفَرَ بنَ أبي طالِبٍ ؟
قالَ : وكَيفَ لا أعرِفُ جَعفَراً ، وقَد أنبَتَ اللَّهُ لَهُ جَناحَينِ يَطيرُ بِهِما مَعَ المَلائِكَةِ كَيفَ يَشاءُ!
قالَ : أفَتَعرِفُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ؟
قالَ : وكَيفَ لا أعرِفُ عَلِيّاً ، وهُوَ ابنُ عَمِّ نَبِيّي وأخو نَبِيّي! قالَ لَهُ : يا شَيخُ ، فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، ونَحنُ مِن وُلدِ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، بِيَدِكَ اُسارى‏ ، نَسأَلُكَ مِن طَيِّبِ الطَّعامِ فَلا تُطعِمُنا، ومِن بارِدِ الشَّرابِ فَلا تَسقينا، وقَد ضَيَّقتَ عَلَينا سِجنَنا .
فَانكَبَّ الشَّيخُ عَلى‏ أقدامِهِما يُقَبِّلُهُما ويَقولُ: نَفسي لِنَفسِكُمَا الفِداءُ، ووَجهي لِوَجهِكُمَا الوِقاءُ، يا عِترَةَ نَبِيِّ اللَّهِ المُصطَفى‏، هذا بابُ الِّسجنِ بَينَ يَدَيكُما مَفتوحٌ، فَخُذا أيَّ طَريقٍ شِئتُما .
فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ أتاهُما بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ ووَقَّفَهُما عَلَى الطَّريقِ، وقالَ لَهُما: سيرا - يا حَبيبَيَّ - اللَّيلَ ، وَاكمُنَا النَّهارَ حَتّى‏ يَجعَلَ اللَّهُ عزّ وجلّ لَكُما مِن أمرِكُما فَرَجاً ومَخرَجاً . فَفَعَلَ الغُلامانِ ذلِكَ .
فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ، انتَهَيا إلى‏ عَجوزٍ عَلى‏ بابٍ، فَقالا لَها: يا عَجوزُ، إنّا غُلامانِ صَغيرانِ غَريبانِ حَدَثانِ غَيرُ خَبيرَينِ بِالطَّريقِ، وهذَا اللَّيلُ قَد جَنَّنا، أضيفينا سَوادَ لَيلَتِنا هذِهِ، فَإِذا أصبَحنا لَزِمنَا الطَّريقَ. فَقالَت لَهُما: فَمَن أنتُما يا حَبيبَيَّ ؟ فَقَد شَمَمتُ الرَّوائِحَ كُلَّها ، فَما شَمَمتُ رائِحَةً أطيَبَ مِن رائِحَتِكُما، فَقالا لَها: يا عَجوزُ، نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، هَرَبنا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ مِنَ القَتلِ .
قالَتِ العَجوزُ : يا حَبيبَيَّ ! إنَّ لي خَتُناً فاسِقاً ، قَد شَهِدَ الواقِعَةَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، أتَخَوَّفُ أن يُصيبَكُما هاهُنا فَيَقتُلَكُما . قالا: سَوادَ لَيلَتِنا هذِهِ ، فَإِذا أصبَحنا لَزِمنا الطَّريقَ . فَقالَت : سَآتيكُما بِطَعامٍ .
ثُمَّ أتَتهُما بِطَعامٍ فَأَكَلا وشَرِبا. فَلَمّا وَلَجَا الفِراشَ قالَ الصَّغيرُ لِلكَبيرِ: يا أخي، إنّا نَرجو أن نَكونَ قَد أمِنّا لَيلَتَنا هذِهِ، فَتَعالَ حَتّى‏ اُعانِقَكَ وتُعانِقَني وأشُمَّ رائِحَتَكَ وتَشُمَّ رائِحَتي قَبلَ أن يُفَرِّقَ المَوتُ بَينَنا. فَفَعَلَ الغُلامانِ ذلِكَ، وَاعتَنَقا وناما .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1064

رَجُلاً مِن طَيِّئٍ فَلَجَآ إلَيهِ فَضَرَبَ أعناقَهُما وجاءَ بِرُؤوسِهِما حَتّى‏ وَضَعَهُما بَينَ يَدَيِ ابنِ زِيادٍ ، قالَ فَهَمَّ بِضَربِ عُنُقِهِ وأمَرَ بِدارِهِ فَهُدِّمَت .۱

۱۵۴۲.أنساب الأشراف : لَجَأَ ابنانِ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ إلى‏ رَجُلٍ مِن طَيِّئٍ فَضَرَبَ أعناقَهُما وأتى‏ ابنَ زِيادٍ بِرُؤوسِهِما ، فَهَمَّ بِضَربِ عُنُقِهِ وأمَرَ بِدارِهِ فَهُدِّمَت .۲

۱۵۴۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : وقَد كانَ ابنا عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ لَجَآ إلَى امرَأَةِ عَبدِ اللَّهِ بنِ قُطبَةَ الطّائِيِّ ثُمَّ النَّبهانِيِّ ، وكانا غُلامَينِ لَم يَبلُغا. وقَد كانَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أمَرَ مُنادِياً فَنادى‏ : مَن جاءَ بِرَأسٍ فَلَهُ ألفُ دِرهَمٍ .
فَجاءَ ابنُ قُطبَةَ إلى‏ مَنزِلِهِ فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : إنَّ غُلامَينِ لَجَآ إلَينا فَهَل لَكَ أن تُشرِفَ بِهِما فَتَبعَثَ بِهِما إلى‏ أهلِهِما بِالمَدينَةِ ؟ قالَ : نَعَم أرِنيهِما .
فَلَمّا رَآهُما ذَبَحَهُما وجاءَ بِرُؤوسِهِما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَلَم يُعطِهِ شَيئاً، فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ: وَدِدتُ أنَّهُ كانَ جاءَني بِهِما حَيَّينِ فَمَنَنتُ بِهِما عَلى‏ أبي جَعفَرٍ - يَعني عَبدَ اللَّهِ بنَ جَعفَرٍ - .
وبَلَغَ ذلِكَ عَبدَ اللَّهِ بنَ جَعفَرٍ فَقالَ : وَدِدتُ أنَّهُ كانَ جاءَنى بِهِما فَأَعطَيتُهُ ألفَي ألفٍ .۳

۱۵۴۴.الأمالي للصدوق عَن حُمرانَ بنِ أعيَنَ عَن أبي مُحَمَّدٍ شَيخٍ لِأَهلِ الكوفَةِ : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ عليهما السلام اُسِرَ مِن مُعَسكَرِهِ غُلامانِ صَغيرانِ ، فَاُتِيَ بِهِما عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، فَدَعا سَجّاناً لَهُ ، فَقالَ : خُذ هذَينِ الغُلامَينِ إلَيكَ ، فَمِن طَيِّبِ الطَّعامِ فَلا تُطعِمهُما، ومِنَ البارِدِ فَلا تَسقِهِما ، وضَيِّق عَلَيهِما سِجنَهُما، وكانَ الغُلامانِ يَصومانِ النَّهارَ، فَإِذا جَنَّهُمَا اللَّيلُ اُتِيا بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكَوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ .
فَلَمّا طالَ بِالغُلامَينِ المَكثُ حَتّى‏ صارا فِي السَّنَةِ، قالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: يا أخي، قَد طالَ بِنا مَكثُنا، ويوشِكُ أن تفنى‏ أعمارُنا وتبلى‏ أبدانُنا ، فَإِذا جاءَ الشَّيخُ فَأَعلِمهُ مَكانَنا ، وتَقَرَّب إلَيهِ بِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله لَعَلَّهُ يُوسِّعُ عَلَينا في طَعامِنا، ويَزيدُ في شَرابِنا.
فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ أقبَلَ الشَّيخُ إلَيهِما بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ، فَقالَ لَهُ الغُلامُ الصَّغيرُ : يا شَيخُ ، أتَعرِفُ مُحَمَّداً ؟

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۳ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۳۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۵ .

2.أنساب الأشراف: ج‏۳ ص ۴۲۴ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج ۱ ص ۴۷۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2002788
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به