1069
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

جِئتَني بِهِما حَيَّينِ، فَكُنتُ اُضعِفُ لَكَ الجائِزَةَ، وأجعَلُها أربَعَةَ آلافِ دِرهَمٍ ؟ قالَ: ما رَأَيتُ إلى‏ ذلِكَ سَبيلاً إلَّا التَّقَرُّبَ إلَيكَ بِدَمِهِما .
قالَ : فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ : قالَ لي : يا شَيخُ ! احفَظ قَرابَتَنا مِن رَسولِ اللَّهِ . قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قُلتَ لَهُما ؟ قالَ : قُلتُ: ما لَكُما مِن رَسولِ اللَّهِ قَرابَةٌ .
قالَ : وَيلَكَ ! فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ: قالا: يا شَيخُ! ارحَم صِغَرَ سِنِّنا . قالَ: فَما رَحِمتَهُما ؟! قالَ: قُلتُ: ما جَعَلَ اللَّهُ لَكُما مِنَ الرَّحمَةِ في قَلبي شَيئاً .
قالَ : وَيلَكَ! فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ: قالا: دَعنا نُصَلّي رَكَعاتٍ ، فَقُلتُ: فَصَلِّيا ما شِئتُما إن نَفَعَتكُمَا الصَّلاةُ ، فَصَلَّى الغُلامانِ أربَعَ رَكَعاتٍ .
قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قالا في آخِرِ صَلاتِهِما ؟ قالَ : رَفَعا طَرفَيهِما إلَى السَّماءِ وقالا: يا حَيُّ يا حَليمُ! يا أحكَمَ الحاكِمينَ! اُحكُم بَينَنا وبَينَهُ بِالحَقِّ .
قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : فَإِنَّ أحكَمَ الحاكِمينَ قَد حَكَمَ بَينَكُم، مَن لِلفاسِقِ ؟ قالَ: فَانتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ، فَقالَ: أنَا لَهُ. قالَ: فَانطَلِق بِهِ إلَى المَوضِعِ الَّذي قَتَلَ فيهِ الغُلامَينِ، فَاضرِب عُنُقَهُ، ولا تَترُك أن يَختَلِطَ دَمُهُ بِدَمِهِما ، وعَجِّل بِرَأسِهِ .
فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ، وجاءَ بِرَأسِهِ فَنَصَبَهُ عَلى‏ قَناةٍ، فَجَعَلَ الصِّبيانُ يَرمونَهُ بِالنَّبلِ وَالحِجارَةِ وهُم يَقولونَ: هذا قاتِلُ ذُرِّيَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .۱

نكتة

إنّ معظم المصادر التاريخيّة تَعتبر - كما لاحظنا - الطفلين المذكورين أولاد عبد اللَّه بن جعفر، أو أحفاده، ولم تنسبهما إلى مسلم بن عقيل إلّا في أمالي الصدوق و بسندٍ ضعيف .
وممّا يجدر ذكره أنّ روايَتي الصدوق والخوارزمي‏۲ أشبه ما تكونان بالقصص، فضلاً عن ضعف سنديهما، وبناءً على ذلك فإنّ النصّ الوارد فيهما محكوم عليه بالضعف .

1.الأمالي‏للصدوق : ص ۱۴۳ الرقم ۱۴۵ ، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۱۰۰ الرقم ۱، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۴۹ نحوه وفيه «من ولد جعفر الطيار» .

2.نقل الخوارزمي في مقتله (ج ۲ ص ۴۹) القصّة المروية في الأمالي للصدوق بشكل مقارب إلّا أنّه نَسَبَ الأطفال إلى جعفر الطيار ، وبذلك فهو يوافق المشهور في هذه الناحية .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1068

فَقالَ: لا ، ولكِن أقتُلُكُما وأذهَبُ بِرَأسَيكُما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، وآخُذُ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ .
فَقالا لَهُ : يا شَيخُ! أما تَحفَظُ قَرابَتَنا مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟
فَقالَ : ما لَكُما مِن رَسولِ اللَّهِ قَرابَةٌ .
قالا لَهُ : يا شَيخُ! فَائتِ بِنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ حَتّى‏ يَحكُمَ فينا بِأَمرِهِ .
قالَ : ما إلى‏ ذلِكَ سَبيلٌ إلَّا التَّقَرُّبُ إلَيهِ بِدَمِكُما .
قالا لَهُ : يا شَيخُ! أما تَرحَمُ صِغَرَ سِنِّنا ؟
قالَ : ما جَعَلَ اللَّهُ لَكُما في قَلبي مِنَ الرَّحمَةِ شَيئاً .
قالا : يا شَيخُ! إن كان ولا بُدَّ ، فَدَعنا نُصَلّي رَكَعاتٍ .
قالَ : فَصَلِّيا ما شِئتُما إن نَفَعَتكُمَا الصَّلاةُ .
فَصَلَّى الغُلامانِ أربَعَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ رَفَعا طَرفَيهِما إلَى السَّماءِ فَنادَيا: يا حَيُّ يا حَليمُ ! يا أحكَمَ الحاكِمينَ! اُحكُم بَينَنا وبَينَهُ بِالحَقِّ .
فَقامَ إلَى الأَكبَرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وأخَذَ بِرَأسِهِ ووَضَعَهُ فِي المِخلاةِ ، وأقبَلَ الغُلامُ الصَّغيرُ يَتَمَرَّغُ في دَمِ أخيهِ، وهُوَ يَقولُ: حَتّى‏ ألقى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وأنَا مخُتَضِبٌ بِدَمِ أخي .
فَقالَ : لا عَلَيكَ سَوفَ اُلحِقُكَ بِأَخيكَ . ثُمَّ قامَ إلَى الغُلامِ الصَّغيرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وأخَذَ رَأسَهُ ووَضَعَهُ فِي المِخلاةِ، ورَمى‏ بِبَدَنَيهِما فِي الماءِ، وهُما يَقطُرانِ دَماً .
ومَرَّ حَتّى‏ أتى‏ بِهِما عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وهُوَ قاعِدٌ عَلى‏ كُرسِيٍّ لَهُ، وبِيَدِهِ قَضيبُ خَيزُرانٍ، فَوَضَعَ الرَّأسَينِ بَينَ يَدَيهِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِما قامَ ثُمَّ قَعَدَ ثُمَّ قامَ ثُمَّ قَعَدَ ثَلاثاً ، ثُمَّ قالَ : الوَيلُ لَكَ ، أينَ ظَفِرتَ بِهِما ؟ قالَ : أضافَتهُما عَجوزٌ لَنا. قالَ: فَما عَرَفتَ لَهُما حَقَّ الضِّيافَةِ ؟ قالَ : لا . قالَ: فَأَيَّ شَئٍ قالا لَكَ ؟ قالَ: قالا: يا شَيخُ! اذهَب بِنا إلَى السّوقِ فَبِعنا وَانتَفِع بِأَثمانِنا فَلا تُرِد أن يَكونَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله خَصمَكَ فِي القِيامَةِ. قالَ: فَأَيَّ شَي‏ءٍ قُلتَ لَهُما ؟ قالَ : قُلتُ: لا، ولكِن أقتُلُكُما وأنطَلِقُ بِرَأسَيكُما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، وآخُذُ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ .
قالَ : فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ ؟ قالَ: قالا: اِيتِ بِنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ حَتّى‏ يَحكُمَ فينا بِأَمرِهِ . قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قُلتَ ؟ قالَ : قُلتُ : لَيسَ إلى‏ ذلِكَ سَبيلٌ إلَّا التَّقَرُّبُ إلَيهِ بِدَمِكُما. قالَ: أفَلا

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970998
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به