وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حيث كانوا عبيد حرب، ثمّ اُطلقوا بعد أن أسلموا خائفين من القتل ، فدلّت على عدم جدارته للحكم من جهة ، وعلى جوره ونشره للظلم من جهة اُخرى . واستَشهدت أخيراً بآيات قرآنيّة لتعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة - كما زعم أو حاول أن يلقّن الناس به - بل هو انغماس ملوّث بالكفر في أعماق الجحود ، وزيادة في الكفر ، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل اللَّه ... .
كانت خطب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير ، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب .
واستناداً إلى ما ورد في بعض المصادر۱ أنها لمّا ردّت إلى المدينة لم تتوقّف لحظة عن الاضطلاع برسالة الشهداء ، وتنوير الرأي العام ، وتوعية الناس واطّلاعهم على ظلم بني اُميّة ، فاضطرّ حاكم المدينة إلى نفيها بعد أن استشار يزيد في ذلك .۲
يجدر ذكره أنّنا لم نجد تاريخ ولادتها ووفاتها في المصادر المعتبرة، وقد ذُكرت أقوال عديدة في المصادر المتأخّرة بشأن ولادتها، نظير: 5 جمادى الاُولى سنة 5 للهجرة، شعبان سنة 6 للهجرة ، محرّم الحرام عام 5 للهجرة .۳وقيل : إنّ تاريخ وفاتها هو الخامس عشر من رجب عام 62 للهجرة .۴
2 . اُمّ كلثوم عليها السلام بنت أمير المؤمنين عليه السلام .۵
وتُسمّى زينب الصغرى أيضاً۶، فأبوها أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن يبدو أنّ اُمّها ليست فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ ذلك لأنّ اُمّ كلثوم التي هي ابنة الزهراء توفّيت في حياة الإمام الحسن عليه السلام على المشهور .۷
1.مصدر هذا الخبر أخبار الزينبات - المنسوب للعبيدلي - : (ص ۱۱۸) ، إلا أنّ اعتبار هذا الكتاب وانتسابه للعبيدلي معرض للشكّ ، وراجع : ميراث حديث الشيعة : ج ۱۶ ص ۷ .
2.راجع : أخبار الزينبات : ص ۱۱۸ .
3.راجع: رياحين الشريعة: ج ۳ ص ۳۳.
4.أخبار الزينبات : ص ۱۲۲ وراجع : ميراث حديث الشيعة: ج ۱۶ ص ۲۱.
5.شرح الأخبار: ج ۳ ص ۱۹۸؛ مقاتل الطالبيين: ص ۱۱۹ وراجع: الملهوف : ص ۱۹۸ و۲۱۰، مثير الأحزان: ص ۸۸ و۹۷، تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۵۵، الأخبار الطوال: ص ۲۲۸، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۸.
6.مجموعة نفيسة: ص ۹۴ (تاج المواليد).
7.الطبقات الكبرى: ج ۸ ص ۴۶۴، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۴۱۲ ، اُسد الغابة : ج ۷ ص ۳۷۸.