1099
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الرُّؤوسَ مِن بَينِ المَحامِلِ ويُنَحّونا عَنها ، فَقَد خُزينا مِن كَثرَةِ النَّظَرِ إلَينا ونَحنُ في هذِهِ الحالِ .
فَأَمَرَ في جَوابِ سُؤالِها أن تُجعَلَ الرُّؤوسُ عَلَى الرِّماحِ في أوساطِ المَحامِلِ - بَغياً مِنهُ وكُفراً - وسَلَكَ بِهِم بَينَ النَّظّارَةِ عَلى‏ تِلكَ الصِّفَةِ ، حَتّى‏ أتى‏ بِهِم إلى‏ بابِ دِمَشقَ ، فَوَقَفوا عَلى‏ دَرَجِ بابِ المَسجِدِ الجامِعِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ .۱

۱۵۷۲.الفتوح : واُتِيَ بِحَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى‏ اُدخِلوا مَدينَةَ دِمَشقَ مِن بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ توماءَ ، ثُمَّ اُتِيَ بِهِم حَتّى‏ وَقَفوا عَلى‏ دَرَجِ بابِ المَسجدِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ .۲

7 / 4

مُحاوَرَةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام مَعَ شَيخٍ شامِيٍ‏

۱۵۷۳.الملهوف : جاءَ شَيخٌ ، فَدَنا مِن نِساءِ الحُسَينِ عليه السلام وعِيالِهِ - وهُم في ذلِكَ المَوضِعِ - وقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم وأراحَ البِلادَ مِن رِجالِكُم، وأمكَنَ أميرَ المُؤمِنينَ مِنكُم!
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا شَيخُ ! هَل قَرَأتَ القُرآنَ ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : فَهَل عَرَفتَ هذِهِ الآيَةَ : «قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏»۳ ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : نَحنُ القُربى‏ - يا شَيخُ - ، فَهَل قَرَأتَ في بَني إسرائيلَ : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ»۴ ؟
فَقالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ : فَنَحنُ القُربى‏ - يا شَيخُ - ، فَهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى‏»۵ ؟

1.الملهوف : ص ۲۱۰ ، مثير الأحزان : ص ۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۷ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۱ .

3.الشورى : ۲۳ .

4.الإسراء : ۲۶ .

5.الأنفال : ۴۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1098

في نَفسي : لَعَلِّ لِأَهلِ الشّامِ عيداً لا نَعرِفُهُ نَحنُ ، فَرَأَيتُ قَوماً يَتَحَدَّثونَ ، فَقُلتُ : يا هؤُلاءِ ! ألَكُم بِالشّامِ عيدٌ لا نَعرِفُهُ نَحنُ ؟ !
قالوا : يا شَيخُ! نَراكَ غَريباً .
فَقُلتُ : أنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ ، قَد رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وحَمَلتُ حَديثَهُ .
فَقالوا : يا سَهلُ! ما أعجَبَكَ السَّماءُ لا تَمطُرُ دَماً ! وَالأَرضُ لا تَخسِفُ بِأَهلِها ! قُلتُ : ولِمَ ذاكَ ؟ فَقالوا هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام عِترَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، يُهدى‏ مِن أرضِ العِراقِ إلَى الشّامِ ، وسَيَأتِي الآنَ .
قُلتُ : وا عَجَباه ! يُهدى‏ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وَالنّاسُ يَفرَحونَ ؟ ! فَمِن أيِّ بابٍ يُدخَلُ ؟ فَأَشاروا إلى‏ بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ السّاعاتِ ، فَسِرتُ نَحوَ البابِ ، فَبَينَما أنَا هُنالِكَ ، إذ جاءَتِ الرّاياتُ يَتلو بَعضُها بَعضاً ، وإذا أنَا بِفارِسٍ بِيَدِهِ رُمحٌ مَنزوعُ السِّنانِ ، وعَلَيهِ رَأسُ مَن أشبَهُ النّاسِ وَجهاً بِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وإذا بِنِسوَةٍ مِن وَرائِهِ عَلى‏ جِمالٍ بِغَيرِ وِطاءٍ .
فَدَنَوتُ مِن إحداهُنَّ فَقُلتُ لَها : يا جارِيَةُ مَن أنتِ ؟
فَقالَت : سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ .
فَقُلتُ لَها : ألَكِ حاجَةٌ إلَيَّ ؟ فَأَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ مِمَّن رَآى‏ جَدَّكِ وسَمِعَ حَديثَهُ .
قالَت : يا سَهلُ ! قُل لِصاحِبِ الرَّأسِ أن يَتَقَدَّمَ بِالرَّأسِ أمامَنا ، حَتّى‏ يَشتَغِلَ النّاسُ بِالنَّظَرِ إلَيهِ فَلا يَنظُرونَ إلَينا ، فَنَحنُ حَرَمُ رَسولِ اللَّهِ .
قالَ : فَدَنَوتُ مِن صاحِبِ الرَّأسِ وقُلتُ لَهُ : هَل لَكَ أن تَقضِيَ حاجَتي وتَأخُذَ مِنّي أربَعَمِئَةِ دينارٍ ؟ ! قالَ : وما هِيَ ؟ قُلتُ : تَقَدَّم بِالرَّأسِ أمامَ الحَرَمِ . فَفَعَلَ ذلِكَ وَدَفعتُ لَهُ ما وَعَدتُهُ .۱

۱۵۷۱.الملهوف : سارَ القَومُ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ وَالأَسرى‏ مِن رِجالِهِ ، فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ دَنَت اُمُّ كُلثومٍ مِنَ الشِّمرِ - وكانَ مِن جُملَتِهِم - فَقالَت : لي إلَيكَ حاجَةٌ . فَقالَ : وما حاجَتُكِ ؟
قالَت : إذا دَخَلتَ بِنَا البَلَدَ فَاحمِلنا في دَربٍ قَليلِ النَّظّارَةِ ، وتَقَدَّم إلَيهِم أن يُخرِجوا هذِهِ

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۰ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۷ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971009
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به