1105
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

مُرَمَّلَةً ، تَصهَرُهُمُ الشَّمسُ وتَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ، زُوّارُهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ‏۱ ، بِقاعٍ قَرقَرٍ۲ سَبسَبٍ ، لا مُكَفَّنينَ ولا مُوَسَّدينَ .۳

۱۵۸۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ لَمّا قَتَلَ الحُسَينَ عليه السلام بَعَثَ زَحرَ بنَ قَيسٍ الجُعفِيَّ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِذلِكَ . فَقَدِمَ عَلَيهِ فَقالَ [لَهُ يَزيدُ] : ما وَراءَكَ ؟ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ أبشِر بِفَتحِ اللَّهِ وبِنَصرِهِ ! وَرَدَ عَلَينَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ في ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتِهِ وفي سَبعينَ مِن شيعَتِهِ ، فَسِرنا إلَيهِم فَخَيَّرناهُمُ الاِستِسلامَ وَالنُّزولَ عَلى‏ حُكمِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ أوِ القتالَ ، فَاختارُوا القِتالَ عَلَى الاِستِسلامِ .
فَجَعَلوا يُبَرقِطونَ‏۴ إلى‏ غَيرِ وَزَرٍ ، ويَلوذونَ مِنّا بِالآكامِ وَالاُمَرِ۵ وَالحُفَرِ ؛ لِوذاً كَما لاذَ الحَمائِمُ مِن صَقرٍ ، فَنَصَرَنَا اللَّهُ عَلَيهِم ، فَوَ اللَّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ما كانَ إلّا جَزرَ جَزورٍ أو نَومَةَ قائِلٍ ، حَتّى‏ كَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ مُؤنَتَهُم ! فَأَتَينا عَلى‏ آخِرِهِم ، فَهاتيكَ أجسادُهُم مُطَرَّحَةً مُجَرَّدَةً ، وخُدودُهُم مُعَفَّرَةً ، ومَناخِرُهُم مُرَمَّلَةً ، تَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ذُيولَها بِقِيٍّ سَبسَبٍ ، تَنتابُهُم عُرُجُ‏۶الضِّباعِ ، زُوّارُهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ .
قالَ : فَدَمَعَت عَينا يَزيدَ ! وقالَ : كُنتُ أرضى‏ مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ .
وقالَ : كَذلِكَ عاقِبَةُ البَغيِ وَالعُقوقِ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ يَزيدُ :


مَن يَذُقِ الحَربَ يَجِد طَعمَهامُرّاً وتَترُكهُ بِجَعجاعِ‏۷۸

1.في المصدر : «الزخم» ، وهو تصحيف .

2.قَرْقَرْ : المكان المستوي ، وقيل للصحراء البارزة : قَرْقَرْ (النهاية : ج ۴ ص ۴۸ «قرقر») .

3.مثير الأحزان : ص ۹۸ ؛ الأخبار الطوال : ص ۲۶۱ نحوه وليس فيه ذيله من «بقاع» .

4.بَرْقَطَ الرجلُ : إذا ولّى مُتَلفِّتاً (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۱۶ «برقط») .

5.الاُمَرُ : جمع أمَرَةٍ ، وهي العلم الصغير من أعلام المفاوز من الحجارة (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۲ «أمر») .

6.العَرْجاءُ : الضَّبْعُ ، والجمع عُرُج ، والعرب تجعلها بمعنى الضباع بمنزلة قبيلة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۲۱ «عرج») .

7.الجَعْجَاعُ : الموضع الضَيِّقُ الخَشِنُ (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۴ «جعجع») .

8.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۵ ، الأخبار الطوال : ص ۲۶۰ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۱ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۳۱ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۰ كلّها نحوه وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1104

۱۵۷۸.تاريخ الطبري عن الغاز بن ربيعة الجرشي : وَاللَّهِ إنّا لَعِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ بِدِمَشقَ إذ أقبَلَ زَحرُ بنُ قَيسٍ حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ : وَيلَكَ ما وَراءَكَ وما عِندَكَ ؟
فَقالَ : أبشِر - يا أميرِ المُؤمِنينَ - بِفَتحِ اللَّهِ ونَصرِهِ ، وَرَدَ عَلَينَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ في ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتِهِ وسِتّينَ مِن شيعَتِهِ ، فَسِرنا إلَيهِم فَسَأَلناهُم أن يَستَسلِموا ويَنزِلوا عَلى‏ حُكمِ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ أو القِتالَ ، فَاختارُوا القِتالَ عَلَى الاِستِسلامِ ، فَعَدَونا عَلَيهِم مَعَ شُروقِ الشَّمسِ فَأَحَطنا بِهِم مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، حَتّى إذا أخَذَتِ السُّيوفُ مَأخَذَها مِن هامِ القَومِ يَهرُبونَ إلى‏ غَيرِ وَزَرٍ ، ويَلوذونَ مِنّا بِالآكامِ وَالحُفَرِ لِواذاً كَما لاذَ الحَمائِمُ مِن صَقرٍ ، فَوَ اللَّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ما كانَ إلّا جَزرَ جَزورٍ۱ أو نَومَةَ قائِلٍ‏۲ ، حَتّى‏ أتَينا عَلى‏ آخِرِهِم ، فَهاتيكَ أجسادُهُم مُجَرَّدَةً ، وثِيابُهُم مُرَمَّلَةً ، وخُدودُهُم مُعَفَّرَةً ، تَصهَرُهُمُ الشَّمسُ وتَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ، زُوّارهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ‏۳ بِقِيٍّ سَبسَبٍ .۴
قالَ : فَدَمَعَت عَينُ يَزيدَ ، وقالَ : قَد كُنتُ أرضى‏ مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ ، لَعَنَ اللَّهُ ابنَ سُمَيَّةَ ، أما وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُهُ لَعَفَوتُ عَنهُ ، فَرَحِمَ اللَّهُ الحُسَينَ ، ولَم يَصِلهُ بِشَي‏ءٍ .۵

۱۵۷۹.مثير الأحزان عن العذري بن ربيعة بن عمرو الجرشي : أنَا عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، إذ أقبَلَ زَحرُ بنُ قَيسٍ المَذحِجِيُّ عَلى‏ يَزيدَ ، فَقالَ : وَيلَكَ ما وَراءَكَ ؟
قالَ : أبشِر بِفَتحِ اللَّهِ ونَصرِهِ ... فَهاتيكَ أجسادُهُم مُجَرَّدَةً ، ووُجوهُهُم مُعَفَّرَةً ، وثِيابُهُم بِالدِّماءِ

1.الجَزر : نحر الجزّار الجزور ، والجزور : الناقة المجزورة (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۳۴ «جزر») .

2.القائلةُ : الظهيرة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۰۸ «قيل») .

3.الرَّخْمَةُ : طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة ، والجمع : رَخَمٌ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۲۹ «رخم») .

4.قيٌّ سَبْسَب : القيُّ : الأرض القَفْر الخالية . والسَبْسَبُ : الأرض القَفْر البعيدة ، لا ماءَ بها ولا أنيس (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۱۱ «قوا» ، و ج ۱ ص ۴۶۰ «سبسب») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۹ ، تاريخ دمشق : ج‏۱۸ ص‏۴۴۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۶ ، العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۷ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۵۶ وفيهما «فأطرق يزيد ساعة» بدل «فدمعت عين يزيد» والأربعة الأخيرة نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۸ عن عبد اللَّه بن ربيعة الحميري وفيه «فأطرق يزيد هنيهة» بدل «فدمعت عين يزيد» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922510
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به