فَلَمّا وَقَفنا بَينَ يَدَيهِ ، قُلتُ : أنشُدُكَ اللَّهَ يا يَزيدُ ، ما ظَنُّكَ بِرَسولِ اللَّهِ لَو رَآنا عَلى هذِهِ الحالِ ؟... وقالَت فاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ : يا يَزيدُ بَناتُ رَسولِ اللَّهِ سَبايا !
فَبَكَى النّاسُ وبَكى أهلُ دارِهِ حَتّى عَلَتِ الأَصواتُ .
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : وأنَا مَغلولٌ ، فَقُلتُ : أتَأذَنُ لي فِي الكَلامِ ؟
فَقالَ : قُل ولا تَقُل هُجراً .
قُلتُ : لَقَد وَقَفتُ مَوقِفاً لا يَنبَغي لِمِثلي أن يَقولَ الهُجرَ، ما ظَنُّكَ بِرَسولِاللَّهِ لَو رَآني في غُلٍّ؟
فَقالَ لِمَن حَولَهُ : حُلّوهُ ، ثُمَّ وَضَعَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام بَينَ يَدَيهِ ، وَالنِّساءَ مِن خَلفِهِ ؛ لِئَلّا يَنظُرنَ إلَيهِ ، فَرَآهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَلَم يَأكُل بَعدَ ذلِكَ الرَّأسَ .۱
۱۵۸۵.شرح الأخبار عن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب [الباقر] عليه السلام : قُدِمَ بِنا عَلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ بَعدَما قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ونَحنُ اثنا عَشَرَ غُلاماً ، لَيسَ مِنّا أحَدٌ إلّا مَجموعَةً يَداهُ إلى عُنُقِهِ ، وفينا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام .۲
۱۵۸۶.الملهوف : اُدخِلَ ثَقَلُ الحُسَينِ عليه السلام ونِساؤُهُ ومَن تَخَلَّفَ مِن أهلِهِ عَلى يَزيدَ ، وهُم مُقَرَّنونَ فِي الحِبالِ ، فَلَمّا وَقَفوا بَينَ يَدَيهِ وهُم عَلى تِلكَ الحالِ ، قالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام :
أنشُدُكَ اللَّهَ يا يَزيدُ ، ما ظَنُّكَ بِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَو رَآنا عَلى هذِهِ الصِّفَةِ ؟!
فَأَمَرَ يَزيدُ بِالحِبالِ فَقُطِّعَت .۳
۱۵۸۷.العقد الفريد عن مُحَمَّد بن الحُسَينِ بن عليّ بن أبي طالب : اُتِيَ بِنا يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ بَعدَما قُتِلَ الحُسَينُ ، ونَحنُ اثنا عَشَرَ غُلاماً ، وكانَ أكبَرَنا يَومَئِذٍ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاُدخِلنا عَلَيهِ ، وكانَ كُلُّ واحِدٍ مِنّا مَغلولَةً يَدُهُ إلى عُنُقِهِ ، فَقالَ لَنا : أحرَزَت أنفُسَكُم عَبيدُ أهلِ العِراقِ ! وما عَلِمتُ بِخُروجِ أبي عَبدِ اللَّهِ ولا بِقَتلِهِ .۴
1.مثير الأحزان : ص ۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۲ .
2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۷ ح ۱۱۷۲ .
3.الملهوف : ص ۲۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۱ .
4.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۸ ، الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۲ ، المحن : ص ۱۴۸ عن محمّد بن الحسن بن عليّ وكلاهما نحوه وفيهما «مغلّلين في الحديد» بدل «مغلولة يده إلى عنقه» .