قالَ مُجاهِدٌ : فَوَ اللَّهِ لَم يَبقَ فِي النّاسِ أحَدٌ إلّا مَن سَبَّهُ وعابَهُ وتَرَكَهُ .۱
نكتة
تدلّ الروايات السالفة على بلوغ يزيد غاية القسوة والبطش مع سبايا أهل البيت عليهم السلام ورؤوس الشهداء الشريفة، وعلى هذا فإنّ بعض الروايات الدالّة على رقّته وإظهاره للندم، يبدو بعيداً عن الواقع، ومن المحتمل أن يكون هذا النوع من الروايات قد انتحله بنو اُميّة ، أو دالاًّ على ألعاب يزيد السياسيّة .
۱۶۰۱.سير أعلام النبلاء عن حمزة بن يزيد الحضرمي : رَأَيتُ امرَأَةً مِن أجمَلِ النِّساءِ وأعقَلِهِنَّ ، يُقالُ لَها : رَيّا ، حاضِنَةُ يَزيدَ ، يُقالُ : بَلَغَت مِئَةَ سَنَةٍ ، قالَت : دَخَلَ رَجُلٌ عَلى يَزيدَ ، فَقالَ : أبشِر ، فَقَد أمكَنَكَ اللَّهُ مِنَ الحُسَينِ ، وجىءَ بِرَأسِهِ . قالَ : فَوُضِعَ في طَستٍ ، فَأَمَرَ الغُلامَ فَكَشَفَ ، فَحينَ رَآهُ خَمَّرَ وَجهَهُ۲ كَأَنَّهُ شَمَّ مِنهُ .
فَقُلتُ لَها : أقَرَعَ ثَناياهُ بِقَضيبٍ ؟ قالَت : إي وَاللَّهِ .
ثُمَّ قالَ حَمزَةُ : وقَد حَدَّثَني بَعضُ أهلِنا ، أنَّهُ رَأى رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام مَصلوباً بِدِمَشقَ ثَلاثَةَ أيّامٍ .۳
۱۶۰۲.الكامل في التاريخ : اُدخِلَ نِساءُ الحُسَينِ عليه السلام عَلَيهِ [أي عَلى يَزيدَ] وَالرَّأسُ بَينَ يَدَيهِ ، فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ ابنَتَا الحُسَينِ عليه السلام تَتَطاوَلانِ لِتَنظُرا إلَى الرَّأسِ ، وجَعَلَ يَزيدُ يَتَطاوَلُ لِيَستُرَ عَنهُمَا الرَّأسَ ، فَلَمّا رَأَينَ الرَّأسَ صِحنَ ، فَصاحَ نِساءُ يَزيدَ ووَلوَلَ بَناتُ مُعاوِيَةَ .
فَقالَت فاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَت أكبَرَ مِن سُكَينَةَ : أبَناتُ رَسولِ اللَّهِ سَبايا يا يَزيدُ ؟ !۴
۱۶۰۳.الملهوف : وأمّا زَينَبُ فَإِنَّها لَمّا رَأَتهُ [أي رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام] أهوَت إلى جَيبِها فَشَقَّتهُ ، ثُمَّ نادَت بِصَوتٍ حَزينٍ يَقرَحُ القُلوبَ : يا حُسَيناه ، يا حَبيبَ رَسولِ اللَّهِ ، يَابنَ مَكَّةَ ومِنىً ، يَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ
1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۱ .
2.خمر وجهه : غطّاه وستره (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۵۴ «خمر») .
3.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۹ ، تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۵۹ - ۱۶۰ .
4.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۷ ، الفصول المهمّة : ص ۱۹۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۴ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۹ .