في غُلٍّ . فَوَضَعَ رَأسَهُ فَضَرَبَ عَلى ثَنِيَّتَيِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ :
نُفَلِّقُ هاماً مِن رِجالٍ أحِبَّةٍإلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» .
فَثَقُلَ عَلى يَزيدَ أن يَتَمَثَّلَ بِبَيتِ شِعرٍ ، وتَلا عَلِيٌّ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، فَقالَ يَزيدُ : بَل « فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أما وَاللَّهِ لَو رَآنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَغلولينَ لَأَحَبَّ أن يُخَلِّيَنا مِنَ الغُلِّ .
فَقالَ : صَدَقتَ ، فَخَلّوهُم مِنَ الغُلِّ .
قالَ : ولَو وَقَفنا بَينَ يَدَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى بُعدٍ لَأَحَبَّ أن يُقَرِّبَنا .
قالَ : صَدَقتَ ، فَقَرَّبوهُم .
فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ يَتَطاوَلانِ لِتَرَيا رَأسَ أبيهِما ، وجَعَلَ يَزيدُ يَتَطاوَلُ في مَجلِسِهِ لِيَستُرَ عَنهُما رَأسَ أبيهِما .
ثُمَّ أمَرَ بِهِم فَجُهِّزوا ، وأصلَحَ إلَيهِم واُخرِجوا إلَى المَدينَةِ .۱
۱۶۱۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أقبَلَ [يَزيدُ] عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ : أبوكَ قَطَعَ رَحِمي ، ونازَعَني سُلطاني ، فَجَزاهُ اللَّهُ جَزاءَ القَطيعَةِ وَالإِثمِ .۲
۱۶۱۸.الفتوح : تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى وَقَفَ بَينَ يَدَي يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وجَعَلَ يَقولُ :
لا تَطمَعوا أن تُهينونا ونُكرِمَكُموأن نَكُفَّ الأَذى عَنكُم وتُؤذونا
فَاللَّهُ يَعلَمُ أنّا لا نُحِبُّكُمولا نَلومُكُمُ إن لَم تُحِبّونا
فَقالَ يَزيدُ : صَدَقتَ - يا غُلامُ - ، ولكِن أرادَ أبوكَ وجَدُّكَ أن يَكونا أميرَينِ ، فَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي