1121
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

أذَلَّهُما وسَفَكَ دِماءَهُما .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يَابنَ مُعاوِيَةَ وهِندٍ وصَخرٍ ، لَم يَزالوا آبائي وأجدادي فيهِمُ الإِمرَةُ مِن قَبلِ أن نَلِدَ ، ولَقَد كانَ جَدّي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَومَ بَدرٍ واُحُدٍ وَالأَحزابِ في يَدِهِ رايَةُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وأبوكَ وجَدُّكَ في أيديهِما راياتُ الكُفّارِ .
ثُمَّ جَعَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ :


ماذا تَقولونَ إن قالَ النَّبِيُّ لَكُم‏ماذا فَعَلتُم وأنتُم آخِرُ الاُمَمِ‏
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُنقَلَبي‏مِنهُم اُسارى‏ ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ‏
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُكُمُ‏أن تَخلُفوني بِسوءٍ في ذَوي رَحمِي‏
ثُمَّ قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : وَيلَكَ يا يَزيدُ ، إنَّكَ لَو تَدري ما صَنَعتَ ومَا الَّذِي ارتَكَبتَ مِن أبي وأهلِ بَيتي وأخي وعُمومَتي ، إذاً لَهَرَبتَ فِي الجِبالِ وفَرَشتَ الرَّمادَ ، ودَعَوتَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ أن يَكونَ رَأسُ الحُسَينِ ابنِ فاطِمَةَ وعَلِيٍّ عليهما السلام مَنصوباً عَلى‏ بابِ المَدينَةِ ، وهُوَ وَديعَةُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فيكُم ، فَأَبشِر بِالخِزيِ وَالنَّدامَةِ غَداً إذا جُمِعَ النّاسُ لِيَومٍ لا رَيبَ فيهِ .۱

۱۶۱۹.المناقب لابن شهر آشوب : رُوِيَ أنَّهُ [أي يَزيدَ] قالَ لِزَينَبَ : تَكَلَّمي‏۲ ، فَقالَت : هُوَ المُتَكَلِّمُ ، فَأَنشَدَ السَّجّادُ :


لا تَطمَعوا أن تُهينونا فَنكُرِمَكُم‏وأن نَكُفَّ الأَذى‏ عَنكُم وتُؤذونا
وَاللَّهُ يَعلَمُ أنّا لا نُحِبُّكُم‏ولا نَلومُكُمُ أن لا تُحِبّونا
فَقالَ : صَدَقتَ يا غُلامُ ، ولكِن أرادَ أبوكَ وجَدُّكَ أن يَكونا أميرَينِ ، وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَتَلَهُما وسَفَكَ دِماءَهُما .
فَقالَ عليه السلام : لَم تَزَلِ النُّبُوَّةُ وَالإِمرَةُ لِآبائي وأجدادي مِن قَبلِ أن تولَدَ .۳

۱۶۲۰.الدعوات : رُوِيَ أنَّهُ لَمّا حُمِلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ يَزيدَ عَلَيهِ اللَّعنَةُ ، هَمَّ بِضَربِ عُنُقِهِ ، فَوَقَّفَهُ بَينَ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۱، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۵ .

2.في المصدر : «تكلّمني» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۷۵ ح ۲۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1120

في غُلٍّ . فَوَضَعَ رَأسَهُ فَضَرَبَ عَلى‏ ثَنِيَّتَيِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ :


نُفَلِّقُ هاماً مِن رِجالٍ أحِبَّةٍإلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» .
فَثَقُلَ عَلى‏ يَزيدَ أن يَتَمَثَّلَ بِبَيتِ شِعرٍ ، وتَلا عَلِيٌّ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، فَقالَ يَزيدُ : بَل « فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أما وَاللَّهِ لَو رَآنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَغلولينَ لَأَحَبَّ أن يُخَلِّيَنا مِنَ الغُلِّ .
فَقالَ : صَدَقتَ ، فَخَلّوهُم مِنَ الغُلِّ .
قالَ : ولَو وَقَفنا بَينَ يَدَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ بُعدٍ لَأَحَبَّ أن يُقَرِّبَنا .
قالَ : صَدَقتَ ، فَقَرَّبوهُم .
فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ يَتَطاوَلانِ لِتَرَيا رَأسَ أبيهِما ، وجَعَلَ يَزيدُ يَتَطاوَلُ في مَجلِسِهِ لِيَستُرَ عَنهُما رَأسَ أبيهِما .
ثُمَّ أمَرَ بِهِم فَجُهِّزوا ، وأصلَحَ إلَيهِم واُخرِجوا إلَى المَدينَةِ .۱

۱۶۱۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أقبَلَ [يَزيدُ] عَلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ : أبوكَ قَطَعَ رَحِمي ، ونازَعَني سُلطاني ، فَجَزاهُ اللَّهُ جَزاءَ القَطيعَةِ وَالإِثمِ .۲

۱۶۱۸.الفتوح : تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ وَقَفَ بَينَ يَدَي يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وجَعَلَ يَقولُ :


لا تَطمَعوا أن تُهينونا ونُكرِمَكُم‏وأن نَكُفَّ الأَذى‏ عَنكُم وتُؤذونا
فَاللَّهُ يَعلَمُ أنّا لا نُحِبُّكُم‏ولا نَلومُكُمُ إن لَم تُحِبّونا
فَقالَ يَزيدُ : صَدَقتَ - يا غُلامُ - ، ولكِن أرادَ أبوكَ وجَدُّكَ أن يَكونا أميرَينِ ، فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي

1.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۰۴ ح ۲۸۰۶ ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۸ عن الليث بن سعد ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۸ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۲ ومثير الأحزان : ص ۹۹ .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۳ وليس فيه ذيله .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979730
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به