وتَعفوها أُمَّهاتُ الفَراعِلِ .۱
ولَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَماً لَتَجِدُنا وَشيكاً مَغرَماً ، حينَ لا تَجِدُ إلّا ما قَدَّمَت يَداكَ ، «وما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ» ،۲ فَإِلَى اللَّهِ المُشتَكى وعَلَيهِ المُعَوَّلُ .
فَكِد كَيدَكَ وَاسعَ سَعيَكَ وناصِب جَهدَكَ ، فَوَاللَّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وَحيَنا ، ولا تُدرِكَ أمَدَنا ، ولا تَرحَضُ۳ عَنكَ عارَها ، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ ،۴ وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ۵ ، يَومَ يُنادِي المُنادِ : «ألا لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّالِمينَ »۶ .
فَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ ، ولِآخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ ، ونَسأَلُ اللَّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ ، «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» .۷
فَقالَ يَزيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ :
يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ۸
۱۶۲۳.الاحتجاج عن شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم : قامَت [زَينَبُ عليها السلام] عَلى قَدَمَيها وأشرَفَت عَلَى المَجلِسِ ، وشَرَعَت فِي الخُطبَةِ ، إظهاراً لِكَمالاتِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وإعلاناً بِأَنّا نَصبِرُ لِرِضاءِ اللَّهِ ، لا لِخَوفٍ ولا دَهشَةٍ .
فَقامَت إلَيهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ واُمُّها فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللَّهِ وقالَت :
الحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَالصَّلاةُ عَلى جَدّي سَيِّدِ المُرسَلينَ ، صَدَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ كَذلِكَ يَقولُ :
1.الفَرعَلُ : وَلَدُ الضبع (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۰ «فرعل») .
2.فصّلت : ۴۶ .
3.الرّحْضُ : الغَسلُ (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .
4.الفَنَدُ : الكذب، والفَنَدُ : ضعف الرأي (الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۰ «فند») .
5.بَدَدَاً : أي متفرّقين (النهاية : ج ۱ ص ۱۰۵ «بدد») .
6.هود : ۱۸ .
7.آل عمران : ۱۷۳ .
8.الملهوف : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۳ ؛ بلاغات النساء : ص ۳۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۴ كلاهما نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۱۰۱ .