1125
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وتَعفوها أُمَّهاتُ الفَراعِلِ .۱
ولَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَماً لَتَجِدُنا وَشيكاً مَغرَماً ، حينَ لا تَجِدُ إلّا ما قَدَّمَت يَداكَ ، «وما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ» ،۲ فَإِلَى اللَّهِ المُشتَكى‏ وعَلَيهِ المُعَوَّلُ .
فَكِد كَيدَكَ وَاسعَ سَعيَكَ وناصِب جَهدَكَ ، فَوَاللَّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وَحيَنا ، ولا تُدرِكَ أمَدَنا ، ولا تَرحَضُ‏۳ عَنكَ عارَها ، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ ،۴ وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ۵ ، يَومَ يُنادِي المُنادِ : «ألا لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّالِمينَ »۶ .
فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ ، ولِآخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ ، ونَسأَلُ اللَّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ ، «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» .۷
فَقالَ يَزيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ :


يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِ‏ما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ‏۸

۱۶۲۳.الاحتجاج عن شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم : قامَت [زَينَبُ عليها السلام‏] عَلى‏ قَدَمَيها وأشرَفَت عَلَى المَجلِسِ ، وشَرَعَت فِي الخُطبَةِ ، إظهاراً لِكَمالاتِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وإعلاناً بِأَنّا نَصبِرُ لِرِضاءِ اللَّهِ ، لا لِخَوفٍ ولا دَهشَةٍ .
فَقامَت إلَيهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ واُمُّها فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللَّهِ وقالَت :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، وَالصَّلاةُ عَلى‏ جَدّي سَيِّدِ المُرسَلينَ ، صَدَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ كَذلِكَ يَقولُ :

1.الفَرعَلُ : وَلَدُ الضبع (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۰ «فرعل») .

2.فصّلت : ۴۶ .

3.الرّحْضُ : الغَسلُ (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .

4.الفَنَدُ : الكذب، والفَنَدُ : ضعف الرأي (الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۰ «فند») .

5.بَدَدَاً : أي متفرّقين (النهاية : ج ۱ ص ۱۰۵ «بدد») .

6.هود : ۱۸ .

7.آل عمران : ۱۷۳ .

8.الملهوف : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۳ ؛ بلاغات النساء : ص ۳۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۴ كلاهما نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۱۰۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1124

وكَيفَ يَستَظِلُّ في ظِلِّنا أهلَ البَيتِ مَن نَظَرَ إلَينا بِالشَّنَفِ‏۱وَالشَّنَآنِ وَالإِحَنِ‏۲وَالأَضغانِ ؟
ثُمَّ تَقولُ غَيرَ مُتَأَثِّمٍ ولا مُستَعظِمٍ :


لَأَهَلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحاثُمَّ قالوا يا يَزيدُ لا تَشَل‏
مُنتَحِياً عَلى‏ ثَنايا أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ تَنكُتُها بِمِخصَرَتِكَ ، وكَيفَ لا تَقولُ ذلِكَ ، وقَد نَكَأتَ‏۳ القُرحَةَ وَاستَأصَلتَ الشّأفَةَ۴ بِإِراقَتِكَ دِماءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ونُجومِ الأَرضِ مِن آلِ عَبدِ المُطَّلِبِ ؟ وتَهتِفُ بِأَشياخِكَ ، وزَعَمتَ أنَّكَ تُناديهِم ! فَلَتَرِدَنَّ وَشيكاً مَورِدَهُم ، ولَتَوَدَّنَّ أنَّكَ شَلَلتَ وبَكِمتَ‏۵ ، ولَم تَكُن قُلتَ ما قُلتَ ، وفَعَلتَ ما فَعَلتَ .
اللَّهُمَّ خُذ بِحَقِّنا ، وَانتَقِم مِمَّن ظَلَمَنا ، وأحلِل غَضَبَكَ بِمَن سَفَكَ دِماءَنا وقَتَلَ حُماتَنا .
فَوَاللَّهِ ما فَرَيتَ إلّا جِلدَكَ ، ولا حَزَزتَ إلّا لَحمَكَ ، ولَتَرِدَنَّ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِما تَحَمَّلتَ مِن سَفكِ دِماءِ ذُرِّيَّتِهِ ، وَانتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ في عِترَتِهِ ولُحمَتِهِ ، وحَيثُ يَجمَعُ اللَّهُ شَملَهُم ، ويَلُمَّ شَعَثَهُم ، ويَأخُذُ بِحَقِّهِم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » .۶
وحَسبُكَ بِاللَّهِ حاكِماً ، وبِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله خَصيماً وبِجَبرَئيلَ ظَهيراً ، وسَيَعلَمُ مَن سَوَّلَ لَكَ ومَكَّنَكَ مِن رِقابِ المُسلِمينَ ، بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدلاً ، وأيُّكُم شَرٌّ مَكاناً وأضعَفُ جُنداً .
ولَئِن جَرَت عَلَيَّ الدَّواهي مُخاطَبَتَكَ ، إنّي لَأَستَصغِرُ قَدرَكَ ، وأستَعظِمُ تَقريعَكَ ، وأستَكثِرُ تَوبيخَكَ ، لكِنَّ العُيونَ عَبرى‏ وَالصُّدورَ حَرّى‏ .
ألا فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِقَتلِ حِزبِ اللَّهِ النُّجَباءِ بِحِزبِ الشَّيطانِ الطُّلَقاءِ ، فَهذِهِ الأَيدي تَنضَحُ مِن دِمائِنا ، وَالأَفواهُ تَتَحَلَّبُ مِن لُحومِنا ، وتِلكَ الجُثَثُ الطَّواهِرُ الزَّواكي تَتَناهَبُهَا العَواسِلُ‏۷ ،

1.الشنف : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .

2.الإحنَةُ : الحِقد وجمعها : الإحَنُ (النهاية : ج ۱ ص ۲۷ «أحن») .

3.نكأت القرحة : إذا قشرتها (الصحاح : ج ۱ ص ۷۸ «نكأ») .

4.الشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۷۹ «شأف») .

5.البُكمُ : جمع أبكَم، وهو الذي خُلق أخرس لا يتكلّم (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۰ «بكم») .

6.آل عمران : ۱۶۹ .

7.العَاسِلُ : الذئب ، والجمع العُسَّلُ والعَواسِلُ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۶۵ «عسل») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979456
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به