فَلَمّا أحَسَّ النَّصرانِيُّ بِالقَتلِ ، قالَ : يا يَزيدُ أتُريدُ قَتلي ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَاعلَم إنّي رَأَيتُ البارِحَةَ نَبِيَّكُم في مَنامي وهُوَ يَقولُ لي : يا نَصرانِيُّ أنتَ مِن أهلِ الجَنَّةِ ، فَعَجِبتُ مِن كَلامِهِ حَتّى نالَني هذا ، فَأَنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ .
ثُمَّ أخَذَ الرَّأسَ وضَمَّهُ إلَيهِ ، وجَعَلَ يَبكي ، حَتّى قُتِلَ .۱
۱۶۲۵.تذكرة الخواصّ عن عبيد بن عمير : كانَ رَسولُ قَيصَرَ۲حاضِراً عِندَ يَزيدَ ، فَقالَ لِيَزيدَ : هذا رَأسُ مَن ؟ فَقالَ : رَأسُ الحُسَينِ ، قالَ : ومَنِ الحُسَينُ ؟ قالَ : اِبنُ فاطِمَةَ ، قالَ : ومَن فاطِمَةُ ؟ قالَ : بِنتُ مُحَمَّدٍ ، قالَ: نَبِيُّكُم ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : ومَن أبوهُ ؟ قالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، قالَ : ومَن عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؟ قالَ: اِبنُ عَمِّ نَبِيِّنا .
فَقالَ : تَبّاً لَكُم ولِدينِكُم ، ما أنتُم وحَقِّ المَسيحِ عَلى شَيءٍ ، إنَّ عِندَنا في بَعضِ الجَزائِرِ دَيراً فيهِ حافِرُ حِمارٍ رَكِبَهُ عيسَى السَّيِّدُ المَسيحُ ، ونَحنُ نَحُجُّ إلَيهِ في كُلِّ عامٍ مِنَ الأَقطارِ ، ونَنذِرُ لَهُ النُّذورَ ونُعَظِّمُهُ كَما تُعَظِّمونَ كَعبَتَكُم ، فَأَشهَدُ أنَّكُم عَلى باطِلٍ . ثُمَّ قامَ ولَم يَعُد إلَيهِ .۳
7 / 12
اِحتِجاجُ حِبرٍ مِن أحبارِ اليَهودِ عَلى يَزيدَ
۱۶۲۶.الفتوح : اِلتَفَتَ حِبرٌ۴مِن أحبارِ اليَهودِ وكانَ حاضِراً [أي عِندَ يَزيدَ] فَقالَ : مَن هذَا الغُلامُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ فَقالَ : هذا صاحِبُ الرَّأسِ هُوَ أبوهُ ، قالَ : ومَن هُوَ صاحِبُ الرَّأسِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، قالَ فَمَن اُمُّهُ ؟ قالَ : فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ .
فَقالَ الحِبرُ : يا سُبحانَ اللَّهِ ! هذَا ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم قَتَلتُموهُ في هذِهِ السُّرعَةِ ! بِئسَ ما خَلَفتُموهُ في ذُرِّيَّتِهِ ، وَاللَّهِ لَو خَلَفَ فينا موسَى بنُ عِمرانَ سِبطاً مِن صُلبِهِ ، لَكُنّا نَعبُدُهُ مِن دونِ اللَّهِ ! وأنتُم إنَّما فارَقَكُم نَبِيُّكُم بِالأَمسِ ، فَوَثَبتُم عَلَى ابنِ نَبِيِّكُم فَقَتَلتُموهُ ! سَوءَةً لَكُم مِن اُمَّةٍ .
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۲ ؛ الملهوف : ص ۲۲۰ ، مثير الأحزان : ص ۱۰۳ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۱ وراجع : الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۸۱ .
2.قَيْصَر : لَقَبُ مَنْ مَلَكَ الروم (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۱۸ «قصر») .
3.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۳ .
4.الأحْبارُ : العلماء جمع حِبْر وحَبْر (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۸ «حبر») .